منطقة لم تشهد نقطة مطر منذ ملايين السنين .. الأكثر جفافًا على وجه الأرض

طقس العرب - تخيل عيش حياتك في مكان لم تشهد فيه قطرة ماء واحدة تتساقط من السماء، ولا تحصل على فرصة لرؤية المطر أو حتى حبات البرد والثلج يتساقط أمام عينيك طوال حياتك.

الوديان الجافة .. الأكثر جفافًا على وجه الأرض

ولكن هذا السيناريو الجاف والقاحل يتجسد في الواقع في إحدى أكثر المناطق جفافًا على وجه الأرض، وهي القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا"، بالضبط في منطقة تعرف باسم الوديان الجافة. هذه المنطقة لم تشهد هطول أمطار منذ ما يقرب من مليوني عام.

في هذه المساحة الشاسعة التي تبلغ مساحتها 4800 كيلومتر مربع، لا يوجد أمطار على الإطلاق. إنها منطقة خالية تمامًا من الماء والجليد وحتى الثلج.

لماذا لا تهطل الأمطار في الوديان الجافة؟

سبب عدم هطول الأمطار في هذه المنطقة يعود إلى تأثير رياح كتاباتي، وهي رياح جبلية شديدة الرطوبة تتحرك إلى أسفل وبعيدًا عن الوديان.

يتلخص الأمر بشكل الجبال في هذه المنطقة، حيث تؤدي هذه الجبال إلى تغيير مسار الجليد الذي يتجه نحو المحيط. وبسبب تلك التغييرات في مسار الجليد، لا تصل المياه إلى الوديان الجافة ولا تتساقط الأمطار فيها.

وعلى الرغم من الإطلالة البيضاء للمناظر الطبيعية المحيطة بهذه المنطقة، إلا أن الوديان الجافة ذات حالة جفاف تامة، حيث لا يوجد بها جليد أو ثلج على الرغم من درجات الحرارة المتجمدة.

فريس هيلز (ناسا)

"فريس هيلز" الأكثر جفافًا في الوديان الجافة

يُعتبر "فريس هيلز" في وادي تايلور من بين أكثر الأماكن جفافًا في شبكة الوديان الجافة. وتُشير التقديرات إلى أن هذه المنطقة لم تشهد هطول أمطار لمدة تقارب 14 مليون سنة. في هذه المنطقة، تكون الرياح شديدة حيث تبلغ حوالي 200 ميل في الساعة، مما يُحد من فرصة تكوين الرطوبة في الغلاف الجوي.

يُشار إلى أن دراسات وأبحاث الجمعية الجيولوجية الأمريكية كشفت في اجتماعها السنوي في دنفر عام 2013 أن المياه لم تتدفق عبر تلال "فريس" في أنتاركتيكا منذ 14 مليون عام، وفقًا لموقع "لايف ساينس".

وتُعتبر تلال "فريس" التي تمتد لارتفاع يصل إلى 600 متر فوق وادي تايلور في أنتاركتيكا جزءًا من "الوديان الجافة" في غرب ماكموردو ساوند. ويتضح من خلال الحفريات في هذه المنطقة وجود آثار طحالب التندرا وبحيرة كانت تغطي التلال ذات القمة المسطحة، عندما كان مناخ الأرض أدفأ منذ أكثر من 14 مليون سنة.

فريس هيلز (Adam Lewis, NDSU)

المصدر: alarabiya