طقس العرب - تتباين آراء الناس وتفاضل رغباتهم في ارتداء الجوارب في أثناء النوم، خاصة في ظل الطقس البارد حيث يجد بعض الأفراد راحتهم واسترخاءهم بعدم ارتداء الجوارب، مؤكدين أن ذلك يساهم في تجنب الإحساس بالضيق، ويحمل راحة أكبر بينما يفضل البعض الآخر النوم بالجوارب، حيث يجدون فيها وسيلة للحفاظ على الدفء والراحة في أثناء الليل.
وفي هذا السياق، تطرح التساؤلات حول مدى تأثير ارتداء الجوارب في أثناء النوم على الصحة وهل يمكن أن يكون لذلك تأثيرات سلبية؟ وما هي الفوائد المحتملة لهذه العادة؟ تلك الأسئلة تثير جدلاً حول مدى صحة كل وجهة نظر، وتشير إلى أهمية فهم تأثيرات هذه العادة على الصحة العامة.
تُعتبر تدفئة القدمين عند الذهاب إلى الفراش إشارة إلى الاسترخاء، إذ تؤثر برودة القدمين على الجسم ليلاً، ومن بين أسهل الطرق لتحقيق ذلك هو ارتداء الجوارب بأنواعها المختلفة حيث يعمل ارتداء الجوارب قبل الخلود إلى النوم على توفير الدفء للقدمين، مما يعزز الاسترخاء السريع للجسم.
وإلى جانب دورها في تدفئة القدمين، تساهم الجوارب في ترطيب كعب القدمين، وتحميه من جفافه وتشققه الناجمين عن البرودة.
كما يساعد ارتداء الجوارب في تنظيم درجة حرارة الجسم خلال ساعات النوم، وفي المراحل المبكرة من النوم، تتغير درجة حرارة الجسم بشكل طفيف، ويعمل ارتداء الجوارب على تدفئة الأطراف الخارجية، مما يساعد على المحافظة على توازن درجة حرارة الجسم.
وفي حالة مرض "رينود" الذي ينجم عن انقباض الشرايين بسبب البرودة، تلعب الجوارب دورًا حيويًا في حماية القدمين من الأعراض الضارة لهذا المرض، حيث يساعد ارتداءها على تحسين الدورة الدموية والوقاية من التأثيرات السلبية له.
ومن ناحية أخرى إذا كنت معتادًا على النوم مرتديًا الجوارب، فقد يكون من المفيد إعادة النظر في هذه العادة وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "يني أكيت" التركية حيث يقدم في هذا التقرير الدكتور كرم بايكال، أخصائي الأمراض الجلدية، شرحًا حول الآثار الصحية السلبية المحتملة للنوم، وأنت ترتدي الجوارب.
على الرغم من عدم وجود معيار ثابت لكيفية النوم ليلاً، حيث يُفضل بعض الأشخاص النوم بارتداء الجوارب، بينما يُفضل الآخرون النوم بدونها، إلا أن الكثيرين قد يجهلون أن النوم بالجوارب قد يسفر عن بعض العواقب الصحية السلبية.
يظهر أن النوم بالجوارب يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الدورة الدموية الطرفية؛ بسبب الضغط المطول الناتج عن الأشرطة المطاطية للجوارب على القدمين، مما يمكن أن يضعف الدورة الدموية في تلك المنطقة، ويسبب ظهور كدمات وجفاف الجلد. كما قد يؤدي النوم بالجوارب إلى احتمالية الإصابة بعدوى فطرية في القدم نتيجة لتعرق القدمين واحتباس الهواء حولهما. وهناك مخاطر إضافية، مثل احتمالية حدوث التهابات الجلد نتيجة لاحتكاك الجلد بقماش الجوارب والبقايا المحتملة من المنظفات لذا، يفضل على أهمية خلع الجوارب قبل النوم للحفاظ على صحة الجلد والقدمين.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب الانتباه إلى نوعية الجوارب المرتدات، حيث يمكن أن تؤثر المواد الصناعية مثل البوليستر والحرير الصناعي والنايلون على التنفس الطبيعي للقدمين، مما يزيد احتمال تعرقهما، ويتعين أيضًا تجنب استخدام منظفات قوية عند غسل الجوارب، حيث يمكن أن تسبب تلك المواد التهيج والتورم، وقد تتسبب في ندوب مثيرة للحكة.
وفي النهاية، يُشير الخبراء إلى أن درجة حرارة الجسم تنخفض طبيعيًا خلال فترة النوم، ويتأثر هذا التوازن عندما يُحافظ الشخص على ارتداء الجوارب لفترات طويلة في أثناء النوم، مما قد يؤثر في جودة النوم.
أسس اختيار الجوارب المناسبة تتطلب اهتمامًا خاصًا لضمان الراحة والصحة الجيدة للقدمين. يجب أن تكون الجوارب بمقاس مناسب لحجم القدمين، حيث إن الجوارب الضيقة يمكن أن تعيق تدفق الدم إلى القدمين، مما يزيد خطر تعرضهم للإصابة بأمراض الدورة الدموية مثل دوالي الأوردة.
ويُفضل اختيار جوارب مصنوعة من مادة القطن خلال فصل الصيف، حيث تساعد هذه المادة في امتصاص العرق وتقليل انبعاث الروائح الكريهة من القدمين، كما تساهم في الوقاية من الالتهابات، وفي فصل الشتاء، يفضل ارتداء جوارب مصنوعة من الصوف لتوفير حماية فعّالة ضد البرودة.
وتجنب ارتداء الجوارب المصنوعة من الألياف، خاصة إذا كنت تعاني بشرة حساسة، لتجنب حدوث التهابات جلدية، ويُنصح بتغيير مجموعة الجوارب كل ستة أشهر على الأقل، حيث تتأثر بالتآكل نتيجة الغسيل المتكرر والاستخدام.
وكما يُفضل اختيار الجوارب وفقًا لنوع الحذاء المرتد، على سبيل المثال، الجوارب القصيرة تناسب الأحذية الرياضية، وفي حالة تعرضك لبرودة شديدة خلال الشتاء، ابحث عن الجوارب المخصصة للوقاية من البرد القارس، خاصة إذا كنت تعاني ظاهرة رينو.
أعرف أيضا:
لماذا منزلي بارد جدًا، وكيف يمكنني التعامل مع هذا الامر؟
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول