طقس العرب - كوخ الإسكيمو، هو نوع من المأوى التقليدي يُستخدم من قِبل الشعوب في المناطق القطبية، مثل القطب الشمالي والقطب الجنوبي، وهذا النوع من المساكن مُصمم بشكل محكم للمساعدة على الحفاظ على الدفء والحماية من الظروف البيئية القاسية التي تسيطر على تلك المناطق، وفي هذا المقال، سنلقي نظرة على كيفية بقاء الكوخ الإسكيمو دافئًا والتقنيات التي تستخدمها هذه الثقافة القديمة للبقاء على قيد الحياة في مناطق الجليد.
بالتأكيد، في أحد الأيام، شاهدت مشهدًا لشخص من الإسكيمو يرتدي ملابس ثقيلة، ويقف بجوار كوخ مصنوع من الثلج، وقد يبدو ذلك غير منطقي، ولكن بيوت الثلج لا تزال قائمة ومبنية عن طريق شعب الإسكيمو حتى اليوم، وتنقسم إجابة هذا السؤال إلى ثلاث نقاط أساسية:
على الرغم من تطرف بيئة المنطقة القطبية الشمالية، إلا أن شعب الإسكيمو تمكن من العيش في هذا المكان القاسي لآلاف السنين بتوافق تام مع طبيعته؛ وأيضا إنهم يفضلون ألا يتخلوا عن موطنهم أبدا، حيث لا توجد مدن أو مرافق حضرية، والثلوج تحيط بهم من كل جانب، ويواجهون درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية تحت الصفر.
لذا، بالنسبة لشخص في هذا المناخ البارد جدًا، من المهم أن يكون لديه منزل آمن للعيش فيه، وبالرغم من عدم توفر مواد البناء التقليدية مثل الحجر أو الخرسانة أو الخشب في هذه المناطق النائية، لجأ شعب الإسكيمو إلى أقرب مادة متاحة بوفرة في محيطهم، وهي الثلج.
لآلاف السنين، قام شعب الإسكيمو ببناء منازل جليدية تشبه القبة، تعرف باسم "الإيجلو"، والأمر الذي يثير التساؤل حول كيفية الحفاظ على الدفء داخل هذه المنازل، رغم أنها مصنوعة من الجليد، ومن الناحية الفيزيائية، يمكن للثلج أن يوفر الدفء، ويحتفظ بحرارة الجسم، وهذا يمكن تفسيره من خلال دراسة حيوان القضاعة، الذي يعيش في بيئة باردة مثل البحر القطبي.
القضاعة ليس لديها جلد سميك أو أنسجة دهنية لحمايتها من البرد، لكن لديها فراء كثيف وناعم يساعدها على البقاء دافئة وسر التدفئة لديها يكمن في تركيب نسيج فرائها الخاص، الذي يسمح بحبس جزيئات الهواء بداخله والهواء هو عازل حراري ممتاز، وبالتالي، يمنع الحرارة من الخروج بسهولة من جسم القضاعة.
فيما يتعلق بأنواع الثلج، يمكن تقسيم الثلج إلى عدة أنواع، والإسكيمو يملكون مصطلحات متعددة لوصف أنواع الثلج وحالته. يوجد نوع من الثلج يُسمى بالثلج الصلب المغبر، ويتكون هذا الثلج من 10% ماء مجمد و90% هواء، ويحتوي هذا الثلج بنسبة عالية على الهواء، الذي يعمل كعازل حراري ممتاز، وهذا النوع من الثلج مناسب لعمليات البناء؛ أولًا لأنه صلب، ثانيًا لأنه يحتوي على نسبة كبيرة من الهواء الذي يمنع الحرارة من الخروج من الداخل لذا، يعمل كوخ الثلج على الحفاظ على الدفء في الداخل ومنع الحرارة من الخروج من خلال الجدران.
أرض الكوخ الجليدي لا تكون مستوية من الداخل؛ بل تمتاز بتدرج في الارتفاع والمدخل يكون منخفضا جداً، يليه مستوى أعلى يُستخدم لإشعال النار وأداء الأنشطة مثل الطهي، بينما يشكل المستوى العلوي مكان النوم، وهذا التصميم المدرج للكوخ يؤدي دورًا أساسيًا في الحفاظ على حرارة المكان.
ويعتمد هذا على خصائص الهواء، حيث يكون الهواء الساخن خفيفًا، ويتجه دائمًا للأعلى، بينما يكون الهواء البارد أثقل، وينزل للأسفل وبالتالي، تتجه أي حرارة موجودة داخل الكوخ، سواء كانت من النار المشتعلة في الداخل، أو من حرارة أجسام السكان، نحو المنطقة العلوية.
بالإضافة إلى ذلك، تتميز جدران الكوخ بخواص عازلة للحرارة، وهذا يعني أن كل هذه العوامل تتجمع معًا لتحقيق الدفء داخل الكوخ وبالنتيجة، يتم الحفاظ على درجة حرارة معتدلة تتراوح عادة بين 10 و 15 درجة مئوية داخل الكوخ، وعندما تعتقد أن هذه الحرارة قد تبدو باردة، يجب أن تتذكر أن درجة الحرارة في الخارج تكون عادة ما تصل إلى 50 درجة مئوية تحت الصفر.
إذاً، في نهاية الأمر، يُمكن القول أن كوخ الثلج يحتفظ بالدفء من الداخل بفضل نوع معين من الثلج الصلب المغبر الذي يعمل كعازل للحرارة، وبفضل تصميم الكوخ الذي يجعل من منطقة الجلوس أكثر دفئًا، ويساعد على الاحتفاظ بالحرارة.
كوخ الإسكيمو هو مثال رائع على التكيف مع الظروف المحيطة والبيئة القاسية وبفضل تصميمه وهيكله المبتكر، يمكنهم البقاء دافئين وآمنين في واحدة من أقسى بيئات العالم.
اعرف أيضا:
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول