طقس العرب - يُعتبر شهر آذار (مارس) من الأشهر التي تتميز بتقلبات جوية كبيرة، حيث تتراوح درجات الحرارة بين الارتفاع والانخفاض نتيجة للتغييرات في الأنظمة الجوية. ويشهد شهر آذار تداخل العديد من الأنماط الجوية والذي يفرز صراعًا بين الكتل الهوائية الباردة القادمة من الشمال والأخرى الدافئة القادمة من الصحراء الكبرى الإفريقية والجزيرة العربية، والتي عادة ما تأتي مع نشاط المنخفضات الجوية الخماسينية التي تؤثر على شرق المتوسط في فصل الربيع وبداية من شهر آذار، مما يساهم في تغيرات سريعة في الطقس، وتُرافق تلك المنخفضات عادةً أجواء دافئة ومغبرة، بل وفي بعض الأحيان عواصف ترابية.
تأثرت المنطقة خلال شهر آذار في السنوات السابقة بالعديد من المنخفضات الجوية لكن تأثيراتها تختلف باختلاف نوعها ومصدر قدومها. وتنشط في شهر آذار وبخاصة أواخره المنخفضات الجوية الخماسينية الصحراوية والتي تأتي عبر شمال القارة الإفريقية جالبةً معها الرياح الدافئة والمغبرة وتسود الأحوال الجوية الخماسينية، والتي عادة ما تتبع بانخفاض كبير على درجات الحرارة وفي بعض الأحيان هطول الأمطار والتي عادة ما تكون على شكل زخات طينية.
كما أن الأردن شهدت أيضًا في السنوات السابقة خلال شهر آذار وصول عدة كتل هوائية باردة أفرزت حسب الأرشيف المناخي منخفضات جوية شتوية باردة وماطرة ترافقت بأجواء تشبه تلك التي تكون في كانون. ومن الأمثلة على ذلك شهر آذار لعام 2022، حيث انتهى شهر آذار لعام 2022 بأجواء يمكن وصفها أنها غير اعتيادية، حيث وصلت الكتل الهوائية الباردة والقطبية بشكل غير اعتيادي، وكانت درجات الحرارة أقل بكثير من معدلاتها التي من المفترض أن تكون عليها في كافة مناطق المملكة، كما تساقطت الأمطار والثلوج، وحدثت موجات قوية من الصقيع والإنجماد مما جعل شهر آذار لعام 2022 الأكثر برودة منذ حوالي 19 عامًا.
ومن أبرز تلك الحالات الجوية كان بتاريخ 14 مارس/آذار عام 1998، عندما تأثرت الأردن ومنطقة شرق المتوسط بأعمق منخفض جوي في السجلات المناخية وكان خماسينيًا، جلب معه عواصف رملية تعتبر من أقوى العواصف الرملية التي أثرت على الأردن والمنطقة، حيث وصلت سرعة الرياح قرابة الـ 100 كم/ساعة وسجلت درجات الحرارة العظمى أكثر من 20 درجة تبعها عاصفة ثلجية.
ففي يوم الأحد 15-3-1998، نشأت عواصف رملية شديدة في مصر تحركت إلى الأردن وبلاد الشام، وبتاريخ الاثنين 16-3-1998، تُظهر صور الأقمار الصناعية اختفاء الأردن وبلاد الشام تمامًا تحت عاصفة رملية شديدة وكانت درجة الحرارة تقارب الـ 30 مئوية في عمّان، والمنخفض العميق يسحب تيارات باردة وقطبية من الشمال نحو المنطقة.
أما يوم الثلاثاء 17-3-1998، بقايا العاصفة الرملية ما زالت تؤثر على المملكة مع انخفاض كبير على درجات الحرارة وبدء هُطول الأمطار الغزيرة والبرد في بعض المناطق، تبعه تساقُط الثلوج وتراكمها (باللون الأصفر في بعض المناطق) نظرًا لاختلاط الثلوج بالغبار العالق في الأجواء.
وفي يوم الأربعاء 18-3-1998، أثرت كتلة هوائية قطبية المنشأ على المملكة وبلاد الشام مع تساقُط الثلوج على المرتفعات، وهذا يعني أن شهر آذار حافل بالتقلبات الجوية حسبما يشير إليه الأرشيف المناخي.
والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول