ماذا تعرف عن كازاخستان.. تاسع أكبر دولة في العالم والأقوى اقتصاديا في آسيا الوسطى

2022-01-07 2022-01-07T23:53:20Z
رنا السيلاوي
رنا السيلاوي
محرر أخبار - قسم التواصل الاجتماعي

طقس العرب - دخلت كازاخستان عامها الجديد على وقع مظاهرات شعبية مناهضة للحكومة، ما جعلها تتصدر عناوين القنوات الاخبارية بصفتها القطعة الأكثر أهمية على رقعة الصراع الجيوسياسي المشتعل بين روسيا والغرب، وبالأخصّ الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وبفضل موقعها الجغرافي المميز وسط آسيا، تُعَدّ كازاخستان إحدى الدول المؤثرة في المنطقة، وهي تاسع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، والأكبر مساحة بين دول العالم الإسلامي، وهي الدولة الأقوى في آسيا الوسطى اقتصاديًا، وسنستعرض في هذا التقرير أبرز المعلومات العامة حول كازاخستان، ومدى تأثيرها.

 

الجغرافيا والسكان لـ كازاخستان

تقع أراضي كازاخستان داخل قارتين، جزء في آسيا الوسطى ناحية الشمال، وجزء في أوروبا الشرقية من الجهة الغربية (غرب نهر الأورال). وتُعتبر تاسع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، وأكبر دولة مسلمة في العالم، إذ تبلغ مساحتها 2.717.300 كلم2، ويعتنق 70% من السكان البالغ عددهم 18,51 مليون اعتباراً من عام 2018 الديانة الإسلامية، تتبعها الديانة المسيحيّة بنحو 26%.

 

عاصمة البلاد هي نور سلطان التي كانت تُسمَّى حتى عام 2019 باسمها الأصلي "أستانا"، والتي أصبحت العاصمة فعلياً عام 1997 بدلاً من ألماتي، أكبر مدينة في البلاد. كما تُعَدّ مدينة بيكانور من أهم مدن البلاد لكونها تحتضن المركز الفضائي.

 

ولكازاخستان حدود مع دول هامة وقوية مثل الصين وروسيا، بالإضافة إلى أوزبكستان وتركمانستان وقيرغيزستان، وتمتد شواطئها على بحر قزوين بطول 1894 كلم، وفيها 131 عرقاً تشمل الكازاخ (63% من السكان) والروس والأوزبك والأوكرانيين والألمان والتتار والأويغور.

 

اللغة القازاقية هي اللغة الرسمية، والروسية لها وضع رسمي أيضاً داخل الحياة الإدارية والمؤسساتية.

 

 

اقتصاد كازاخستان

تعتبر كازاخستان أقوى الدول اقتصادياً في منطقة آسيا الوسطى، وهي المسؤولة وحدها عن إنتاج نحو 60% من الإنتاج الإجمالي لهذه المنطقة من الناحية المحلية، إذ تشتهر بصناعة النفط والغاز المنتشرة في البلاد، بالإضافة إلى مواردها المعنية الوفيرة.

 

وبينما بلغ الناتج المحلي الإجمالي نحو 179 مليار دولار العام الماضي، بلغ الناتج الفردي السنوي نحو 9 آلاف و686 دولار، ووصل معدل النمو السنوي إلى 4.5%. ويعتمد اقتصاد كازاخستان اعتماداً شبه كلّيّ على صادرات النفط التي تشكّل نحو 56% من الصادرات الكلية و55% من ميزانية الدولة، كما تُعتبر كازاخستان إحدى أهمّ الدول المنتجة للغاز في آسيا.

 

وإلى جانب الموارد الطبيعية، يشكّل قطاع الخدمات نحو 52% من إجمالي الناتج المحلي، فيما تشكّل الزراعة ما يقرب من 5% من الناتج المحلي الإجمالي في كازاخستان. وتُعَدّ الصين أحد الشركاء الاقتصاديين والتجاريين الرئيسيين لكازاخستان، خصوصاً بعدما أطلقت الصين مبادرة الحزام والطريق عام 2013، إذ منُحت كازاخستان دوراً مهمّاً كمركز عبور.

 

وفي عام 2018 بلغ حجم التجارة الخارجية لكازاخستان 93.5 مليار دولار، وبينما بلغت الصادرات نحو 67 مليار دولار، بلغت الواردات نحو 32.5 مليار دولار. وشكلت الصادرات 40.1% من الناتج المحلي الإجمالي لكازاخستان في 2018. وتصدّر كازاخستان نحو 800 منتج إلى 120 دولة حول العالم.

 

يُذكر أن عملة البلاد تُسمَّى "تينغ كازاخي" (KZT)، ويُصدِرها مصرف كازاخستان الوطني منذ عام 1993، وتعادل اليوم 0.0022 دولار أمريكي.

 

 

الترسانة النووية

كما أن كازاخستان كانت المنطقة الرسمية للتجارب النووية في الاتحاد السوفييتي. فقد أُجري فيها قرابة 450 تجربة نووية طوال 40 عامًا. لذا حين تفكك الاتحاد السوفييتي ترك كازاخستان دولةً صغيرة المساحة لكنها غنية بالثروة النفطية، والأهم دولة تمتلك واحدة من أكبر الترسانات النووية في العالم. 1400 رأس نووي، أكثر من 100 صاروخ باليستي عابر للقارات. فحرصت الولايات المتحدة على الارتباط بكازاخستان طوال الفترة اللاحقة لسقوط السوفييت، من أجل تفكيك منظومتها النووية، ونجحت في ذلك.

 

 

السياسة

كانت كازاخستان آخر الجمهوريات السوفييتية التي أعلنت استقلالها في أثناء تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991. وعقب نيلها الاستقلال أعلنت كازاخستان نفسها جمهورية ديمقراطية علمانية دستورية، وأقرَّت دستورها عام 1993 وعدَّلَته عام 1995.

 

وتتبنى كازاخستان نظام الحكم الرئاسي، إذ يُعتبر الرئيس رأس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ويتبعه مجلس الوزراء. وتَولَّى نور سلطان نزارباييف رئاسة الجمهورية من 1 ديسمبر/كانون الأول عام 1991 حتى استقالته من منصبه في مارس/آذار 2019، ليحلّ مكانه قاسم جومارت كيميلوفيتش توكاييف، الذي تصفه المعارضة بأنه دمية بيد نزارباييف الذي كانت استقالته شكلية، لاستمرار سياساته.

 

 

التجاذبات الروسية-الأمريكية

في الأيام الأخيرة أصبحت كازاخستان من أهمّ القطع على رقعة الصراع الجيوسياسي بين روسيا والصين من جهة، والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى.

 

ويرى الخبراء المتابعون للشأن الكازاخي أن البلاد تخطو حالياً نفس الخطوات التي خطتها الثورة الملونة بأوكرانيا، التي بدأت باحتجاجات مناهضة للحكومة والنفوذ الروسي، الأمر الذي تُظهِره مقاطع الفيديو باللغتين الروسية والكازاخية التي تداولتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

 

ومن الطبيعي أن تحاول أمريكا والدول الغربية دعم القوى والنخب الليبرالية في البلاد التي درست بالجامعات الغربية، والتي تنادي للتحالف مع الاتحاد الأوروبي على حساب التحالف مع موسكو. وربما بدأت واشنطن حالياً تنفيذ الخطط التي ترمي إلى تسليم السلطة لقوى ليبرالية ذات توجه غربي، بما يسمح لاحقاً لأمريكا وحلفائها بإحكام سيطرتهم على منطقة وسط آسيا الوسطى، وبالتالي تضييق الخناق أكثر على روسيا والصين.

 

اقرأ أيضا: ما حقيقة القرية في كازاخستان التي كان يُصاب أهلها بنوم مفاجئ وعميق قد يصل لأيام دون معرفة السبب

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
أشهر 10 أماكن سياحية في قطر  .. وجهات لا تفوَّت

أشهر 10 أماكن سياحية في قطر .. وجهات لا تفوَّت

كيف نحمي أنفسنا وأطفالنا من الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة المنزلية

كيف نحمي أنفسنا وأطفالنا من الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة المنزلية

ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة وطقس يميل للدفء في أغلب المناطق

ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة وطقس يميل للدفء في أغلب المناطق

اندفاع رياح قطبية نحو وسط المتوسط وثبات الأنماط الجوية على هذا الحال بقية الشهر

اندفاع رياح قطبية نحو وسط المتوسط وثبات الأنماط الجوية على هذا الحال بقية الشهر