طقس العرب – يعرف الاعتدال الخريفي (Fall or Autumnal Equinox) بأنه اليوم الذي يتعادل أو يتساوى فيه طول الليل مع النهار في كل من نصف الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، ويحدث الاعتدال الخريفي في شهر أيلول/سبتمبر من كل عام في نصف الكرة الشمالي، وفي شهر آذار/مارس في نصف الكرة الجنوبي. لكن لماذا يتساوى الليل والنهار في يوم الاعتدال تحديدا؟ وما الذي يسبب حدوث الاعتدال الخريفي؟
تدور الأرض حول الشمس في الوقت الذي يميل محورها عن الأفق بحوالي 23.5 درجة، بحيث يميل النصف الشمالي للارض باتجاه الشمس خلال فصل الصيف، فيحصل على اشعاع شمسي أكبر، ويميل مبتعدا عن الشمس خلال فصل الشتاء ويحصل على اشعاع شمسي أقل، ويحدث العكس في النصف الجنوبي من الكرة الارضية.
لكن يحدث مرتين في العام (في شهر مارس وسبتمبر) أن يتحاذى ميل الأرض مع مدارها حول الشمس، بحيث لا يكون هناك ميلان للارض، وعندها تتعامد الشمس مباشرة فوق خط الاستواء، ويحصل كلا من نصف الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي على نفس الكمية من أشعة الشمس ونفس ساعات النهار والليل.
ويصبح الخط الذي يفصل المناطق التي تشهد الليل والمناطق التي تشهد النهار، والذي يُطلق عليه اسم "الخط الرمادي"، ينطبق على محور الأرض ويمر عبر القطبين الشمالي والجنوبي.
تشرق الشمس في يوم الاعتدال الخريفي في جميع دول العالم من الشرق الحقيقي، بحيث تصنع زاوية 90 درجة مع الافق، وتغرب في الغرب الحقيقي، عند زاوية 270 درجة مع الافق، حيث تكون الشمس عامودية (في حركتها الظاهرية) على خط الاستواء.
وبعد يوم الاعتدال الخريفي تكمل الشمس رحلتها الظاهرية في الأفق نحو الجنوب في نصف الكرة الشمالي، حتى تصل إلى أقصى الجنوب يوم الانقلاب الشتوي.
وبعد يوم الاعتدال الخريفي في نصف الكرة الشمالي، يبدأ الليل بكسب دقائق مُتزايدة يومياً من النهار ولمُدة ثلاثة أشهُر، وذلك حتى موعد الانقلاب الشتوي في شهر ديسمبر، وهو اليوم الذي يشهد أطول ليل وأقصر نهار في السنة كاملةً في نصف الكُرة الشمالي. ويحدث عكس ما سبق في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.
إن دخول القسم الشمالي من الكُرة الأرضية فلكياً في فصل الخريف، لا يعني بالضرورة حدوث تغيُّرات مباشرة على حالة الطقس كإنخفاض درجات الحرارة أو عدم استقرار الطقس، بل إن الدخول في فصل الخريف يكون بشكل تدريجي وبطيء، مع استمرار الأجواء الدافئة أحياناً في العديد من الدول العربية لا سيّما تلك الواقعة على حوض البحر المتوسط.
ومع بداية فصل الخريف في هذا التاريخ (البداية الفلكية)، ينخفض معها مقدار تعرُض نصف الكُرة الشمالي من الكرة الأرضية لأشعة الشمس بشكل تدريجي اعتباراً من هذا اليوم وتحلّ أيام البرد تدريجياً.
بالرغم من أن عدد ساعات النهار تتساوى مع عدد ساعات الليل يوم الاعتدال، إلا أنهما غير متساويين تمامًا، حيث تحصل الأرض على بضع دقائق من النهار أكثر من الليل، هذا لأن شروق الشمس يحدث عندما يكون طرف الشمس فوق الأفق، ويتم تعريف غروب الشمس على أنه اللحظة التي تختفي فيها الحافة الأخرى للشمس تحت الأفق.
ولأن الشمس عبارة عن قرص وليست مصدر نقطي للضوء، فإن الأرض ترى بضع دقائق إضافية من النهار أثناء الاعتدال. كما أن الغلاف الجوي يكسر ضوء الشمس ويستمر في السفر إلى الأرض بعد بدء الليل بفترة قصيرة، حتى بعد أن تكون الشمس قد غابت تحت الأفق.
ويتراوح طول النهار يوم الاعتدال حوالي 12 ساعة و 6 دقائق ونصف عند خط الاستواء، و 12 ساعة و 8 دقائق عند خط عرض 30 درجة، و 12 ساعة و 16 دقيقة عند خط عرض 60 درجة.
لا يحدث الاعتدال بالضرورة في نفس اليوم بالضبط من كل عام، حيث يحدث الاعتدال الخريفي في النصف الشمالي بين 22/ 23 سبتمبر، وفي هذا العام سيكون الاعتدال الخريفي يوم الأربعاء 22 سبتمبر 2021 في الساعة 11:20 مساء بتوقيت مكة المكرمة.
هذه التواريخ المتغيرة هي لأن سنة الأرض ليست 365 يومًا بالضبط، هناك ربع إضافي من اليوم (6 ساعات) يتراكم كل عام، مما يتسبب في تحول تاريخ الاعتدال. كما يتغير اتجاه الكوكب نحو الشمس باستمرار، مما يؤدي إلى تعديل توقيت الاعتدال.
وبالرغم من أن يوم الاعتدال الخريفي يمثل البداية الفلكية والرسمية لفصل الخريف، إلا أن بداية الخريف في علم الأرصاد الجوية هي مع بداية شهر سبتمبر (1 سبتمبر).
اقرأ أيضاُ: بماذا يتميز يوم الاعتدال الخريفي؟
كان الناس يتتبعون حركات الشمس منذ آلاف السنين، وقد ربطت العديد من الحضارات القديمة أيام الاعتدال مع التقاليد الثقافية والدينية، حيث لم تقتصر هذه التغيرات الشمسية على بداية الفصول فحسب، بل حددت أيضًا موعد زراعة المحاصيل وحصادها.
وهناك أيضًا العديد من الآثار القديمة التي ترتبط بالاعتدال، مثل المعبد الهندوسي أنغكور وات في كمبوديا، حيث تشرق الشمس يوم الاعتدال مباشرة فوق معبدها المركزي. تم بناء المجمع بين عامي 1113 و 1150 ، وهو أكبر نصب ديني في العالم.
وهناك أيضاً معبد المايا في المكسيك، والذي تم بناؤه بين القرنين الثامن والثاني عشر، المعروف باسم معبد ال كاستيو (El Castillo)، مخصص لإله الثعبان، حيث تظهر الضوء يوم الاعتدال في خداع بصري كما لو أن ثعبانًا ينزل إلى أسفل جانب المعبد ، ويسافر إلى العالم السفلي.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول