موقع ArabiaWeather.com- د. أيمن صوالحة- تأثرت المملكة خلال شهر آب/أغسطس الحالي بموجتين حارتين: الأولى وصفت بالقياسية والتي أثرت في الأيام الأولى من الشهر، والثانية تزامنت مع انتصافه وكانت أقل قوة من الأولى لكنها ترافقت بحرارة لامست الأربعين مئوية شرقيّ العاصمة عمان.
وعبر هذا التقرير سنستعرض معكم احتمالية تأثر البلاد بـ"موجة حارة" في أيلول/سبتمبر، سواءً على صعيد التحليل العلمي لذلك وشرح كيفية نشوئها أو مراجعة الأرشيف الأردني في السنوات الماضية، أو القاء نظرة على التوقعات الجوية بعيدة المدى.
ما سبب "الموجات الحارة" صيفاً بشكل عام؟ وفي أيلول خصوصاً؟
تنشأ "الموجات الحارة" صيفاً بفعل تعمّق امتداد المنخفض الموسمي الحراري القادم من الشرق عبر الجزيرة العربية والعراق غرباً باتجاه المملكة، والذي غالباً ما يترافق بكُتلة هوائية حارة أو شديدة الحرارة في طبقات الجو كافةً، ويؤدي ذلك إلى تطرّف درجات الحرارة صعوداً بعيداً عن مُعدلاتها العامة ويختلف مقدار هذا التطرف بمدى حرارة الكتلة والتيارات الهوائية الحارة المُرافقة.
وتُعرّف الموجة الحارة على أنها، تطرّف في درجات الحرارة ارتفاعاً عن مُعدلاتها المُعتادة لوقت معين من السنة، بأكثر من خمس درجات مئوية، ولمدة تزيد عن ثلاثة أيام متواصلة.
أما في أيلول، فالمُسبّب هو ذاته -بمشيئة الله- وذلك من ناحية علمية وإحصائية، إذ تبقى المملكة فلكياً حتى العشرين من أيلول ضمن فصل الصيف، ولا يزال امتداد المنخفض الموسمي الحراري نشطاً في بادية الشام وشمال الجزيرة العربية بشكل عام.
لكن، هنالك مُسبّب آخر لبعض الموجات الحارة من ناحية علمية وإحصائية، ألا وهو: "نضوج مبكر في الأنظمة الجوية وسط البحر الأبيض المتوسط" بمعنى انحدار كتل هوائية باردة نسبياً مُبكراً من أوروبا باتجاه هذه المنطقة، مُسبّبة تقدّم تيارات هوائية جنوبية غربية هذه المرة قادمة من صحراء مصر نحو المملكة، وذلك خلافاً لتلك "الشرقية" التي تتزامن مع امتداد المنخفض الموسمي الحراري القادم من الشرق. ويبرز هذا المُسبّب إلى الواجهة لا سيّما مع الثلث الأخير من الشهر.
هل كان الأرشيف الأردني زاخراً بالموجات الحارة في أيلول؟
عند استعراض الخرائط الجوية الأرشيفية لدى "طقس العرب"، نلاحظ بأن المملكة عادة ما تتأثر بكتل هوائية حارة تسبّب "الموجات الحارة" أحياناً، لكنها تكون أقل عُمراً وشدّة إذا ما تمت مُقارنتها بتلك المؤثرة في شهري تموز وآب، ونادراً ما تُلامس العظمى 40 مئوية في عمان، إذ حصل ذلك مرة واحدة فقط في العشرة سنوات الأخيرة وتحديداً منتصف أيلول من العام 2006 حين ترافقت بأحوال جوية غير مستقرة جلبت الغبار والأمطار الرعدية.
حيث تأثرت المملكة بـ"موجة حارة" متوسطة الشدة وسط أيلول من العام 2013 ونهايته في 2012، في حين لم تتأثر المملكة بموجة حارة بحسب التعريف العلمي -المذكور سابقاً- في أيلول 2010، إلا أن مُعدّل الحرارة في ذلك الشهر بقي مرتفعاً بشكل عام، وجاء بعد شهر آب/أغسطس وُصف بـ"التاريخي" في حرارته حينها على صعيد الأرشيف الأردني المتوافر منذ العام 1920 ميلادية.
ماذا يحمل لنا المستقبل على صعيد الأجواء في أيلول القادم؟
بحسب الخرائط الجوية بعيدة المدى لدى "طقس العرب"، فإن المملكة على مُفترق طرق بُعيد الأسبوع الأول من أيلول، حيث ذكرت التقارير الدورية السابقة، بأن الأجواء المعتدلة مستمرة حتى الأيام الأولى منه، في حين تبدو الفرص متساوية لاحقاً أو ربما تميل إلى عودة الأجواء الحارة بعد مشيئة الله نتيجة عودة لتأثير امتداد المنخفض الموسمي الحراري القادم من الشرق.
في حين ربما تتأثر منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط بوصول كتلة هوائية باردة نسبياً قادمة من شمال القارة الأوروبية، بفعل توقع تواجد مرتفع جوي في أقصى غربها، والذي في حال طال مناطق واسعة من أوروبا، قد تتوجه هذه الكتلة إلى منطقة الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط بما فيها المملكة لتصل على شكل كتلة هوائية لطيفة ورطبة مُجدداً، وهو الخيار الأقل احتمالاً نسبياً في الوقت الراهن.
شاهد أيضاً:
محطات الرصد الجوي الأوتوماتيكية في الأردن ذات التحديث المباشر
النشرة الجوية التفصيلية للأيام القادمة في الأردن
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول