طقس العرب – جميعنا يلاحظ رائحة مميزة تنتشر في الأجواء بعد هطول المطر، والبعض يسميها "رائحة المطر"، ما هي هذه الرائحة؟ وما سببها؟
عندما تلاحظ هذه الرائحة أثناء المطر، فاعلم أن غاز الأوزون هو سبب الرائحة، حيث يتميز الأوزون بأنه لاذع بشكل ملحوظ وله رائحة حادة جدًا توصف غالبًا بأنها تشبه رائحة الكلور، إذ يستطيع أنف الإنسان العادي أن يميز رائحة الأوزون بتركيز أقل من 10 جزء في البليون (جزء في المليار).
يُعرف الأوزون علميًا باسم ثلاثي الأكسجين نظرًا لأنه يتكون من ثلاث ذرات أكسجين (O3)، ويُلاحظ بعض الناس رائحة الأوزون بشكل واضح بالتزامن مع هطول المطر، ولا سيما بعد عاصفة رعدية شديدة، لأن البرق يعمل أحيانًا على تفريق جزيئات النيتروجين والأكسجين الموجودة في الغلاف الجوي إلى ذرات، يمكن أن يؤدي هذا في النهاية إلى تشكل كمية صغيرة من الأوزون، والذي ينزل مع الرياح بالقرب من سطح الأرض، كما تعمل الأشعة فوق البنفسجية في الغلاف الجوي أيضاً إلى تقسيم جزيئات الأكسجين الثنائية (O2) إلى ذرات، فتتحد ذرات الأكسجين المحررة مع جزيئات الأكسجين لتكوين الأوزون.
وعلى الرغم من رائحة الأوزون اللطيفة، إلا أن الأوزون النقي خطير على صحة الانسان، خاصة عندما يتواجد بتركيزات عالية، بحيث يمكنه تدمير الخلايا في الرئتين، إلا أن تركيز الأوزون قبل أو بعد العاصفة الرعدية لا ترتفع إلى الحد الذي يمكن أن يسبب أي ضرر صحي دائم.
هناك رائحة لطيفة أخرى ناجمة عن المطر وهي الرائحة الترابية، والتي تكون أقوى بعد موجة جفاف أو بعد الهطول الغزير للأمطار، وتنتج هذه الرائحة عن بكتيريا موجودة في التربة، حيث تنتج هذه البكتيريا أبواغاً خلال فترات الجفاف المفرط، وكلما طالت مدة بقاء التربة بدون مطر، زاد عدد الأبواغ الموجودة، وهناك مادة كيميائية تُفرز أثناء إنتاج البكتيريا لهذه الأبواغ، تُعرف هذه المادة باسم (Geosmin)، وهذه المادة هي التي نشم رائحتها بعد المطر أو بعد تبلل التربة، ويعتبر أنف الانسان حساس جداً لتمييز هذه الرائحة حتى عند التركيز القليل (0.1 جزء من المليون)، ومن المحتمل أن تكون حساسية أنف الإنسان تجاه هذه المادة الكيميائية هي السبب في أن الرائحة تكون قوية جدًا في المناطق المشجرة على وجه الخصوص، إلا أن الرائحة تقل في المناطق التي يقل فيها وجود التربة، لتطغى هناك رائحة الأوزون.
السبب الثالث للرائحة المميزة بعد المطر يرجع إلى حد كبير إلى الزيوت التي تفرزها النباتات المختلفة، إذ تتجمع هذه الزيوت في البيئة حول النباتات، وعندما تمطر يتم إطلاق المواد الكيميائية التي تتكون منها هذه الزيوت في الهواء، مما يتسبب في ظهور الرائحة اللطيفة المميزة، وقد بينت الأبحاث أن هذه المادة الزيتية تعيق نمو بعض النباتات، مما دفع الباحثين إلى الاعتقاد بأن النباتات تنتج هذه الزيوت لإيقاف عملية إطلاق البذور في الظروف الجافة وغير المثالية.
قد يعود ذلك إلى الفرضية التي وضعها العلماء، وهي أن الشعور بالسعادة الذي ارتبط بالرائحة بعد المطر قد انتقل إلينا من أسلافنا الذين اعتبروا المطر رمزاً للبقاء، فالمطر يساعد النباتات في الازدهار والنمو بشكل صحيح، والحيوانات التي تتغذى على هذه النباتات ستنمو كذلك بصحة جيدة، أي أن المطر يجلب معه الخير للإنسان، ويعمل على تحسين نوعية ووفرة الطعام، وقد تكون هذه العلاقة ترسخت في أدمغتنا دون أن ندرك.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول