كيف يتسبب الاحتباس الحراري باهتزاز الأرض؟

2023-11-17 2023-11-17T21:07:11Z
ندى ماهر عبدربه
ندى ماهر عبدربه
صانع مُحتوى

طقس العرب - مع ارتفاع وانخفاض أمواج المحيطات، يتأثر قاع البحر في العمق، وتنشأ نتيجة لذلك موجات زلزالية، وتتميز بقوتها الهائلة وانتشارها الواسع، حيث يظهر تأثيرها في أجهزة قياس الزلازل على شكل نبض ثابت، ولقد زادت هذه الظاهرة من قوتها في السنوات الأخيرة.

وفي دراسة حديثة نُشرت في "نيتشر كوميونيكيشنز"، قام البروفيسور ريتشارد آستر، الذي يشغل منصب رئيس قسم الجيوفيزياء في جامعة ولاية كولورادو، وزملائه بتتبع هذه الزيادة الملحوظة في جميع أنحاء العالم على مدى العقود الأربع الماضية.

وفي مقال نُشر على موقع "ذا كونفرسيشن"، أشار الدكتور ريتشارد إلى أن البيانات العالمية المتاحة، بالإضافة إلى الدراسات الزلزالية المتعلقة بالمحيطات واستخدام الأقمار الصناعية على المستوى الإقليمي، تُظهر زيادة مستمرة في طاقة الأمواج، وقد تزامنت هذه الزيادة مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية والتغيرات في نمط العواصف.

 

علاقة الزلازل بأمواج المحيط

أجهزة وشبكات رصد الزلازل العالمية تسجل باستمرار مجموعة واسعة من الظواهر الزلزالية، سواء كانت طبيعية أو ناتجة عن النشاط البشري، ومن بين هذه الظواهر تبرز الإشارات الخلفية الزلزالية التي تعد أحد أبرز ظواهر انتشار حول العالم، والتي يُحدثها الضجيج المستمر الناتج عن أمواج المحيط، مما يؤدي إلى إنتاج إشارات زلزالية دقيقة عن طريق أمواج المحيط.

وتنتج الزلازل الميكروية الثانوية، وهي الطريقة الأكثر نشاطًا، إشاراتٍ زلزالية تتراوح فترتها بين حوالي 8 و14 ثانية، وعندما تتقاطع مجموعات من أمواج المحيط باتجاهات متعددة، يحدث تداخل يؤدي إلى تغيير في الضغط على قاع البحر ويجدر بالذكر أن هذا النوع من الإشارات ليس موجوداً دائماً.

أما الطريقة الثانية التي تولد بها أمواج المحيط إشارات زلزالية عالمية، فتسمى "عملية الزلازل الدقيقة الأولية" وتحدث عندما تؤثر أمواج المحيط المنتقلة مباشرة على قاع البحر عن طريق قوى الجذب والدفع وبسبب هبوط حركات المياه بسرعة إلى العمق في المناطق التي يكون فيها عمق المياه أقل من حوالي 300 متر، تظهر هذه الإشارات كهمهمة ثابتة بفترة تتراوح بين 14 و20 ثانية في بيانات الزلازل.

 

 

دراسة تحليلية للزلازل الدقيقة الأولية
 

وفي الدراسة الحديثة حول الزلازل الدقيقة الأولية، حلل الباحثون كثافة هذه الزلازل التاريخية التي تعود إلى أواخر الثمانينيات في 52 محطة لقياس الزلازل حول العالم، وقد أظهرت النتائج أن 41 من هذه المحطات (79%) سجلت زيادات كبيرة وتدريجية في الطاقة على مر العقود، ويشير التحليل إلى أن متوسط طاقة أمواج المحيطات قد زاد بمعدل سنوي متوسط يصل إلى 0.27٪ منذ أواخر القرن العشرين ومنذ العام 2000، ارتفعت متوسط الزيادة العالمية في المعدل بنسبة 0.35٪ سنويًا.

لاحظ الباحثون أن هذه الزيادة كانت أكثر وضوحًا في مناطق المحيط الجنوبي، خاصة بالقرب من شبه جزيرة القارة القطبية الجنوبية وكما اشتدت طاقة الأمواج بشكل أسرع في شمال المحيط الأطلسي خلال العقود الأخيرة مقارنة بمستوياتها التاريخية.

 

ووفقًا للباحثين، حيث أشاروا إلى أن المحيطات قد استوعبت حوالي 90% من الحرارة الزائدة التي اُرْتُبِطَت بزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري نتيجة لأنشطة الإنسان في السنوات الأخيرة، ويمكن تحويل هذه الزيادة في الطاقة إلى موجات أكثر تأثيرًا وعواصف أقوى، ويؤكد الباحثون أن نتائجهم تشكل تحذيرًا إضافيًا للمجتمعات الساحلية، حيث قد يؤدي ارتفاع أمواج المحيط إلى ضرب السواحل، مما يتسبب في تدمير البنية التحتية وتآكل الأراضي.

تزداد تأثيرات زيادة طاقة الأمواج؛ بسبب الارتفاع المستمر في مستوى سطح البحر، الذي يتأثر بتغيرات المناخ وانخفاض الأرض. ويُشدد الباحثون على أهمية اتخاذ إجراءات للتخفيف من تأثيرات تغير المناخ وتعزيز قدرة البنية التحتية الساحلية على المقاومة، بالإضافة إلى تطوير استراتيجيات حماية البيئة.

 

اعرف أيضا:

ماذا لو ضرب الأرض زلزال بقوة 10 درجات؟

هل هُناك علاقة بين التغيرات المُناخية وحدوث الزلازل؟

 


المصادر:

aljazeera

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
زيت الزيتون: تاريخه ومكانته الفريدة عبر العصور

زيت الزيتون: تاريخه ومكانته الفريدة عبر العصور

الأردن | أنواع زيت الزيتون في لواء الكورة

الأردن | أنواع زيت الزيتون في لواء الكورة

ما هي مميزات فصل الشتاء في السعودية؟

ما هي مميزات فصل الشتاء في السعودية؟

5 أسباب تجعل السعوديين يحبون فصل الشتاء

5 أسباب تجعل السعوديين يحبون فصل الشتاء