طقس العرب - تعتبر الدوامة القطبية منطقة واسعة من الهواء البارد منخفض الضغط تحيط بالقطب الشمالي بشكل دائري تقريباً، وتتواجد في طبقات الجو العليا، وتحديداً في طبقة الستراتوسفير، وتلعب دوراً أساسياً في أنماط الطقس في نصف الكرة الشمالي حيث تعتبر هذه الدوامة حاجزاً طبيعياً يمنع الهواء القطبي البارد من الانتقال إلى المناطق الجنوبية، مما يحدّ من شدة البرد في المناطق المعتدلة.
وعندما تكون الدوامة القطبية قوية ومستقرة، فإن الرياح المحيطة بها تبقى متماسكة، مما يمنع الهواء البارد من التسلل نحو خطوط العرض الدنيا، فيجعل الطقس في نصف الكرة الشمالي أكثر استقراراً، لكن في الحالات التي تضعف فيها الدوامة القطبية، يمكن أن يتسرب الهواء البارد ويتسبب في موجات برد شديدة، كما يحدث خلال بعض فصول الشتاء القاسية.
في بعض الأحيان، تضعف الدوامة القطبية نتيجة لارتفاع درجات الحرارة في الستراتوسفير، مما يؤدي إلى انفصال الكتل الباردة وتحركها نحو الجنوب، متسببة في عواصف ثلجية وانخفاضات حرارية قوية في مناطق مثل أمريكا الشمالية وأوروبا، و تؤدي هذه التغيرات في الدوامة القطبية إلى تفاوت ملحوظ في درجات الحرارة، حيث ترتفع في بعض المناطق بشكل غير معتاد، بينما تنخفض في مناطق أخرى.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن التغير المناخي قد يزيد من تكرار حالات ضعف الدوامة القطبية مثل الاحترار العالمي، وذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي، يسهمان في ارتفاع درجات الحرارة في المناطق القطبية، مما يؤدي إلى زيادة عدم استقرار الدوامة، ما يجعل موجات البرد القطبي أكثر شدة وتكراراً في المناطق المعتدلة.
ويُرجح أن يساهم استمرار ذوبان الجليد وارتفاع درجات حرارة القطب الشمالي في ضعف الدوامة القطبية خلال العقود المقبلة، إذا استمر الاحترار العالمي على هذا النحو، فقد تزداد احتمالية حدوث ظواهر مناخية شديدة مثل موجات البرد القاسية والعواصف الشتوية، مما يتطلب استراتيجيات مرنة للتكيف مع هذه التغيرات المناخية وتأثيرها على نمط الحياة في المناطق المعتدلة.
والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول