في اليوم العالمي لمرضى السكري.. ما هو تأُثير تغيرات الطقس على مرضى السكري؟

طقس العرب-في اليوم العالمي لمرضى السكري، الذي يحتفل به العالم في 14 نوفمبر من كل عام، تبرز أهمية هذا المرض كأحد التحديات الصحية الكبرى عالميًا، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن 64 مليون بالغ و300 ألف طفل ومراهق يعانون من السكري في أوروبا وحدها، وقد تسببت مضاعفات المرض في وفاة حوالي 186 ألف شخص عام 2019، ومن المتوقع أن تتضاعف هذه الأرقام مع تقدم الزمن وزيادة عوامل الخطر.

يعتبر السكري مرضًا مزمنًا يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى تلف الأوعية الدموية، مما يؤثر على أعضاء الجسم المختلفة. ومن بين هذه المضاعفات، يُعد ما يُعرف بـ"قدم السكري" من أخطر ما يواجه المرضى، حيث تتسبب في تقرحات يصعب علاجها وقد تصل إلى حالات البتر. ومع تزايد نسب الإصابة، تتزايد أهمية تسليط الضوء على تأثير تغيرات الطقس على مرضى القدم السكري، الذين يعتبرون أكثر حساسية تجاه تقلبات درجات الحرارة.

كيف يؤثر الطقس الحار على مرضى قدم السكري؟

ترتفع درجات الحرارة في بعض المناطق إلى مستويات قياسية، ما يشكل تحديًا على صحة مرضى السكري. ويؤدي الجو الحار إلى فقدان السوائل من الجسم بسرعة أكبر، وهذا يمكن أن يرفع من مستويات السكر في الدم بسبب الجفاف. ومع زيادة الحرارة، يزداد التعرق، مما قد يسبب جفاف البشرة وتشققات القدم، وهي مشكلة خطيرة لمرضى السكري؛ إذ تزيد من احتمال الإصابة بالعدوى البكتيرية والالتهابات في حال وجود جروح أو تقرحات صغيرة.

كما أن المجهود البدني في الطقس الحار يمكن أن يؤثر سلبًا على التحكم في مستويات السكر، حيث تتغير استجابة الجسم للإنسولين، ويزيد احتمال انخفاض مستوى السكر في الدم. لذا، يُنصح مرضى السكري بتجنب الخروج في أوقات الذروة الحرارية والحرص على شرب كميات كافية من الماء للمحافظة على الترطيب.

تأثير الطقس البارد على مرضى قدم السكري

في الطقس البارد، يعاني مرضى السكري من مشاكل أخرى قد تزيد من حدة مضاعفات القدم السكري. والبرد يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى الأطراف ويصعب على الجسم الحفاظ على الدفء، وهو أمر بالغ الأهمية لمرضى السكري. قلة تدفق الدم تعني تقليل وصول الأكسجين إلى الأنسجة، ما يجعل التئام الجروح والتقرحات أكثر صعوبة وقد يزيد من احتمالية العدوى.

كما أن التغيرات المفاجئة في الطقس، سواء كانت إلى البرودة أو الحرارة الشديدة، قد تؤثر على فعالية الإنسولين المستخدم. ولهذا يجب على المرضى الاحتفاظ بأدويتهم في ظروف حرارة ملائمة واتباع إرشادات التخزين لضمان فاعليتها.

نصائح لمرضى قدم السكري للتكيف مع تغيرات الطقس

للتقليل من التأثير السلبي للطقس على مرضى القدم السكري، يمكن اتباع بعض النصائح:

1. الحفاظ على ترطيب الجسم: يجب شرب كميات كافية من الماء بانتظام، خاصة في الأيام الحارة، لتجنب الجفاف.
2. ارتداء أحذية وجوارب مناسبة: في الطقس البارد، يُفضل ارتداء جوارب دافئة وأحذية غير ضيقة لتحفيز الدورة الدموية، بينما في الطقس الحار، يجب ارتداء أحذية تهوية جيدة لتجنب تعرق القدمين.
3. تفحص القدمان بانتظام: يُنصح بفحص القدمين بشكل يومي لرصد أي تغيرات أو جروح، وتجنب تركها دون علاج.
4. استخدام مرطبات طبية: لتفادي الجفاف والتشققات، يجب استخدام مرطبات طبية خاصة مناسبة للبشرة الحساسة لمرضى السكري.
5. تجنب التعرض لأشعة الشمس الحارقة: يُفضل تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة في ساعات الظهيرة وارتداء قبعة وملابس خفيفة تغطي الجسم بالكامل في الأجواء الحارة.

   
أهمية اليوم العالمي لمرضى السكري

يهدف اليوم العالمي لمرضى السكري إلى رفع مستوى الوعي العالمي حول المرض، حيث تتضافر الجهود لدعم المرضى وتوفير الرعاية المناسبة. وتحت شعار "كسر الحواجز وسد الفجوات" لهذا العام، تسعى منظمة الصحة العالمية إلى التأكيد على ضرورة وصول العلاجات والرعاية لجميع المرضى، خاصة في ظل ارتفاع أعداد المصابين بالسكري حول العالم، والذي بلغ أكثر من 400 مليون شخص.

وفي النهاية، فإن توفير الرعاية الداعمة وتعديل نمط الحياة وتجنب عوامل الخطر هو السبيل الأمثل لحماية مرضى السكري من مضاعفاته، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية الحالية.

شاهد أيضا:

أعلى 10 دول من حيث معدل الاكتئاب في عام 2024

5 خطوات تساعدك في مواجهة هشاشة العظام