طقس العرب - هل واجهت يومًا أشخاصًا يتذمرون بشكل مستمر من الحرارة الزائدة أو البرودة الشديدة، في حين أنك تجلس هناك تشعر بالعكس تمامًا؟ قد تكون تلك تجربة مألوفة للغاية! سواء في المنزل، أو في مكان العمل، يظل هناك دائمًا شخص ما يعبر عن استيائه من إعدادات نظام التدفئة أو تكييف الهواء، وتبدو درجات الحرارة مرتفعة جدًا أو منخفضة جدًا بناءً على وجهة نظره.
وعلى الرغم من أن المتوسط الطبيعي لحرارة الجسم يعتبر 98.6 درجة فهرنهايت (37 درجة مئوية)، إلا أن هناك اختلافات كبيرة بين الأفراد. حيث يُعتبر تنظيم درجة حرارة الجسم أمرًا هامًا، ولكن يجب أن ندرك أن هذه الدرجات تتغير بحسب الفرد وعوامل متعددة مثل العمر ومستوى النشاط والوقت خلال اليوم.
وعلى الرغم من أن البشر من الكائنات ذات الدم الحار، ويملكون القدرة على تنظيم درجات حرارة أجسامهم، إلا أن هناك أشخاصًا قليلين قد يشعرون بالبرد أو الحرارة بشكل أكثر من غيرهم، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل معقدة دعونا نلقي نظرة على بعض هذه العوامل.
بالمقارنة مع البالغين الأصغر سناً، يعاني كبار السن من صعوبة في تنظيم درجات حرارة أجسامهم، ويرجع ذلك إلى تباطؤ التمثيل الغذائي مع تقدم العمر، حيث يشهد جسمنا تراجعًا في عمليات هضم الطعام واستخدام الطاقة، وهذا التباطؤ يمكن أن يؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم، مما يجعل كبار السن أكثر عرضة لانخفاض حرارة الجسم، لذلك عليهم ارتداء ملابس دافئة دائما.
وأيضًا يتسبب العيش في نمط حياة غير نشط أو غير متوازن في زيادة احتمالية ظهور مشكلات مشابهة لذلك، يُؤكد ضرورة توفير بيئة مستقرة لكبار السن وضرورة الاهتمام بدفء أجسادهم من خلال ارتداء الملابس بانتظام.
وفقًا لتوضيح الدكتور روب دانوف، الطبيب المتخصص في فيلادلفيا يتسم جسم الإناث بكتلة عضلية أقل بالمقارنة مع الذكور، وبالتالي، ينتج منه كمية أقل من الحرارة الخارجة من فتحات المسام في الجلد، مما يجعل النساء يشعرن بالبرودة أكثر من الرجال، حتى في وجود درجة حرارة متساوية في الغرفة،
ومع ذلك، فيما يتعلق بالنساء في منتصف العمر بعد انقطاع الطمث، قد يشعرن بالدفء بشكل أكبر من نظرائهن الرجال. ويرجع ذلك ليس لزيادة في كتلة العضلات، وإنما للتغيرات الهرمونية الخاصة التي يتعرضن لها، وفقًا لتفسير الخبير.
وفقًا لتصريحات الخبراء، يظهر أن حجم الجسم قد يكون أحد العوامل التي تسهم في جعل بعض الأفراد يشعرون بالحرارة أو البرودة بشكل أكبر من الآخرين، ويشير الباحث في علم وظائف الأعضاء في جامعة سيدني، أولي جاي، إلى أن زيادة حجم الجسم تتسبب في استغراق وقت أطول للشعور بالبرد.
أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يتمتعون بكميات أكبر من الدهون في جسمهم قد يشعرون بالدفء بشكل أكبر مقارنةً بأولئك الذين يمتلكون أجسامًا أصغر حجمًا، ويرجع ذلك نتيجة؛ لأن الدهون الزائدة تؤدي دورًا في تسخين الجسم، حيث تشكل طبقة إضافية تعمل كملابس إضافية.
وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن يشعر الأفراد الذين يعانون السمنة المفرطة والزيادة في الوزن بالبرد بشكل أكبر في بعض الحالات، ويعود ذلك إلى وظيفة الجهاز الدوري، حيث يتسع الأوعية الدموية عند الشعور بالحرارة، مما يتيح للدم التدفق والوصول إلى الجلد للتخلص من الحرارة الزائدة، ولكن نظرًا لأن الدهون تحت الجلد تحتفظ بالحرارة، فإنها تحتجز الدفء بالقرب من القلب، بينما يبرد سطح الجلد ووفقًا لتفسير كاثرين أوبراين، الباحثة في وظائف الأعضاء في معهد أبحاث الطب البيئي التابع للجيش الأمريكي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعور الأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة بالبرد أكثر من غيرهم.
قد تكون بعض الحالات الطبية أيضًا عاملًا يؤثر في درجة حرارة الجسم، وعلى سبيل المثال، يمكن أن يسفر قصور الغدة الدرقية، المعروف أيضًا باسم "خمول الغدة الدرقية"، عن عدم إنتاج كمية كافية من الهرمونات التي تؤدي دورًا في تنظيم وظائف الجسم المهمة مثل التمثيل الغذائي ومستويات الطاقة، مما يمكن أن يتسبب في شعور الشخص بالبرد.
في حين أن مرض رينود هو حالة تتسبب في الإحساس بالبرودة والخدر في أجزاء محددة من الجسم، مثل أصابع اليدين، خاصةً في درجات الحرارة الباردة أو بسبب التوتر، وفي هذه الحالة، تصبح الشرايين الصغيرة أضيق، مما يقلل من تدفق الدم إلى المناطق المتأثرة.
اقرأ أيضا:
هل من الصحي النوم وأنت ترتدي جواربك؟
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول