موقع ArabiaWeather.com- أيمن صوالحة- عاشت المملكة ولا تزال حالة من الانحباس المطري منذ نهاية العاصفة الثلجية القوية التي هبت مُنتصف كانون الأول الماضي، وذلك دون تأثر المملكة ولو بفعالية شتوية واحدة شاملة لمُختلف المناطق، وكان هذا الانحباس أقوى وأشد على سورية ولبنان اللتين لم تعهداه من قبل خصوصاً في ظل عدم تأثير العاصفة الثلجية الأخيرة عليهم كما كان التأثير في الأردن وفلسطين.
وجاء ذلك نتيجة تأثر مناطق شرق القارة الأوروبية وغرب روسيا بمرتفع جوي صلب وعنيد عمل على قطع توجه الكتل الهوائية الباردة والرطبة بإتجاه جنوب شرق أوروبا والبلقان اللتين تعانيان هذا الموسم من شُح الفعاليات الجوية كذلك، وكل هذا نتيجة تأثر مناطق "الضد" في جنوب وجنوب غرب القارة الأوروبية وشمال غرب إفريقيا بسلسلة من المنخفضات الجوية المدعومة بكتل هوائية باردة ورطبة، والتي قدمت لها عن طريق المملكة المتحدة في أغلب الحالات التي تشهد شتاءً عاصفاً هذا العام.
أما التغيّر الذي يلوح في الأفق، سينتج بعد مشيئة الله، عن توّغل لكتلة هوائية قطبية المنشأ وشديدة البرودة إلى وسط وجنوب شرق القارة الأوروبية نهاية الأسبوع الحالي، وبالتزامن مع إرتفاع خجول ومؤقت للضغط الجوي فوق جزء جيّد من مناطق "الضد" السابقة الذكر، سيعمل ذلك في الأيام الأخيرة من الشهر الحالي وتحديداً بعد السادس والعشرين الجاري على انخفاض الضغط بشكل حاد وملموس في منطقة تركيا و مشارف الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط مُشكلاً نواة لمُنخفض جوي عميق في نواحي الجزر اليونانية وجنوب غرب تركيا.
أما تأثير ذلك على المملكة فلا يبدو واضحاً من الأن، وذلك بفعل الارتفاع الخجول والمؤقت للضغط السطحي فوق مناطق "الضد" كما تحدثنا، وذلك كفيل بوضع الأردن (جنوب شرق بلاد الشام) على مشارف الحدث الجوي المُرتقب، وهذا يعني العديد من الاحتمالات: لعل أسوأها هو اقتصار التأثير على انخفاض في درجات الحرارة وهبوب رياح نشطة مُثيرة للغبار، وأكثرها احتمالاً هو تأثر المناطق الشمالية من المملكة إمتداداً من الجارة سورية ولبنان بهذه الفعالية الجوية دون المنطقة الجنوبية على سبيل المثال، وأحسنها هو منخفض جوي شتوي يكسر الانحباس المطري الذي تعانيه المملكة منذ قرابة الـ35 يوماً، ولعّل الاحتمال الأخير هو الحلقة الأضعف بحسب آخر الخرائط الجوية المُشغّلة لدى مركز "طقس العرب" الإقليمي صباح الاثنين.
على صعيد آخر، لا تزال الاشارات المُحللة من تلك الخرائط، تشير و بقوة على استمرار تأثر الجزر البريطانية بكتل هوائية شديدة البرودة مصحوبة بانخفاض كبير للضغط الجوي، والخطر المُحدق من توقع توجه تلك الفعاليات الجوية إلى مناطق "الضد" مدعومة بمُرتفع جوي قوي في طبقات الجو كافة في شرق المحيط الأطلسي، الأمر الذي قد يُعيد شبح الانحباس المطري على المنطقة بُعيد انقضاء الفعالية الجوية المُرتقبة التي تحدثنا عنها، لكن لا يبدو هذا الانحباس بقسوة الانحباس الذي تُعانيه المنطقة حالياً، وبالتالي إحتمال تعرّضنا لامتدادات من الفعاليات الجوية القادمة من وسط البحر الأبيض المتوسط (أحد المناطق المُرجح أن تستقبل الاضطرابات الجوية الجديدة) موجود وفي أكثر من مرة بمشيئة الله مع الأيام الأولى من فبراير/شباط.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول