طقس العرب-يلا تجارة - الضحك هو أحد التعبيرات العاطفية الأساسية التي تربط بين السعادة والمرح في حياة الإنسان، ولكن هل يمكن أن نعتبر الضحك سلوكًا فريدًا للبشر فقط؟ تشير الأبحاث الحديثة إلى أن العديد من الحيوانات تظهر سلوكيات مشابهة للضحك، مما يفتح مجالًا مثيرًا لدراسة كيف يمكن أن تكون هذه الاستجابات العاطفية متجذرة في سلالات مختلفة من المملكة الحيوانية، وتعد هذه الاكتشافات نقطة انطلاق لفهم أعمق للتطور العاطفي والتواصل بين الأنواع.
ومن خلال استكشاف هذه الظاهرة في عالم الحيوان، نكشف كيف تعبر الحيوانات المختلفة عن المتعة والتسلية بطرق مشابهة للبشر، وقد أظهرت الدراسات أن الفئران والكلاب والدلافين أيضًا تشارك في سلوكيات قد تُفسر على أنها ضحك، وكل من هذه الأنواع يمتلك طرقه الخاصة للتعبير عن المتعة والتسلية، مما يوفر نافذة مثيرة لفهم كيفية تطور هذه الاستجابات العاطفية.
وفي هذا المقال، سنستعرض الدراسات والأبحاث التي توضح كيف يظهر الضحك في عالم الحيوان، وسنستعرض أمثلة من الحيوانات المختلفة التي تُظهر سلوكيات تشبه الضحك، مع تقديم تسلسل زمني ومعلومات مفصلة حول كل منها.
الشمبانزي والغوريلا وإنسان الغاب يظهرون سلوكيات تشبه الضحك عند التفاعل الجسدي مثل المصارعة أو اللعب أو الدغدغة، وهذه الأصوات تتكون من استنشاق وزفير متناوبين، مما يجعلها مشابهة للتنفس واللهث، وقد يصعب تمييز هذه الأصوات كضحك بشري نظرًا للاختلاف في الأنماط الصوتية.
وأظهرت الدراسات أن الضحك لدى الشمبانزي يمكن أن يكون صعب التمييز عن أصوات أخرى بسبب التباين في الترددات الصوتية، ودراسة مقارنة بين البونوبو والأطفال أظهرت أن أصوات الضحك تتبع أنماطًا فوق صوتية مشابهة، مما يعزز فرضية وجود أصل تطوري مشترك، كما وثق الباحثون سلوك الضحك في الشمبانزي البري والأسير، مما يشير إلى أن هذه السلوكيات متأصلة في طبيعتهم وتطورها.
تصدر الفئران أصواتًا فوق صوتية عند التفاعل الاجتماعي مثل اللعب أو الدغدغة، والتي يُعتقد أنها تعكس مشاعر إيجابية، وهذه الأصوات تُعرف بـ "التغريدات"، وتُعبر عن المتعة بشكل مشابه لما يشعر به البشر أثناء اللعب.
وقد أظهرت الأبحاث أن الفئران تُظهر تفاؤلاً أكبر بعد دغدغتها، مما يشير إلى أن التفاعل الاجتماعي يحفز حالة عاطفية إيجابية، كما وجدت دراسة أن الفئران التي تتفاعل أكثر مع فئران أخرى ضاحكة تفضل قضاء وقت أطول في اللعب، مما يعزز فكرة أن التفاعلات الاجتماعية تؤثر على الحالة العاطفية.
تلهث الكلاب أحيانًا بطريقة تشبه الضحك البشري، وهذا السلوك يعبر عن المتعة ويساعد في تعزيز التفاعل الاجتماعي، وتُعزى هذه الأصوات إلى تغييرات في اللعاب، والتي تُعتبر مؤشرًا على التسلية والمرح.
وقورنت سلوكيات الكلاب عند الاستماع إلى "ضحك الكلب" المسجل وبدونه، وأظهرت النتائج أن الأصوات المسجلة أدت إلى زيادة في اللعب وتقليل في سلوكيات التوتر، مما يدل على تأثير إيجابي للأصوات على سلوك الكلاب الاجتماعي.
تصدر الدلافين أصواتًا مميزة أثناء التفاعل الممتع، تتكون من نبضات قصيرة تليها صفارات، وتُعتبر هذه الأصوات مؤشرًا على المتعة وتستخدم للمساعدة في تجنب التصعيد العدواني.
واكتشف الباحثون أن هذه الأصوات تُصدر خلال اللعب وليس خلال المواجهات العدوانية، وهذا يشير إلى أن الدلافين تستخدم هذه الأصوات للإشارة إلى المتعة وتعزيز التفاعل الإيجابي مع الأفراد الآخرين.
شاهد أيضاً:
“10 أمور غريبة وجديدة عن نيوزيلندا ستدهشك”
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول