موقع "طقس العرب" الالكتروني- قسم التنبؤات الجوية- شهدت بداية شهر أيلول 2012 نشاطاً مُبكراً للمنخفضات الجوية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. لكن حدثت هذه الحالات في مناطق عشوائية ومُنتقاة وليست بشكل منظم في النصف الشمالي من الكرة الأرضية والذي يشهد حالياً نهايات فصل صيف لاهب في العديد من مناطقه.
ولعل أبرزها هو ما يحدث حالياً في شمال غرب القارة الافريقية والتي تأثرت بحوض علوي بارد قادم من مناطق عروض عليا في شمال القارة الأوروبية والذي اقترن وجوده مع امتداد للمنخفض الحراري المتواجد بشكل اعتيادي في الصحراء الكبرى الافريقية لمثل هذا الوقت من العام. وقد ساهمت الرطوبة الكبيرة في طبقات الجو كافة وبالأخص في المناطق الساحلية من الجزائر وتونس بزيادة شدة الفعالية الجوية القوية "الجد مُعتبرة" في تلك المناطق وبشكل اضافي ومحسوس. حيث زادت كميات الامطار في عدة ولايات جزائرية وتونسية عن حاجز الـ150 مليمتر وذلك حتى ساعة اعداد هذا التقرير وقد أدت لحدوث الفيضانات بشكل واسع، وكانت حصيلتها مقتل العديد من المواطنين وتشريد المئات.
وبنظرة سريعة على خرائط توزيع الأحواض الباردة في طبقات الجو العليا، نُلاحظ أن هذا النشاط وكما تحدثنا يتصف بالمحدودية والعشوائية، فلا تزال أرجاء واسعة من القارة الاسيوية تعاني من مخلفات موجات حارة فيها، كذلك الأمر في الشرق الأوسط حيث لا تزال تقبع منطقة الخليج العربي تحت درجات حرارة شديدة الارتفاع. وغرباً باتجاه القارة الأوروبية فبدأت مُؤخراً نسائم الخريف الباردة بالهبوب على مناطقها المُعتادة (الغربية والشمالية) وكان آخرها هو ذات الحوض البارد الذي وصل قبل يومين جنوباً ولا يزال يؤثر على الثلث الغربي من البحر المتوسط.
بالاستمرار غرباً، تتجه الانظار للولايات المُتحدة الأمريكية والتي تشكل نصف مساحة قارة أمريكا الشمالية والأكثر كثافة للسكان. نلاحظ أنها قد عانت من صيف حار كذلك، لكنه ليس الأبرز في السنوات الأخيرة. وعانت ذات المناطق ايضاً من عجز في كميات الأمطار ولعل أبرزها مناطق حوض المسيسبي وحوض اوهايو شمالاً والتي تعتبر من أكثر المساحات المزروعة فائدة للأمن الغذائي الأمريكي. الا أن الاعصار "اسحق" مؤخراً قام بالحد بشكل كبير من الجفاف في تلك المناطق بفعل بطؤ حركته النسبي وغزارة أمطاره الطوفانية.
وبنظرة سريعة على نصف الكرة الأرضية الجنوبي. فلا يزال يضرب الشتاء هناك ببرودته القوية وثلوجه الكثيفة. بعد أن غطت الثلوج مناطق واسعة في أقصى جنوب أفريقيا وبشكل قياسي ووصل الى عدة أحياء من مدينة جوهانسبرغ في أوائل آب المُنصرم. تتعرض القارة الاسترالية والجزر النيوزلندية الى مُنخفضات ماطرة وعميقة متكررة حتى اللحظة والتي يتوقع استمرارها حتى نصف نهاية النصف الأول من أيلول على أقل تقدير.
وكملخص عام لهذا الطرح. لاحظنا تعمقاً كبيراً للأحواض الباردة لمناطق عروض دنيا والتي لا تمر بها ذات القدرة الباردة في العادة الا حتى بدايات شهر أكتوبر (تشرين أول). وان كانت بشكل غير مُنتظم في عدة مناطق في العالم، أي انها تدخل في ضمن المستوى أو المدى الطبيعي لها، ولا نستطيع بناء فكرة لماهيّة الشتاء القادم ومدى قساوته في هذه الأماكن على الأقل. وتجب المتابعة الحثيثة والمُستمرة لسلوك هذه الأحواض الباردة في طبقات الجو العليا من الغلاف الجوي خلال الشهرين القادمين وذلك للحصول على نظرة مبدأية لفصل الشتاء فيها والذي يمتد رسمياً من شهر ديسمبر (كانون أول) وحتى فبراير (شباط) من العام المُقبل.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول