ما هو سبب وقوع هزات أرضية بالبحر الأحمر؟

2024-07-28 2024-07-28T14:16:32Z
ندى ماهر عبدربه
ندى ماهر عبدربه
صانعة مُحتوى

طقس العرب-أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، يوم السبت، بتسجيل زلزالين في منطقة البحر الأحمر بالقرب من سواحل السعودية والسودان ووفقًا للهيئة، بلغت قوة الهزة الأولى 4.7 درجة على مقياس ريختر، وكانت على بعد حوالي 197 كيلومترًا شمال شرق مدينة طوكر بولاية البحر الأحمر السودانية. وبينما بلغت قوة الهزة الثانية 4.2 درجة وكانت على بعد حوالي 174 كيلومترًا شمال شرق المدينة نفسها.

بالإضافة إلى تسجيل هزة أرضية جديدة في وسط البحر الأحمر حوالي 160 كم من السواحل السودانية بقوة 4.2 درجة على مقياس ريختر، وعلى عمق 10 كم وهي الهزة الثالثة خلال 48 ساعة وجميعها أعلى من 4 درجات.

وبسبب ضعف قوة الهزات الأرضية لم ترد أي تقارير عن وقوع خسائر أو تأثيرات من السلطات المحلية في السعودية والسودان. وتعتبر هذه الأحداث الزلزالية فرصة لفهم أفضل للنشاط الزلزالي في منطقة البحر الأحمر، وتسليط الضوء على الحاجة المستمرة لمراقبة وتقييم المخاطر الزلزالية في هذه المنطقة الحيوية، وتتطلب الزلازل في هذه المنطقة اهتمامًا كبيرًا؛ نظرًا لتأثيراتها المحتملة على البيئة والبنية التحتية، وكذلك على المجتمعات المحلية في الدول المطلة على البحر الأحمر.

قد يهمك أيضا:

زلزالان يضربان منطقة البحر الأحمر قرب السعودية والسودان

 

ما هو سر وقوع زلازل البحر الأحمر بين مكة وبورتسودان؟

يعود السبب الرئيسي لنشاط الزلازل في منطقة البحر الأحمر إلى وجود صدع البحر الأحمر، وهو جزء من نظام صدع البحر الأحمر-شرق أفريقيا وهذا الصدع هو منطقة انفصالية بين الصفيحة الأفريقية والصفيحة العربية، حيث تتحرك هاتان الصفيحتان التكتونيتان بعيداً عن بعضهما البعض، مما يسبب توترًا جيولوجيًا يؤدي في النهاية إلى وقوع الزلازل.

فيما يلي بعض العوامل التي تساهم في وقوع الزلازل في منطقة البحر الأحمر:

  • حركة الصفائح التكتونية

تتحرك الصفيحة العربية باتجاه الشمال الشرقي، بينما تتحرك الصفيحة الأفريقية باتجاه الشمال الغربي، مما يؤدي إلى توسع البحر الأحمر ببطء على مدار الزمن هذه الحركة التكتونية تسبب تباعدًا بين الصفيحتين، مما يؤدي إلى تكوين فوالق ونشاط زلزالي مستمر.

 

  • صدع البحر الأحمر

يعد صدع البحر الأحمر نظامًا انفصاليًا نشطًا، حيث تتشكل الشقوق والفوالق نتيجة لحركة الصفائح ويؤدي هذا التوسع إلى تكوين منطقة ضعيفة جيولوجيًا تتعرض لضغوط مستمرة، مما يزيد من احتمالية وقوع الزلازل.

 

  • التاريخ الجيولوجي

على مر العصور، شهد البحر الأحمر نشاطًا جيولوجيًا مكثفًا، مما جعله منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي، ويعود تاريخ النشاط الزلزالي في المنطقة إلى ملايين السنين، وهو ما يفسر الزلازل المتكررة التي تحدث بين مكة وبورسودان.

 

  • البنية الجيولوجية

يتألف قاع البحر الأحمر من قشرة محيطية تتوسع بفعل النشاط التكتوني، مما يؤدي إلى وجود شبكة من الفوالق والشقوق الجيولوجية التي تزيد من نشاط الزلازل في المنطقة.

 

 

 

تفسير احتمالات تكرار الهزات الزلزالية في منطقة البحر الأحمر

تكرار الهزات الأرضية يمكن تفسيره من خلال سيناريوهين رئيسيين يتناولان كيفية تفريغ الطاقة الجيولوجية المخزونة:

  • التفريغ الجزئي للطاقة للحد من وقوع زلزال كبير

في هذا السيناريو، تتسبب الهزات الأرضية الصغيرة والمتوسطة في تحرير الطاقة الجيولوجية المخزونة بشكل تدريجي هذا التفريغ التدريجي يمكن أن يقلل من احتمال حدوث زلزال كبير وبمعنى آخر، الطاقة تتوزع على سلسلة من الهزات الأصغر بدلاً من أن تتراكم لتحدث زلزالاً كبيراً ومدمراً. 
يشبه هذا الأمر آلية عمل "صمام الأمان" الذي يخفف الضغط بشكل مستمر، مما يقلل من خطر حدوث انفجار كبير. إذا كانت المنطقة تشهد بانتظام هزات صغيرة، فهذا يمكن أن يشير إلى أن الطاقة تتفكك تدريجياً، وبالتالي قد يكون هناك انخفاض في احتمالية حدوث زلزال كبير.

  • التفريغ الجزئي كمقدمة لزلزال كبير

في هذا السيناريو، يمكن أن تكون الهزات الأرضية الصغيرة والمتوسطة عبارة عن مقدمات أو نذير لزلزال كبير وقد تشير هذه الهزات إلى أن الطاقة الجيولوجية تتراكم وتقترب من نقطة الانهيار التي ستؤدي إلى زلزال كبير.
في بعض الحالات، قد تسبق الزلازل الكبيرة سلسلة من الهزات الأصغر (تسمى الهزات التمهيدية) التي تشير إلى أن الصفيحات التكتونية تتحرك وتزداد التوترات في المنطقة وهذا التراكم التدريجي للطاقة قد يؤدي في النهاية إلى حدوث زلزال قوي ومدمر عندما يتم تحرير كل هذه الطاقة المخزونة دفعة واحدة.

 

العوامل المؤثرة في تحديد السيناريو

التنبؤ بحدوث زلزال كبير بناءً على الهزات الأرضية الصغيرة والمتوسطة يتطلب دراسة العديد من العوامل، بما في ذلك:

  1. تواتر وشدة الهزات الصغيرة: إذا كانت الهزات الصغيرة تحدث بوتيرة عالية وبشدة متزايدة، قد يكون هذا مؤشرًا على تراكم الطاقة.
  2. النشاط الزلزالي التاريخي: دراسة السجلات التاريخية للزلازل في المنطقة يمكن أن تساعد في فهم الأنماط وتوقع الاحتمالات ومن الجدير بالذكر أن النشاط الزلزالي في منطقة البحر الأحمر يتصف بأنه ضعيف إلى متوسط وذلك قد يساعد على فهم أكبر لما يحدث.
  3. التغيرات الجيولوجية: مراقبة التغيرات الجيولوجية والتكتونية في المنطقة يمكن أن توفر مؤشرات إضافية حول تراكم الطاقة.

 

 

الاستعداد لمختلف السيناريوهات

نظرًا لاحتمالية حدوث أي من السيناريوهين، من المهم اتخاذ التدابير الوقائية والاستعدادية:

  1. التخطيط للطوارئ: تطوير خطط للطوارئ والاستجابة السريعة في حالة حدوث زلزال كبير.
  2. تعزيز البنية التحتية: تصميم وبناء الهياكل والبنية التحتية لتكون مقاومة للزلازل.
  3. التوعية والتعليم: توعية السكان حول كيفية التصرف أثناء وبعد الزلزال، وتدريبهم على الاستجابة السريعة والفعالة.

ومن خلال فهم السيناريوهات المحتملة لتكرار الهزات الزلزالية واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة، يمكن تقليل الأضرار الناجمة عن الزلازل وتحسين القدرة على التعامل معها.

 

 

شاهد أيضا:

بعد اليوم الأكثر حرارة على الإطلاق.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر

تقرير | بعد تراجع المياه في المغرب وليبيا واجزاء من مصر.. ما هو انحسار مياه البحر وهل يتسبب حقاً في موجات تسونامي؟

 


المصادر:

addustour

alarabiya

france24

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
اليوم الوطني السعودي 94.. العروض الجوية في الرياض

اليوم الوطني السعودي 94.. العروض الجوية في الرياض

السعودية | جدول فعاليات اليوم الوطني السعودي 94 في جدة

السعودية | جدول فعاليات اليوم الوطني السعودي 94 في جدة

الأردن | بداية مُعتدلة لفصل الخريف فلكياً ومؤشرات لحدوث ارتفاع واضح على درجات الحرارة في هذا الموعد

الأردن | بداية مُعتدلة لفصل الخريف فلكياً ومؤشرات لحدوث ارتفاع واضح على درجات الحرارة في هذا الموعد

الأردن | درجات الحرارة أقل من مُعدلاتها السبت مع ظهور السُحب المُنخفضة

الأردن | درجات الحرارة أقل من مُعدلاتها السبت مع ظهور السُحب المُنخفضة