ماذا يحدث لجسمك على قمة جبل ايفرست؟

2023-10-29 2023-10-29T14:18:14Z
ندى ماهر عبدربه
ندى ماهر عبدربه
صانعة مُحتوى

طقس العرب - قمة جبل إفرست، أعلى قمة جبلية في العالم، تُمثل تحديا كبيرًا للمتسلقين وتجربة استثنائية لجسم الإنسان حيث يتعرض الجسم لظروف قاسية وتغييرات بيئية جذرية أثناء الصعود إلى قمة إفرست التي تقع في سلسلة جبال الهملايا في نيبال، والذي يبلغ ارتفاعها حوالي 8,848 مترًا عن سطح البحر، وفي هذا المقال سوف نجاوب على سؤال ماذا يحدث لجسم المتسلقين على قمة جبل إفرست؟

 

ما الذي قد يحصل على قمة إيفرست؟

سعال المرتفعات وداء المرتفعات، وهما من بين أكثر الأعراض الصحية الشهيرة التي يواجهها متسلقو جبل إفرست، ويُمكن تجنب داء المرتفعات ببساطة عن طريق تجنب التسلق الشاق الذي يتضمن ارتفاعًا يزيد عن 1000 قدم في يوم واحد، أما سعال المرتفعات، فليس هناك وسيلة لتجنبه، وقد يتسبب في تجفيف مجريات الهواء وأحيانًا في تكسير الأضلاع.

علاوة على ذلك، يجب أن يكون المتسلقون على استعداد لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، حيث يعكس الجليد والثلج بشدة أشعة الشمس، ويمكن أن يسبب حروقًا في الجلد، وفي قاعدة القمة، يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 32 درجة مئوية.

وبسبب نقص الأكسجين في المرتفعات، يمكن أن يتسبب في نقص في تروية الدماغ، وهذا قد يؤدي إلى تشويش في التفكير وصعوبة في تقدير الأمور بشكل صحيح وفي المرتفعات، تتباطأ عملية الهضم، وتفقد الأمعاء قدرتها على نقل العناصر الغذائية إلى العضلات بنفس الفاعلية.

 

تحديات استكشاف قمة جبل إيفرست

إذا رغب المتسلقون في استكشاف قمة جبل إيفرست، يجب عليهم أن يتحلوا ببسالة فائقة، حيث يُطلق على المنطقة القريبة من القمة اسم "منطقة الموت" وفي هذا المكان، تكون كميات الأكسجين محدودة للغاية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية بسرعة كبيرة، حيث ينقص الأكسجين دقيقة تلو الأخرى، وفي منطقة الموت، تكافح الأجسام والرئتين بشدة من أجل الحصول على الأكسجين اللازم، ويزيد خطر الإصابة بأمراض قلبية وسكتات دماغية حيث يُشبه أحد متسلقي الجبال تجربة استكشاف قمة إيفرست بـ "الركض على جهاز المشي ومحاولة التنفس من خلال فتحة ضيقة".

وعلى ارتفاع سطح البحر، يحتوي الهواء عادة على حوالي 21% من الأكسجين، ولكن مع ارتفاع الارتفاعات إلى أكثر من 12,000 قدم (3657 مترًا)، تقل نسبة الأكسجين بنسبة تصل إلى 40%، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في وظائف الجسم.

 

وعادةً ما تتضمن البعثات ثلاث رحلات على الأقل إلى قمة الجبل، بدءًا من معسكر قاعدة إيفرست (أعلى نقطة في جبال الهملايا)، حيث يتعين على المتسلقين تسلق مسافة آلاف الأقدام مع كل رحلة متتالية قبل المضي نحو القمة.

كيف يتم التجهز لمهمة التسلق:

الخطوة الأولى في التحضير لرحلة تسلق قمة إفرست تشمل إجراء فحص طبي شامل لتقييم حالة الجسم وقدرته على تحمل التحديات المترتبة عن هذه الرحلة الشاقة، بالإضافة إلى ذلك، يتبع كل متسلق برنامج تدريبي مكثف يمتد على مدار ستة أسابيع قبل بدء رحلة التسلق، وتكون التمارين البدنية خاصة بتطوير قوة القلب واللياقة البدنية بشكل رئيسي، مما يعزز استعدادهم لمواجهة الظروف الصعبة على قمة الجبل، ويفضل أن يتجه المتسلقون إلى المقر المخصص لتدريب المتسلقين الواقع في قاعدة القمة، والذي يوفر بيئة متخصصة لتقديم هذا النوع من التدريب، ويقترح عليهم عادةً الاستفادة من هذه المرافق لتعزيز مهاراتهم والتأكد من جاهزيتهم البدنية لمواجهة تحديات التسلق.

 

 

مخاطر التسلق في منطقة الموت

في منطقة الموت، يمكن للدماغ أن ينتفخ بسبب نقص الأكسجين، مما يمكن أن يسبب الغثيان والإصابة بوذمة دماغية مرتفعة (HACE) وبعض المتسلقين قد يدخلون حالة هذيان على ارتفاعات عالية، والتي يصفها الخبراء عادةً بأنها نوع من الذهان، وتتضمن سلوكيات غريبة مثل التخلص من ملابسهم أو التحدث مع أصدقاء وهميين وأعراض أخرى خطيرة تشمل فقدان الشهية والعمى الثلجي والتقيؤ والإرهاق الناجم عن نقص الأكسجين يمكن أن يؤدي إلى النسيان والتضليل بخصوص العودة أو الابتعاد عن المسار، وأيضًا الفشل في تجهيز واستخدام المعدات الإنقاذية بشكل صحيح، مثل خزانات الأكسجين الاحتياطية.

كما قال ديفيد كارتر، الذي شارك في تسلق إيفرست، وكان عضوًا في بعثة "نوفا" في عام 1988، إن التسلق في منطقة الموت يعد تحديًا صعبًا للغاية، ويسعى العديد من الأشخاص إلى تحقيق هذا الإنجاز الكبير عبر تدريب جسدي صارم والتحضير النفسي؛ حيث إن الصعود إلى قمة جبل إفرست ليس مجرد رحلة مغامرة، بل تحدٍ بدنياً ونفسياً يتطلب شجاعة وتحفيزًا قويًا.

 

اعرف أيضا:

لماذا تغني الحيتان؟

كم عمر أقدم مياه على الأرض؟

 


المصادر:

arabic.rt

Cnn

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
زيت الزيتون: تاريخه ومكانته الفريدة عبر العصور

زيت الزيتون: تاريخه ومكانته الفريدة عبر العصور

الأردن | أنواع زيت الزيتون في لواء الكورة

الأردن | أنواع زيت الزيتون في لواء الكورة

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة