طقس العرب- يتذكر الكثيرون العاصفة الرملية التاريخية مظلمة التي ضربت الجزيرة العربية في بداية شهر أبريل من عام 2015 ميلادي، هذه العاصفة كانت العاصفة المثالية بكل المقاييس لمنطقة كالجزيرة العربية، حيث تهيأت كل الظروف المناسبة لتتربع على عرش واحدة من أقوى العواصف الرملية في تاريخ السجلات المناخية للجزيرة العربية.
واليوم نستذكر العاصفة مظلمة ونحن نراقب تشكل عاصفة رملية ستؤثر على الجزيرة العربية يوم الجمعة القادمة، قد لاتكون بنفس قوة العاصفة مظلمة لكن ستشبهها في الكثير من العناصر والظواهر، فما هي؟
كان المنخفض الجوي المتشكل شمال الجزيرة العربية هو المسبب الرئيسي للعاصفة الرملية مظلمة والذي ساعد على الاختلاف الحراري ونشاط الرياح الكبير.
صباح الأربعاء 1/4/2015 تشكلت 3 عواصف رملية قوية، أحدها رئيسية ومتواجدة شمال السعودية، وعاصفة أخرى في شمال شرق البلاد والأخيرة كانت في القصيم وفي منطقة الرياض.
اندمجت هذه العواصف الثلاث بسرعة كبيرة وتحولت لعاصفة رملية واحدة في غاية الضخامة سُمّيت العاصفة مظلمة، وصلت مساحتها إلى ربع مليون كيلو متر مربع، وبدأت بالتأثير على منطقة الحدود الشمالية وحائل ووصلت سرعة هبات الرياح لـ 110 كم/ ساعة في رفحاء وبدأت تؤثر على البلاد بقوة، كان الجزء الجنوبي الشرقي من العاصفة الرملية يؤثر على الرياض والقصيم برياح ساخنة وجافة جدا.
العاصفة المتوقعة يوم الجمعة ستتشابه بطريقة التشكل مع العاصفة مظلمة.
يتشارك موسما حدوث العاصفتين بقلة الأمطار خلال فصل الشتاء مما يؤدي إلى تفكك جزيئات الرمل والتربة مما يجعلها سهلة التطاير أثناء هبوب الرياح القوية.
بالرغم من اختلاف تاريخ حدوث العاصفتان إلاً أنهما يتشركان في كونهما حدثان جويان ربيعيان أي في نفس الفصل والظروف المناخية.
بحسب آخر مخرجات النماذج العددية فإن العاصفة الرملية المتوقعة يوم الجمعة ستكون أصغر حجما مقارنة بالعاصفة مظلمة، إلا أنها ستؤثر على نفس الدول وهي : بادية الشام والأردن، العراق، الكويت، السعودية، البحرين، قطر، الامارات، ثم لاحقاً سلطنة عُمان واليمن.
العاصفة القادمة ستؤدي إلى انعدام الرؤية الأفقية في بعض المناطق الوسطى والشرقية والجنوبية من السعودية، حيث لا يستبعد تشكل لعاصفة رملية جدارية إلى الشمال من منطقة الرياض وتحركها نحو العاصمة مساء الجمعة، كما حدث في العاصفة مظلمة.
لكن تبقى العاصفة مظلمة أوسع تأثيراً من حيث المناطق التي انعدمت الرؤية الأفقية بسببها، حيث وصل تأثير العاصفة لعدة مدن خليجية مثل الدوحة والمنامة ودبي وأبو ظبي، كما وصل تأثيرها إلى الدمام والجبيل شرق السعودية، فيما أثرت بقوة على حفر الباطن ورفحاء شمال المملكة وأجزاء واسعة من غرب دولة الكويت.
نظرا للفارق الحراري الهائل الذي سيحدث بين يوم الجمعة والسبت، وتحرك جبهة هوائية باردة من شمال الجزيرة العربية نحو وسطها، وأيضا لوجود منخفض جوي سطحي في وسط الخليج العربي فإن الرياح المتوقعة ستكون قوية في مناطق ذات طبيعة رملية مما سيؤدي لتشكل تلك العاصفة الرملية القوية كما حدث أثناء العاصفة مظلمة.
وفي الختام لابد من التنويه بأنه وبالرغم من التشابه الكبير بين العاصفة مظلمة والعاصفة المتوقعة على الجزيرة العربية يومي الجمعة والسبت، فإن العاصفة مظلمة ستكون أقوى مقارنة بما هو متوقع أن يحدث يوم الجمعة، حيث أن العاصفة مظلمة كانت استثنائية وتاريخية من حيث القوة والمساحة والفترة الزمنية، بينما العاصفة القادمة ستكون أقل حجماً وأسرع زمنياً من حيث التأثير.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول