مركز طقس العرب ينشر دراسة تُبين حقائق عن حالة الجفاف التي تمر بها دول المغرب العربي

2022-02-15 2022-02-15T10:39:14Z
محمد عوينة
محمد عوينة
مُتنبئ جوي

طقس العرب - تعيّش الجزائر وسائر دُول المغرب العربي على واقع الأجواء المُستقرة ولم تشهد هطولاً مميزاً يليق بالأمطار التي تشهدها تلك الدول خلال فصل الشتاء عادةً الذين يتميز بأمطاره وتتابع خيراته، إلا أن المنطقة ما زالت بمنأى عن أية موجة أمطار قوية أو شاملة.

 

وأصدر مركز طقس العرب الإقليمي حيالَّ ذلك تقريراً جامعاً لمراقبة حالة الجفاف التي تمُر على دول المغرب العربي والواقع المطري السائد، وتضمن التقرير عِدّة محاور من ضمنها تحليل الأداء المطري حتى اللحظة، ومدى تكرار حالة الجفاف خلال الأعوام الماضية، والوقوف على الأسباب العلمية وراء الانحباس المطري ومدى علاقتها بالتغير المُناخي. 
 

تقييم واقع الموسم المطري في دول المغرب العربي حتى اللحظة 

يُعرّف الأداء المطري بأنه النسبة المئوية لكمية الأمطار التراكمية الهاطلة بالمقارنة مع كمية الامطار التراكمية المُفترض هطولها حتى تاريخ مُعين، وتُظهر بيانات الديوان الوطني للأرصاد الجوية الجزائرية بأن الأداء المطري للموسم المطري الحالي وحتى تاريخ 15-02-2022 يُعاني من نقص كبير في كميات الأمطار المُفترض أن تكون هاطلة لمثل هذا الوقت من العام في عموم مناطق الجزائر، وبِلُغة الأرقام فقد هطل على سبيل المثال في العاصمة الجزائر طيلة فصل الشتاء ما يُقارب 25 ملم، هذه الكميات إذا ما قورنة بالمُعدلات الإعتيادية فهي تُمثل ما يُقارب 10% فقط من المُعدل المطري. 

 

وتُظهر بيانات أخرى، تلك الواردة من محطات الرصد الجوي في المديرية العامة للأرصاد الجوية في المغرب أن المغرب ليس أفضل حالاً من الجزائر فمثلاً لم تتلقَ العاصمة الرباط أية هطولات مطرية هامة منذ بداية فصل الشتاء، في حين يُعتقد أن تونس الأقل تضرراً من الجفاف لحد الآن فعلى الرغم من انها لم تستقبل هطولات مطرية كبيرة إلا انها خففة من حدة الجفاف خاصةً المناطق الساحلية.

 

الانحباس المطري الحالي …هل حدث من قبل؟ وهل للتغير المناخي علاقة؟

ومما لاشك فيه أن حالات الانحباس المطري تتكرر في الأرشيف المناخي لدول المغرب العربي، حيث يمتاز مناخ هذه الدول بالتذبذب الكبير للأمطار بين عام وآخر وذلك بسبب وقوعها بين مناخين. وتُشير بيانات مناخية إحصائية من مركز طقس العرب الإقليمي بأن دول المغرب العربي قد عانت من انحباس في الأمطار خلال فصل الشتاء واحياناً أخرى تطور إلى جفاف في العديد من المواسم المطري.

 

ولا يعتقد المختصون في مركز طقس العرب بأن هناك علاقة وثيقة ما بين الانحباسات المطرية وما بين ظاهرة التغير المناخي العالمية، ولكن عند دراسة بيانات البنك المناخي لدول المغرب العربي على الأقل خلال الأعوام 25 الماضية يتضح من أن حالات الانحباس المطري قد تكررت في العديد من الفترات خلال هذه السنوات  لعل أبرزها 2019/2020 و2008/2009 و2001/2022. ولكن المُثير للانتباه بأن حالات الإنخباس النطري قد أصبحت أكثر تكراراً خلال الأعوام القليلة الماضية، فقد شهدت الجزائر على سبيل المثال خلال الأعوام الثلاث 2019 و 2020 و 2021 على التوالي حالات من الانحباس المطري. 

 

أسباب الانحباس المطري الحالي

ويعود السبب الرئيسي للانحباس المطري الحالي هو غياب الحالات الجوية بشقيها (المنخفضات الجوية أو حالات عدم الاستقرار الجوي)، حيثُ تكون أغلب المنخفضات الجوية الشتوية التي تتأثر بها دول المغرب العربي من أصول أطلسية، أي أنها تتحرك فوق مياه شمال المحيط الاطلسي عبر القارة الأوروبية ثم تتحرك نحو شمال المغرب والجزائر وتونس. ولكن حتى ينجح أي منخفض جوي بالتحرك جنوباً نحو غرب البحر المتوسط لابد من عدم وجود دوامة فوق شمال المحيط الاطلسي أو شمال غرب القارة الاوربية، إلا أن مناطق أخيرة الذكر تشهد تسلسل للعواصف ذات الضغوط الجوية المنخفضة جداً كان آخرها العاصفة Eunice. ولتعويض فرق الضغوط الجوية يشتد المرتفع الجوي الآزوري ومدوعم ببناء رأسي للمرتفع الجوي شبه المداري فوق مناطق غرب البحر المتوسط كرد فعل على النشاط الكبير للعواصف الأطلسية، ليكتسح مساحات شاسعة من شمال غرب إفريقيا وأيضا أجزاء من غرب وجنوب غرب القارة الأوربية.

 

ولكن الأمر اللافت، هو وجود ثبات في توزيع هذه الكتل الهوائية والأنظمة الجوية من المحيط الأطلسي والقطب الشمالي، ليستمر هذا المُرتفع الجوي يُراوح مكانه فوق دول المغرب العربي، وعلى إثر ذلك استمرَّ توافد ونقل الهواء البارد من عروض عليا قطبية نحو شرق القارة الأوروبية ومن ثم تشكل منخفضات جوية عميقة تترافق مع درجات حرارة مُتدنية للغاية بالعديد من تلك المناطق وتؤثر بشكلٍ مباشر على شرق وأجزاء من وسط المتوسط، مع عدم وجود مؤشرات لتغيُر جذري في توزيع الأنظمة الجوية للأسف على المدى المنظور. 

 

تزايد وتيرة وشدة العواصف الرملية الفترة القادمة !! 

ومن المُتوقع أن تزداد فرص الغبار ورُبما العواصف الرملية في العديد من المناطق نتيجة لاقتراب الكتل الهوائية الباردة وشديدة البرودة احياناً والفوارق الحرارية الكبيرة التي تحصل وتؤثر على قيم الضغط الجوي والتي تساهم في تشكل بعض الموجات الغبارية، سيّما وأن الفترة القادمة (فترات انتقالية) تمتاز بالفوارق الحرارية الكبيرة وتداخل وصراع بين تأثير الكتل الدافئة المتمركزة فوق الصحراء الإفريقية وما بين امتداد الكتل الباردة/شديدة البرودة المندفعة عبر البحر المتوسط. ومع قلة الغطاء النباتي والهطول المطري الذي يجعل من التربة جافة ومُفككة ذات حُبيبات وذرات صغيرة ودقيقة يُمكن للرياح رفعها وحملها بكل سهولة ونقلها من مكان إلى آخر على شكل عواصف رملية واسعة. 

 

وتبقى رحمة الله تعالى فوق كل شيء، ونسأل المولى عز وجل أن يرزقنا الغيث.

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟

رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟

مالا تعرفة عن المرتفع الجوي السيبيري في موطنه

مالا تعرفة عن المرتفع الجوي السيبيري في موطنه

هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟

هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟

رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟

رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟