طقس العرب-يجلب المطر الأول معه تلك الرائحة المميزة التي تغمر الأجواء، أو تلك الغيوم الملبدة التي نلاحظ وجودها بالسماء مبشرة بنزول أول قطرة مطر ليخرج الراصد الجوي على إحدى القنوات، ويخبرنا أن نحمل مظلة معنا ونحن خارجون من المنزل؛ بسبب احتمالية سقوط الأمطار اليوم.
تلك الطريقة يتبعها أغلب الأشخاص في الوقت الحالي لمعرفة موعد "الشتوة الأولى" لكن هل كان أجدادنا يتبعون الطريقة نفسها أم كان لهم رأي آخر؟
الجواب: منذ فجر الحضارة، كان البشر يعتمدون على المطر في مختلف نواحي حياتهم مثل زراعة المحاصيل والحصول على مياه الشرب. ولكن على الرغم من هذه الأهمية المطر، فإننا نحن البشر لم يكن لدينا الكثير من المعرفة حول كيفية التنبؤ بالطقس في معظم تاريخنا لذلك توصل البشر في ذلك الوقت إلى حلول أخرى أغلبها تعتمد على الطقوس والخرفات التي كان الشعوب يصدقونها
كان لدى المايا القدماء ما يسمى "صانعو المطر". كان يُعتقد أن هؤلاء الأعضاء المهمين في المجتمع لديهم معرفة خاصة بطرق إله المطر تشاك. حيث إنهم في أوقات الجفاف والمجاعة الشديدة، أقاموا ولائم متقنة لتشاك في محاولة لإقناعه بجلب المزيد من المطر.
بالنسبة إلى القبائل الأمريكية الأصلية في جنوب غرب الولايات المتحدة كان لهم رأي آخر، فقد كان الرقص هو الوسيلة التي باعتقادهم أنها تجلب المطر حيث كانو يقومون بأداء رقصات المطر المتقنة في محاولة لجلب المياه إلى أراضيهم الجافة.
ومن الولايات المتحدة إلى التبت حيث كانت الشعوب القديمة هناك يطلبون المساعدة والتوجيه من "صانع الطقس"، حيث كان أملهم الوحيد آنذاك، وكانو يعتقدون أنه قادر على التنبؤ بالطقس وتغييره إذا لزم الأمر.
قد تكون هذه القصة غير قابلة للتصديق، ولكن الطقس الذي كان يحدث للتنبؤ بالطقس يتمثل بإشعال البخور وشرب شاي خاص من قبل العرافة ومع بداية وقع الطبول والموسيقى يبدأ صانع الطقس بالتمايل ذهابا وإيابا وهو بهذه الحالة يسأل هل ستمطر قريبا ليكون جوابه بكل ثقة نعم إن المطر قادم ثم فجاءة ينهار على الأرض، ولعل الغريب في الأمر أنه في وقت لاحق من ذلك المساء، هطلت الأمطار والرعد عبر جبال التبت العالية، واندفعت المياه عبر قاع الوادي.
ربما تعتقد أنها مجرد صدفة كبيرة، لكنهم بالسابق صدقوها إلى حد بعيد، وكانو يؤمنون بالقوى الخارقة للطبيعة، ويحاولون الاستعانة بها لتغيير الطقس.
كان الشعوب بأمريكا الجنوبية يقومون بإطلاق السهام على السحب لاختراقها، باعتقادهم أنها تسبب هطول الأمطار على أراضيهم.
لا تزال العديد من الثقافات تمارس هذه الطقوس التقليدية حتى يومنا هذا، إما للبقاء على اتصال بتراثها أو كوسيلة للأمل في هطول المطر.
تغيرت طرق التنبؤ بالطقس إلى حد بعيد في العصر الحديث، وأصبحت مراقبة الأمطار تعتمد على تقنيات علمية حديثة، ولكن بصورة أو بأخرى ما زالت مشاكل الجفاف وانحباس المطر قائمة في مختلف مناطق العالم، إلا أن التكنولوجيا والعلوم الحديثة أتت بطرق من الممكن أن تساعدنا على التعامل مع هذا النوع من المشاكل وأبرزها:
في عام 2014، أطلقت وكالة ناسا قمرًا صناعيًا يسمى القمر الصناعي العالمي لقياس الهطول، والذي سيكون قادرًا على رسم خرائط مستمرة للأمطار في جميع أنحاء العالم مرات عديدة يوميًا. ستساعد هذه المهمة العلماء في الحصول على فكرة أفضل عن كيفية تغير هطول الأمطار، وستساعدهم على التنبؤ بالمناطق التي قد تكون عرضة للجفاف أو الفيضانات.
ولم تتوقف التكنولوجيا والعلوم الحديثة عند الماء بعد سقوطه من السماء، بل يحاول العلماء قياس كمية المياه الموجودة في الأرض من الفضاء عبر مراصد خاصة، وقد تكون هذه التكنولوجيا مهمة للأشخاص الذين يدرسون الجفاف ويتوقعونه؛ مما يسهل عليهم مهمتهم في المستقبل.
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول