قلق العالم من الصاروخ الصيني.. هل هو حقيقي أم مجرد تضخيم إعلامي؟

طقس العرب - يترقب العالم منذ يومين مصير الصاروخ الصيني من طراز لونغ مارش 5-بي (Long March 5B) الذي تم اطلاقه بنجاج خلال الاسبوع الماضي ليضع الوحدة الأساسية للمحطة الفضائية التي تنوي الصين بناءها بحلول عام 2022 في مدار معين، وبعد انفصال الصاروخ عن الوحدة الفضائية للمحطة، بدأ يدور حول الأرض في مسار غير منتظم مع انخفاضه تدريجيا، ما يجعل من شبه المستحيل توقع النقطة التي سيدخل منها إلى الغلاف الجوي، وبالتالي مكان سقوطه. لذلك يشعر العالم بقلق إزاء التأثير المحتمل للحطام الصاروخي.

ماذا يحدث عادةً لصاروخ كهذا وما الذي كان مختلفًا هذه المرة؟

عادةً ما يتم التخطيط لمسار الجزء المتبقي من الصاروخ بحيث يسقط في منطقة آمنة مثل المحيط، إلا أن دخول الصاروخ الصيني في مدار حول الأرض أخرجته عن نطاق التحكم فيما يتعلق بالمكان الذي سيعود إليه بدون اجراء مناورة الانزلاق (deorbit maneuver). تستخدم هذه المناورة محركات صاروخية لإسقاط الجزء المتبقي من الصاروخ من مداره واختيار مكان ارتطامه بالأرض، وهذا ما يسمى إعادة الدخول الخاضعة للرقابة، من خلال القيام بذلك، يمكن استهداف منطقة غير مأهولة من المحيط بحيث لا يتسبب الحطام بأي أضرار، إلا أن محركات الصاروخ الصيني لم تعمل.

ما المقدار المتوقع بقاؤه دون احتراق ووصوله إلى سطح الأرض بعد دخول الصاروخ الغلاف الجوي للأرض؟

القاعدة العامة هي أن 20-40٪ من كتلة الجسم الكبير تصل إلى الأرض، لكن ذلك يعتمد على تصميم الجسم. في هذه الحالة، يتوقع أن تصل الأرض حوالي 5 - 10 أطنان من بقايا الصاروخ.

ما احتمالية إصابة الحطام الصاروخي لمنطقة مأهولة؟

نظراً لأن 70% من سطح الأرض مغطى بالمحيطات، فان احتمال سقوط الحطام الصاروخي في المحيط هي حوالي 3: 4 ، كما أن غالبية كتلة الأرض إما غير مأهولة بالسكان أو يسكنها عدد قليل من السكان (مثل الصحاري والجبال والغابات والمروج المفتوحة والمزارع أو الأراضي العشبية)، وعادة ما يكون احتمال سقوط قطعة من الحطام الفضائي على مدينة أو منطقة مكتظة بالسكان ضئيلًا نسبيًا.

لكن ما يجعل إعادة الدخول هذه جديرة بالملاحظة بشكل خاص هو أنها ستحدث بين خطي عرض 41.5 درجة شمالاً و 41.5 درجة جنوباً ، حيث يعيش الجزء الأكبر من سكان العالم. ومع ذلك ، فإن الخطر الإحصائي الذي يتعرض له أي شخص من جراء سقوط حطام فضائي ضئيل للغاية. وربما لا يحتاج الأمر هذا القدر من التضخيم الأعلامي، فهل هناك أهداف أخرى خفية؟!

(مسار الصاروخ الصيني والنطاق المكاني لاحتمالية سقوط الحطام)

هل هناك تضخيم إعلامي لاثارة قلق العالم تجاه الصاروخ الصيني؟

ذكر تقرير لموقع "فوكس نيوز" أن الصاروخ الصيني قد لا يسبب أذى عند سقوطه على الأرض، ولكن على ما يبدو أن صناعة الفضاء الناشئة في الصين قادرة على إلحاق الضرر الاقتصادي والتجاري بنظيراتها في العالم.

فوفقًا، لغريغ أوتري، عضو في المجلس الاستشاري لمكتب النقل الفضائي التجاري التابع لإدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، فإن سعي الصين القوي لخفض تكلفة إطلاق الرحلات التجارية الفضائية سيضر الشركات الأمريكية، حيث تدعم بكين الشركات الصينية وتهدف إلى إخراج الشركات الأمريكية من السوق. خاصة وأن الصواريخ التي تستخدمها الشركات الصينية هي صواريخ بالستية عابرة للقارات وقد حصلت عليها مجانا من بكين".

وهذا يعني بحسب الخبراء أنه سيكون على الشركات الأميركية الدخول في منافسة شرسة مع الصين التي كانت قد أطلقت الأسبوع الماضي أول المكونات لمحطتها الفضائية. ومن المتوقع أن يسقط جسم الصاروخ الصيني الذي كان يحمل أول جزء من المحطة الفضائية خلال هذه الأيام.

وكانت صحيفة غلوبال تايمز الصينية قد ذكرت يوم الأربعاء أن حطام الصاروخ سيسقط على الأرجح في مياه دولية، وتوقعت مؤسسة "إيروسبيس كوربوريشن"  الأميركية للأبحاث الفضائية أن تسقط شظايا الصاروخ، فوق شمال شرق أفريقيا.

من جانبه قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن خلال مؤتمر صحفي إنّه "وفقا لآخر التقديرات التي رأيتها، فمن المتوقّع حصول سقوط الصاروخ في الثامن أو التاسع من مايو". وأوضح "في الوقت الراهن، ليست لدينا خطط لتدمير الصاروخ، ونأمل أن يسقط في مكان لا يؤذي فيه أحداً، في المحيط أو في مكان ما من هذا القبيل". 

اقرأ المزيد | ما هي قصة الصاروخ الصيني وكيف أصبح خارج نطاق السيطرة؟