طقس العرب - تعتبر الزلازل واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية تدميرًا وتأثيرًا على البنية التحتية والمجتمعات البشرية. وبعد حدوث زلزال مدمر في المغرب، ظهر ما يعرف بمتلازمة الهرس كأحد التحديات البارزة التي تواجه السكان المتضررين. وتعرف هذه المتلازمة بتأثيراتها الجسدية الخطيرة على الناجين، وتتطلب اهتمامًا كبيرًا وجهودًا مستدامة للتعامل معها وتقديم الدعم اللازم للمتضررين.
بعد النجاة من تحت أنقاض الزلزال، لا تنتهي معاناة الناجين. إذ يواجه الأشخاص الذين نجوا من هذه الكوارث، بما في ذلك الزلازل، تحديات صحية كبيرة تهدد حياتهم. ويصبحون عرضة للإصابة بحالة طبية خطيرة تُعرف بـ "متلازمة الهرس" أو "متلازمة السحق".
الجواب: يعود تاريخ اكتشاف متلازمة الهرس إلى قبل 109 سنوات، عندما لاحظها الطبيب البريطاني إريك بايونيرز، ويعتقد أن متلازمة الهرس تشمل عملية إعادة ضخ الدم وتعويض الجسم بالعناصر الأساسية التي فقدها.
وفقًا للخبراء، يتسبب تطور متلازمة الهرس في العادة من جراء انضغاط على مدى فترة طويلة في جسم يحمل عضلات هيكلية ثقيلة، وغالباً ما يكون ذلك في الأطراف السفلية، إن هذا الانضغاط يمكن أن يكون نتيجة انهيار جدران إسمنتية ثقيلة؛ بسبب حوادث مثل القصف الحربي أو الزلازل الكارثية.
إن هذا الانضغاط المستمر لساعات أو حتى أيام يؤدي إلى تدني تدفق الدم والتغذية للألياف العضلية، مما يتسبب في تلفها وتحرر بروتين العضلات المعروف باسم Rhabdomyoglobin وانتقاله إلى الدورة الدموية. زيادة على ذلك، يتسرب البوتاسيوم من الخلايا العضلية، ويتم نشره في الدورة الدموية، بالإضافة إلى انتشار إنزيم Creatine kinase العضلي.
تشخيص متلازمة الهرس يستند إلى ارتفاع ملحوظ في مستويات البوتاسيوم والكرياتين كيناز في التحاليل الدموية، مع احتمال انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم وتطور الحمض الاستقلابي (Metabolic acidosis) لدى المريض. يُلاحظ وجود كميات كبيرة من البروتين العضلي في الدم تزيد عن قدرة الكليتين على تصفيته من الدم وتصريفه في البول. بسبب ترسب هذا البروتين العضلي في الأنابيب الكلوية، تتوقف الكليتان عن العمل، ويتعرض المريض للقصور الكلوي الحاد (Acute renal failure). وبالتالي يصبح تصريف البول خارج الجسم متوقفًا، مما يزيد خطورة الحالة، ويتطلب العلاج بجلسات غسيل الكلى.
أشار خُبراء طبيون إلى أهمية إعطاء المريض كميات كبيرة من السوائل الوريدية قبل تطور القصور الكلوي، وذلك لتسهيل تصريف البروتين العضلي عبر الكليتين، ويجب تقدير حجم السوائل الوريدية المطلوبة وتعويض الكالسيوم والنظر في جلسات غسيل الكلى على حسب الحاجة حتى حدوث الشفاء من القصور الكلوي.
الكثير من الضحايا تحت الأنقاض يصابون بمتلازمة الهرس، وأحياناً يؤدي الضغط الشديد على أجسادهم إلى بتر أحد أعضائهم. ونظرًا لخطورة متلازمة الهرس، يبقى الناجون تحت الرعاية الطبية وتحت الملاحظة الطبية دائمًا، ولا يتم السماح لهم بمغادرة المستشفى إلا بعد استعادة نسبة السوائل في أجسادهم إلى المعدل الطبيعي.
الجواب: تُسبب متلازمة الهرس أضرارًا كبيرة لأجسام الناجين الذين تعرضوا لإصابات جسدية خلال الزلزال أو سقوط الأنقاض عليهم. تشمل هذه الإصابات تورم العضلات والأنسجة وكسور العظام والجروح. ينجم عن هذه الإصابات تلفًا شديدًا في الأنسجة والعضلات، مما يؤدي إلى انهيار عضلي وتدمير نسيجي. كما تتسبب متلازمة الهرس في حدوث صدمة حادة، وقد تؤدي إلى فشل كلوي خطير.
زلزال المغرب والزلازل السابقة في سوريا وتركيا تعتبر من أكبر الكوارث التي شهدتها المنطقة خلال عقود حيث ارتفع عدد الإصابات إلى حد بعيد، مما استدعى وُجود أطباء من مختلف التخصصات للتعامل مع هذه الحالات. يشمل الفريق الطبي أطباء عظام وجراحين وخبراء في علاج الإصابات الناجمة عن الزلازل، بما في ذلك الإصابات البالغة للأطراف. زيادة على ذلك، يلعب الأطباء المتخصصون في إعادة التأهيل الحركي والعصبي والنفسي دورًا حيويًا في تقديم العناية الشاملة بعد هذه المحنة، حيث تعد الرعاية النفسية والجسدية للناجين أمرًا أساسيًا لاستعادة صحتهم، وجودة حياتهم بعد الزلزال.
الجواب: إن تقديم الرعاية الطبية السريعة والفعالة للناجين من الزلزال يمكن أن تساهم في تقليل تأثيرات متلازمة الهرس وزيادة فرص النجاة والتعافي.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول