طقس العرب - تغطي المحيطات حوالي 70% من سطح الأرض، ويعتبر وجودها مهم ليس فقط كموطن للحياة البحرية، حيث تلعب المحيطات دورًا كبيرًا في التأثير على بيئة الأرض ومناخها، فهناك ارتباط كبير بين المحيطات والغلاف الجوي، وتعتبر دراسة هذه العلاقة أمراً مهماً لفهم سلوك الغلاف الجوي والتنبؤ بأحوال الطقس والمناخ.
وفيما يلي بعض الطرق التي تؤثر بها المحيطات على الطقس والمناخ:
أحد أكبر أدوار المحيطات هو امتصاص الطاقة (الحرارة) وتوزيعها بشكل متساوٍ في جميع أنحاء الأرض، إذ تمتص المحيطات معظم الطاقة الشمسية التي تصل إلى الأرض، ونظراً لأن خط الاستواء يتلقى طاقة شمسية أكثر بكثير من تلك التي يستقبلها القطب، فإن تيارات المحيطات الأفقية والعمودية الهائلة تتشكل وتأخذ معها هذه الحرارة وتوزعها حول الكوكب، حيث تحمل بعض هذه التيارات البحرية الحرارة لآلاف الكيلومترات، قبل أن تطلق الكثير منها مرة أخرى في الغلاف الجوي.
وذلك بسبب الحرارة النوعية للماء، بحيث تسخن المحيطات وتبرد بشكل أبطأ من الهواء في الغلاف الجوي، وبالتالي فإن الطقس الساحلي يميل إلى أن يكون أكثر اعتدالًا من الطقس القاري، ولا يوجد تباين كبير في درجات الحرارة بين الفترات الحارة والفترات الباردة.
يؤدي التبخر من المحيطات، وخاصة في المناطق الاستوائية، إلى ظهور معظم السحب الممطرة، مما يؤثر على توزيع المناطق الرطبة والجافة على الأرض.
إن الكمية الهائلة من الطاقة التي يلتقطها المحيط تخلق أقوى العواصف والأحداث المدمرة في العالم، والأحداث المتطرفة مثل الأعاصير المدارية وشبه المدارية.
تساعد المحيطات من خلال امتصاص الكثير من ثاني أكسيد الكربون الموجود على الأرض في التخفيف من أثره باعتباره واحداً من الغازات الدفيئة، كما تخزن المحيطات أكثر من 90% من الحرارة الزائدة المحتجزة على الأرض بسبب انبعاثات الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية، حيث تعمل حوالي 2.3% فقط من الحرارة على تدفئة الغلاف الجوي، بينما تعمل الحرارة الباقية على إذابة الثلج والجليد وتدفئة الأرض، لذلك ترتفع درجة حرارة الغلاف الجوي بسرعة أقل مما يمكن أن يحدث.
ومع ذلك، لا ينبغي أن يدفعنا ذلك إلى التقاعس عن العمل على حماية الأرض من ظاهرة الاحترار، لأن ارتفاع درجة حرارة المحيطات يؤخر فقط التأثير الكامل لتغير المناخ، لكنه يضر بالمحيطات أيضاً، ومن أهم أضرار الحرارة الزائدة في المحيطات:
(يوضح الشكل ارتفاع مستوى البحار في الفترة من 1993 وحتى 2020)
بسبب الدور الكبير الذي تلعبه المحيطات في التأثير على الطقس والمناخ، يقوم المختصون في مجال التنبؤات الجوية باستخدام البيانات التي يتم قياسها من المحيطات، مع فهم الكيفية التي تحدث فيها التفاعلات المتعددة بين المحيطات والغلاف الجوي، وتأثير أنماط المناخ الموسمية والطويلة الأجل، وأنماط المحيطات، بالإضافة إلى رصد عناصر الطقس الأساسية، وهي: درجات الحرارة في الغلاف الجوي وسطح البحر، والضغط الجوي، والرياح، والأمواج، وهطول الأمطار والمتغيرات الأخرى، فتصبح مجموعات البيانات هذه معًا مدخلات رئيسية في نماذج الطقس العددي والمستخدمة في التنبؤ بالطقس والمناخ.
لذلك، تهتم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) في دعم عمليات المراقبة والبحوث والخدمات المتعلقة بالمحيطات، وقد تم اختيار المحيطات وعلاقتها بالمناخ والطقس موضوع اليوم العالمي للارصاد الجوية عام 2021.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول