طقس العرب - حطت مركبة "أوريون" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) يوم أمس الأحد (11 ديسمبر) في المحيط الهادئ في ختام مهمة "أرتيميس 1" بعد رحلة استغرقت 26 يوما تقريبا قطعت فيها 1.4 مليون ميل في الفضاء ودارت خلالها حول القمر.
Splashdown.
After traveling 1.4 million miles through space, orbiting the Moon, and collecting data that will prepare us to send astronauts on future #Artemis missions, the @NASA_Orion spacecraft is home. pic.twitter.com/ORxCtGa9v7
— NASA (@NASA) December 11, 2022
هبطت الكبسولة في البحر قبالة جزيرة غودالوبي المكسيكية عند الساعة 17:40 بتوقيت غرينيتش. وتحولت الكبسولة أوريون المتطورة إلى كرة لهب عند دخولها الغلاف الجوي للأرض بسرعة عالية بلغت 40 ألف كيلومتر في الساعة تقريبا، وتحملت حرارة مرتفعة جدا بلغت 2800 درجة مئوية. وجرت السيطرة على الهبوط وإبطاء سرعتها من خلال المظلات التي انفتحت عند الهبوط، وصولا إلى سرعة 30 كيلومترا في الساعة لدى ملامستها المياه.
وقالت ميليسا جونز المكلفة عمليات استعادة المركبات التي تتدرب عليه وكالة ناسا منذ سنوات "لقد كانت عملية الهبوط في المحيط مثالية". وهذا فيديو لمرحلة دخول الغلاف الجوي (الصورة على اليسار محاكاة لما يحدث في المشهد الحقيقي):
We have now entered the entry phase. The @NASA_Orion spacecraft is traveling just under 25,000 miles per hour. #Artemis pic.twitter.com/Q488mhgfCS
— NASA (@NASA) December 11, 2022
وكان الهدف الرئيسي للمهمة اختبار الدرع الحرارية للمركبة قبل المخاطرة بحياة رواد الفضاء في مهمات مستقبلية، فنظرا للسرعة العالية تحتاج المركبة إلى درع حراري قوي حتى لا تصاب بأضرار بسبب الحرارة العالية الناتجة عن الاحتكاك الكبير مع جزيئات الغلاف الجوي.
وعند هبوط المركبة وفتح 11 مظلة لمساعدتها على تخفيف سرعتها عند الاصطدام بالماء، تأكدت ناسا من نجاح الدرع الحراري في القيام بوظيفته. ومع هذا يجب على المهندسين فحص الكبسولة أولا قبل الحكم على نجاح الدرع.
وبعد سقوط الكبسولة في المحيط، بالقرب من جزيرة غوادالوبي المكسيكية، انتقلت فرق الاستعادة لجمع الصور التي يمكن إدخالها في تحليل ما بعد الرحلة.
كتب رائد الفضاء الألماني ألكسندر غيرست على تويتر: "لحظة تاريخية وعلامة فارقة في السفر إلى الفضاء". وأضاف "تمتلك البشرية مرة أخرى مركبة فضائية يمكنها حمل البشر إلى ما وراء مدار الأرض، إلى الفضاء لاستكشاف القمر والمريخ." وهنأ الفرق المشاركة على هذا "الأداء الرائع".
وينطوي نجاح هذه المهمة التي استغرقت أكثر بقليل من 25 يوماً، على أهمية كبيرة بالنسبة إلى ناسا التي استثمرت عشرات مليارات الدولارات في برنامج "أرتيميس" الأمريكي للعودة إلى القمر الهادف إلى الاستعداد لرحلة مستقبلية نحو المريخ.
ويُرتقب أن تعلن ناسا قريباً عن أسماء رواد الفضاء المختارين لمهمة "أرتيميس 2" المقررة في عام 2024، حيث ينتظر الدوران حول القمر دون الهبوط عليه. أما مهمة "أرتيميس 3" المقررة رسمياً عام 2025، فستتيح الهبوط على الجانب الجنوبي للقمر حيث يُسجل وجود مياه جليدية.
آخر مرة هبط فيها البشر على القمر كان في 11 ديسمبر/كانون الأول 1972، الساعة 19:54 بتوقيت جرينتش. أمضى طاقم أبولو 17 المكون من جين سيرنان وهاريسون شميت ما يزيد قليلا عن ثلاثة أيام على السطح قبل العودة إلى الأرض، وتُظهر الصورة (أدناه)، التي أعيد تصميمها بواسطة معالج الصور Andy Saunders، آثار طبعتها أحذية الرواد على القمر. وفي ظل غياب الرياح وعوامل التعرية الموجودة على الأرض، طلت هذه العلامات دون تغيير حتى الآن رغم مرور نصف قرن.
قد يهمك أيضا: لماذا تقرر "ناسا" الآن العودة إلى سطح القمر بعد غياب دام 50 عاما؟
تابعت وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا)، شريكة ناسا في المهمة، عودة الكبسولة إلى الأرض، حيث قدمت "إيسا"، وحدة الدفع التي دفعت أوريون نحو القمر وحوله والعودة منه.
This is a live view of the Earth from a distance of 15,000 miles away.
The @NASA_Orion spacecraft is mere hours away from arriving home. #Artemis pic.twitter.com/jyq7Hnv0Zp
— NASA (@NASA) December 11, 2022
يظهر في الفيديو وحدة الدفع الأوروبية التي انفصلت عن أوريون قبل حوالي 20 دقيقة من دخولها مرة أخرى إلى مجال الأرض، وتحطمت عندما سقطت باتجاه الأرض فوق جنوب المحيط الهادي.
وستستمر أوروبا في توفير المزيد من وحدات الدفع لبعثات أوريون المستقبلية كوسيلة لتأمين مقاعد لرواد الفضاء الأوروبيين إلى جانب زملائهم الأمريكيين.
تم تسليم محرك الدفع لمهمة أرتميس القادمة، التي ستكون مأهولة، إلى وكالة ناسا. المركبة التي سيتم استخدامها في رحلة أرتميس 3 للهبوط على سطح القمر، يتم تجميعها الآن في ألمانيا وقد بلغت مرحلة متقدمة.
وبينما لا تملك ناسا حتى الآن نظام هبوط على الأرض. يتم تطوير هكذا نظام من جانب رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك. يقوم ماسك ببناء صاروخ عملاق ومركبة يمكنها حمل طاقم يسميها ستارشيب Starship. ومن المقرر أن تقوم بأول رحلة لها فوق الأرض في الأشهر المقبلة.
وستكون هناك رحلة مشتركة بين ماسك وناسا وسيتم في الرحلة الثالثة أرتميس 3، لقاء أوريون مع ستارشيب قرب القمر، حيث ستنقل مركبة ماسك رواد الفضاء إلى سطح القمر.
في الوقت الذي عادت فيه أوريون من القمر يوم الأحد، كانت مركبتان فضائيتان متجهتان في الاتجاه المعاكس.
قامت شركة آى سبيس iSpace اليابانية بإرسال مركبة الهبوط الروبوتية هاكوتو-آر Hakuto-R. وإذا ما هبطت بأمان فسوف ترسل مركبة جوالة صغيرة من الإمارات العربية المتحدة تسمى راشد، وروبوت صغير مماثل من وكالة الفضاء اليابانية للتحقيق في خصائص التربة القمرية.
للمزيد: إطلاق مركبة الفضاء "راشد" في أول مهمة إماراتية لاستكشاف القمر
وأرسلت ناسا أيضا حمولة خاصة بها بواسطة الصاروخ الياباني، أطلقت عليها مصباح القمر اليدوي، وهي مركبة فضائية بحجم حقيبة اليد وستدور حول القمر، وتستخدم أشعة ليزر تحت حمراء للبحث عن رواسب الجليد المائي.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول