لماذا تهطل الأمطار صيفاً على جبال الخليج وتغيب عن الأردن؟

طقس العرب - تشهد جبال الخليج العربي أمطارًا صيفية غزيرة في وقت تعاني فيه الأردن من جفاف مستمر خلال نفس الموسم. هذا التباين المثير في الأنماط الجوية يطرح تساؤلات حول الأسباب العلمية وراء هذه الظاهرة المناخية. ما الذي يجعل جبال الخليج تستقبل أمطار الصيف، بينما تبقى سماء الأردن صافية؟ في هذا المقال، سنستعرض التفسيرات العلمية والآراء لفهم هذه الظاهرة الجوية.

ويُعزى هطول الأمطار خلال فصل الصيف على المُرتفعات الجبلية في الخليج العربي مثل جنوب غرب السعودية وجبال الحِجر في عُمان وشرق الإمارات إلى تمدد ما يُسمى بفاصل التقارب المداري (Intertropical Convergence Zone - ITCZ) وهو منطقة تلتقي فيها الرياح التجارية الشمالية الشرقية مع الرياح التجارية الجنوبية الشرقية. وهذه المنطقة تمتد حول خط الاستواء وتتسم بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية، مما يؤدي إلى تكوين سحب كثيفة وهطول أمطار غزيرة.

وتتحرك منطقة ITCZ شمالًا وجنوبًا مع تغير الفصول، مما يؤثر على أنماط الطقس في المناطق الاستوائية والمدارية. هذه الحركة تؤدي إلى حدوث فصول الأمطار والجفاف في تلك المناطق، حيث يرتبط موقع ITCZ بنشاط الرياح الموسمية والأمطار الغزيرة تماماً كما يحصل في المناطق الجبلية من الجزيرة العربية.

الرياح الموسمية الرطبة المُسبب الرئيسي لهطول الأمطار الصيفية على جبال الخليج

ووفقاً لخبراء الأرصاد الجوية في مركز "طقس العرب"، فإن السبب الرئيسي لهطول الأمطار الصيفية في جبال الخليج يعود إلى تأثيرات الرياح الموسمية والتي تصاحب تمدد الفاصل المداري، و الرياح الموسمية تجلب معها رطوبة عالية من المحيط الهندي، وتتسبب في تكوين سحب ركامية عندما تصطدم بجبال الخليج، مما يؤدي إلى هطول الأمطار.

ويضيف الخبراء في مركز طقس العرب أن الظروف الطبوغرافية لجبال الخليج تلعب دورًا محوريًا في هذه الظاهرة، حيث تسهم التضاريس الجبلية في رفع الهواء الرطب القادم من الجنوب، مما يؤدي إلى تكثف بخار الماء وتكون السحب الممطرة.

لماذا لاتهطل الأمطار صيفاً في الأردن 

ويعود سبب غياب الأمطار الصيفية في الأردن إلى موقعه الجغرافي المختلف. حيث تقع المملكة ضمن نطاق تأثير مرتفع جوي شبه مداري يجلب معه جفافًا واستقرارًا في الطقس خلال فصل الصيف. هذا المرتفع الجوي يمنع تكون السحب الركامية ويحول دون هطول الأمطار.

وبالرغم من ذلك تعرضت الأردن مع بداية شهر أغسطس عام 2015 لموجة حرّ قويّة، ترافقت مع أحوال جويّة غير مُستقرّة رافقها هطول الأمطار على بعض المناطق خاصة جنوباً وشرقاً، وارتفعت الحرارة العُظمى إلى 42 درجة مئوية في العاصمة عمّان، وهي أعلى درجة حرارة مُسجّلة في العاصمة طيلة فصل الصيف ذلك العام، وقد ترافقت موجة الحرّ في بداية شهر آب 2015 مع تشكُل عاصفة رملية جدارية وغير مسبوقة، اندفعت نحو مطار الملكة علياء الدولي وتسببت في انعدام مدى الرؤية الأفقيّة.