طقس العرب - رصد كادر التنبؤات الجوية في مركز طقس العرب سيطرة كُتلة هوائية شديدة البُرودة على أجزاء عِدّة من الشرق الأوسط ومن المُرتقب أن تؤثر بشكلٍ ثانوي على بعض الدول العربية خلال الأيام القادمة بمشيئة الله.
وبحسب نماذج المُحاكاة الحاسوبية والتي تقوم باستشعار حركة هذه الكتلة، فإن مختلف النماذج العددية تُشير إلى تحرك مركز الكُتلة من بلاد الشام إلى الأراضي العراقية يوم الخميس 2022/01/20، وهذا لا يعني أنا باقي مناطق المنطقة بمنأى عن تأثيرات هذه الكتلة، بل إن الكتلة القطبية سيبقى تأثيرها على عموم مناطق بلاد الشام ومصر وصولاً حتى الجزيرة العربية وبعض دول الخليج العربي.
ومع تحرك المنخفض لأجواء العراق يُتوقع أن يجلب هذا المنخفض وذات الكُتلة الهوائية شديدة البُرودة المُرافقة له تساقطات ثلجية واسعة النطاق على المرتفعات الشمالية والشرقية من العراق، كما وتتدنى درجات الحرارة إلا ما دون الصفر المئوي في أجزاء عِدّة من العراق بما في ذلك العاصمة بغداد.
بالرغم من تحرك مركز الكتلة الهوائية شديدة البُرودة شرقاً لتتمركز فوق الأراضي العراقية، إلا أن التأثيرات المُباشرة لذات الكُتلة سيستمر على بلاد الشام خلال الأيام القادمة، بحيث يعقب تحرك المنخفض الجوي العلوي شرقاً ببناء مرتفع جوي قوي سطحي فوق العراق وشمال الجزيرة العربية مع نهاية الاسبوع، ويؤدي ذلك بإذن الله إلى هبوب رياح شرقية باردة جداً نحو مُعظم مناطق بلاد الشام بمشيئة الله.
وفي ظل ذلك تستمر درجات الحرارة الصغرى حول الصفر المئوي أو أقل في مناطق عِدّة من بلاد الشام، كما وتكون درجات الحرارة الملموسة مُتدنية للغاية، ويكون الطقس صافياً وقارس البرودة في معظم المناطق ليلاً وسط مخاوف من حدوث الإنجماد في أجزاء مختلفة من البلاد، وتكون الرياح شرقية مُعتدلة إلى نشطة السرعة تزيد بشكل كبير من الاحساس بالبرودة القارسة.
مع استمرار امتداد المرتفع الجوي السيبيري جنوباً وغرباً، تصل تأثيرات الكتلة الهوائية شديدة البُرودة إلى الكويت والسعودية نهاية الأسبوع، حيث تنخفض درجات الحرارة خاصة منها الليلية.
وتسود أجواء شديدة إلى قارسة البرودة في عموم مناطق السعودية ليلاً وسط درجات حرارة أقل من الصفر المئوي في أجزاء من شمال وشرق ووسط المملكة، كما ويُتوقع أن تبدأ الكتلة الباردة بالتأثير على مدينة الرياض اعتباراً من مساء يوم الخميس، لتنخفض درجة الحرارة الصغرى إلى 8 درجات مئوية، وتصل الكتلة البادرة ذروة تأثيرها على الرياض ليل الجمعة وفجر وصباح يوم السبت، مع درجات حرارة تصل إلى حدود 6 درجات مئوية فقط.
تصل تأثيرات غير مُباشرة إلى سلطنة عُمان والإمارات جراء هذه الكتلة بالرغم من البُعد الجغرافي عنها، ويتمثل تأثير هذه الكتلة على كلتا الدولتين على شكل تدني درجات الحرارة بشكل لافت في ساعات الليل خاصةً في المناطق الداخلية منهُمان، ونشاط لافت في سرعة الرياح الغربية جراء الفروقات الهائلة في الضغط الجوي.
ومن الجدير ذكره أن المناطق الداخلية والبعيدة عن البحر تتأثر بالبرودة أكثر من المناطق الساحلية، ويعود ذلك بإذن الله نتيجة السعة الحرارية الكبيرة للماء بحيث يبرد ببطئ خلال فصل الشتاء على عكس اليابس الذي يسخن بسرعة ويبرد بسرعة.
وتحتل الكتلة القطبية التي تؤثر على المنطقة مساحة مليونية، حيث تغطي و تؤثر هذه الكُتلة على كل من تركيا، العراق، سوريا، الأردن، فلسطين، لبنان، الكويت، أجزاء واسعة من المملكة العربية السعودية، وغربي الأراضي الإيرانية، وتعتبر مساحة هذه الكتلة كبير فيما إذا قارنها بغيرها من الكتل الباردة القطبية السابقة التي اندفعت إلى مناطقنا.
ونظراً لاستمرار تواجد مرتفع جوي على شرق المحيط الأطلسي وغرب القارة الأوروبية، فما زالت مؤشرات المُحاكاة العددية للغلاف الجوي تُبين بأن الفرصة مواتية للمزيد من الاندفاعات القطبية نحو المنطقة الأسبوع القادم، وصول هذه الكتلة الهوائية القطبية مجدداً إلى المنطقة يفرض على بلادنا استمرار الهبوط الكبير في درجات الحرارة وحدوث موجات صقيع وجليد واسعة النطاق، وتشكل حالات جوية ومنخفضات جوية جديدة بمشيئة الله.
والله أعلم
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول