نفوق 83 قرد في المكسيك ما علاقة تغير المناخ بذلك؟

2024-05-22 2024-05-22T11:47:51Z
ندى ماهر عبدربه
ندى ماهر عبدربه
صانعة مُحتوى

طقس العرب - تم العثور على ما لا يقل عن 83 قردًا متوسط الحجم، متوفين في ولاية تاباسكو المكسيكية، في حين نجح متخصصون ومتطوعون في إنقاذ بعض القرود الأخرى، حيث تم نقل خمسة منها إلى طبيب بيطري لتلقي العلاج.

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، يُعزى سبب وفاة القرود إلى الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، إلى جانب عوامل أخرى مثل الجفاف وحرائق الغابات.

قال الطبيب البيطري، سيرجيو فالينزويلا، يوم الاثنين:

"وصلت القرود في حالة حرجة، مصابة بالجفاف والحمى بسبب ارتفاع درجات الحرارة".

 

وبينما ارتبطت موجة الحر القاسية في المكسيك بوفاة ما لا يقل عن 26 شخصًا منذ مارس الماضي، يقول أطباء بيطريون وعمال الإنقاذ إنها تسببت في وفاة العديد من القرود، التي تشتهر بأصواتها الصاخبة.

وعادةً ما تكون القرود التي تشبه صوتها زئير الأسد مخيفة للغاية، حيث تتميز بعضلاتها وطول يصل إلى حوالي 2 قدم (60 سم)، مع ذيول طويلة وفك كبير وأنياب قوية.

وقام الطبيب البيطري بتقديم العناية للقرود الصغيرة والضعيفة، بتطبيق الثلج على أقدامها وتوفير محاليل تنقيطية وريدية في محاولة لإنقاذها.

شاهد أيضا:

الراتب في خطر والسبب هو التغير المناخي... ولكن كيف؟

 

 

 

مأساة القرود في المكسيك وتغير المناخ

بعد تلقي العلاج، اتجهت القرود إلى العدوانية بشكل غير متوقع، وهو ما رفع مستوى التحذير لدى الفريق الطبي، الذي قرر وضعها في أقفاص قام عالم الأحياء البرية، غيلبرتو بوزو، بتصريح يشير إلى أن 83 قردًا نفقوا بالقرب من الأشجار، مقارنةً إياهم بالتفاح يتساقطون من الأشجار، ويضيف بوزو أن السقوط من ارتفاعات تصل إلى عشرات الأمتار غالبًا ما يؤدي إلى وفاة القرود، ولكن هناك عوامل أخرى تسهم في نفوقها مثل الحرارة الشديدة والجفاف وحرائق الغابات وقطع الأشجار.

وبعد أن اتسعت معدلات النفوق، تجاوبت الحكومة المكسيكية مع المشكلة، حيث أقر الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بوجودها بناءً على تقارير وسائل التواصل الاجتماعي. وقال لوبيز أوبرادور معبراً عن معاناة الحرارة، قائلًا: "لم أشعر قط بمثل هذا السوء".

وفي 9 مايو، سجلت تسع مدن على الأقل في المكسيك درجات حرارة قياسية، حيث وصلت سيوداد فيكتوريا في ولاية تاماوليباس إلى 117 فهرنهايت (47 درجة مئوية)، في حين شهدت المكسيك هطول أمطار أقل من المعتاد، مما أدى إلى جفاف البحيرات والسدود، ونضوب إمدادات المياه، مما اضطر السلطات إلى توفير المياه بواسطة الشاحنات للعديد من المؤسسات مثل المستشفيات وفِرَق مكافحة الحرائق.

 

 

2024 قد يكون الأكثر حرارة في تاريخ المكسيك

يرى الباحث كونستانتينو جونزاليس سالازار من معهد "UNAM" لعلوم الغلاف الجوي وتغير المناخ أن عام 2024 قد يكون الأكثر حرارةً في تاريخ المكسيك، محذرًا من تأثيراته السلبية على المجتمع والبيئة.

وبحسب موقع "إنفوباي" الإخباري، يشير الباحث إلى تسارع ملحوظ في تغير المناخ، حيث برزت العواقب السلبية مع زيادة معدلات الجفاف إلى 35.95%، مما أدى إلى أزمة مياه للسكان.

وتؤثر درجات الحرارة المرتفعة أيضًا على الديناميكيات الاجتماعية والاقتصادية، وتؤدي إلى نقص في الموارد المائية والغذائية، مما يزيد انتشار الأمراض مثل حمى الضنك.

ويشير منتجو الطماطم المكسيكيون إلى أن الجفاف في مناطق "سينالوا" و"سونورا" أثر في المحاصيل، مما تسبب في نقص الإمدادات.

ووفقًا لمرصد "كوناجوا" المكسيكي للجفاف، فإن 54.84% من الأراضي المكسيكية تعرضت للجفاف خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، مما يمثل زيادة بنسبة 35.95% مقارنة بعام 2022.

وبالرغم من هطول بعض الأمطار في عام 2023، إلا أنها لم تكن كافية لعكس المستويات المنخفضة، مما يجعل ندرة المياه "واقعًا" حاليًا ومستقبلًا.

 

 

شاهد أيضا:

غاز الضحك يدمر الأرض... ما القصة؟

بعد مأساة طائرة سنغافورة.. هل لتغير المناخ علاقة بالمطبات الهوائية؟

 


المصادر:

sabq

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
مرصد كوبرنيكوس: نوفمبر 2024 ثاني أكثر شهر نوفمبر دفئًا على الإطلاق

مرصد كوبرنيكوس: نوفمبر 2024 ثاني أكثر شهر نوفمبر دفئًا على الإطلاق

السعودية تطلق مبادرة رائدة لمكافحة الجفاف في "كوب 16" الرياض لتسريع وتيرة العمل العالمي

السعودية تطلق مبادرة رائدة لمكافحة الجفاف في "كوب 16" الرياض لتسريع وتيرة العمل العالمي

رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟

رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟

هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟

هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟