طقس العرب-أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، يوم السبت، بتسجيل زلزالين في منطقة البحر الأحمر بالقرب من سواحل السعودية والسودان ووفقًا للهيئة، بلغت قوة الهزة الأولى 4.7 درجة على مقياس ريختر، وكانت على بعد حوالي 197 كيلومترًا شمال شرق مدينة طوكر بولاية البحر الأحمر السودانية. وبينما بلغت قوة الهزة الثانية 4.2 درجة وكانت على بعد حوالي 174 كيلومترًا شمال شرق المدينة نفسها.
بالإضافة إلى تسجيل هزة أرضية جديدة في وسط البحر الأحمر حوالي 160 كم من السواحل السودانية بقوة 4.2 درجة على مقياس ريختر، وعلى عمق 10 كم وهي الهزة الثالثة خلال 48 ساعة وجميعها أعلى من 4 درجات.
وبسبب ضعف قوة الهزات الأرضية لم ترد أي تقارير عن وقوع خسائر أو تأثيرات من السلطات المحلية في السعودية والسودان. وتعتبر هذه الأحداث الزلزالية فرصة لفهم أفضل للنشاط الزلزالي في منطقة البحر الأحمر، وتسليط الضوء على الحاجة المستمرة لمراقبة وتقييم المخاطر الزلزالية في هذه المنطقة الحيوية، وتتطلب الزلازل في هذه المنطقة اهتمامًا كبيرًا؛ نظرًا لتأثيراتها المحتملة على البيئة والبنية التحتية، وكذلك على المجتمعات المحلية في الدول المطلة على البحر الأحمر.
قد يهمك أيضا:
زلزالان يضربان منطقة البحر الأحمر قرب السعودية والسودان
يعود السبب الرئيسي لنشاط الزلازل في منطقة البحر الأحمر إلى وجود صدع البحر الأحمر، وهو جزء من نظام صدع البحر الأحمر-شرق أفريقيا وهذا الصدع هو منطقة انفصالية بين الصفيحة الأفريقية والصفيحة العربية، حيث تتحرك هاتان الصفيحتان التكتونيتان بعيداً عن بعضهما البعض، مما يسبب توترًا جيولوجيًا يؤدي في النهاية إلى وقوع الزلازل.
فيما يلي بعض العوامل التي تساهم في وقوع الزلازل في منطقة البحر الأحمر:
تتحرك الصفيحة العربية باتجاه الشمال الشرقي، بينما تتحرك الصفيحة الأفريقية باتجاه الشمال الغربي، مما يؤدي إلى توسع البحر الأحمر ببطء على مدار الزمن هذه الحركة التكتونية تسبب تباعدًا بين الصفيحتين، مما يؤدي إلى تكوين فوالق ونشاط زلزالي مستمر.
يعد صدع البحر الأحمر نظامًا انفصاليًا نشطًا، حيث تتشكل الشقوق والفوالق نتيجة لحركة الصفائح ويؤدي هذا التوسع إلى تكوين منطقة ضعيفة جيولوجيًا تتعرض لضغوط مستمرة، مما يزيد من احتمالية وقوع الزلازل.
على مر العصور، شهد البحر الأحمر نشاطًا جيولوجيًا مكثفًا، مما جعله منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي، ويعود تاريخ النشاط الزلزالي في المنطقة إلى ملايين السنين، وهو ما يفسر الزلازل المتكررة التي تحدث بين مكة وبورسودان.
يتألف قاع البحر الأحمر من قشرة محيطية تتوسع بفعل النشاط التكتوني، مما يؤدي إلى وجود شبكة من الفوالق والشقوق الجيولوجية التي تزيد من نشاط الزلازل في المنطقة.
تكرار الهزات الأرضية يمكن تفسيره من خلال سيناريوهين رئيسيين يتناولان كيفية تفريغ الطاقة الجيولوجية المخزونة:
في هذا السيناريو، تتسبب الهزات الأرضية الصغيرة والمتوسطة في تحرير الطاقة الجيولوجية المخزونة بشكل تدريجي هذا التفريغ التدريجي يمكن أن يقلل من احتمال حدوث زلزال كبير وبمعنى آخر، الطاقة تتوزع على سلسلة من الهزات الأصغر بدلاً من أن تتراكم لتحدث زلزالاً كبيراً ومدمراً.
يشبه هذا الأمر آلية عمل "صمام الأمان" الذي يخفف الضغط بشكل مستمر، مما يقلل من خطر حدوث انفجار كبير. إذا كانت المنطقة تشهد بانتظام هزات صغيرة، فهذا يمكن أن يشير إلى أن الطاقة تتفكك تدريجياً، وبالتالي قد يكون هناك انخفاض في احتمالية حدوث زلزال كبير.
في هذا السيناريو، يمكن أن تكون الهزات الأرضية الصغيرة والمتوسطة عبارة عن مقدمات أو نذير لزلزال كبير وقد تشير هذه الهزات إلى أن الطاقة الجيولوجية تتراكم وتقترب من نقطة الانهيار التي ستؤدي إلى زلزال كبير.
في بعض الحالات، قد تسبق الزلازل الكبيرة سلسلة من الهزات الأصغر (تسمى الهزات التمهيدية) التي تشير إلى أن الصفيحات التكتونية تتحرك وتزداد التوترات في المنطقة وهذا التراكم التدريجي للطاقة قد يؤدي في النهاية إلى حدوث زلزال قوي ومدمر عندما يتم تحرير كل هذه الطاقة المخزونة دفعة واحدة.
التنبؤ بحدوث زلزال كبير بناءً على الهزات الأرضية الصغيرة والمتوسطة يتطلب دراسة العديد من العوامل، بما في ذلك:
نظرًا لاحتمالية حدوث أي من السيناريوهين، من المهم اتخاذ التدابير الوقائية والاستعدادية:
ومن خلال فهم السيناريوهات المحتملة لتكرار الهزات الزلزالية واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة، يمكن تقليل الأضرار الناجمة عن الزلازل وتحسين القدرة على التعامل معها.
شاهد أيضا:
بعد اليوم الأكثر حرارة على الإطلاق.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول