هل تعلم أن 25 في المئة من التغيرات المناخية سببه الزراعة وتربية الماشية؟ وأن هذه النسبة تساوي التأثيرات الناجمة عن توليد الكهرباء في العالم وجميع محطات توليد الطاقة؟
بحسب دراسة قامت بها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، فإن نظامنا الغذائي مرتبط مباشرةً بتغيّر المناخ. فإنتاج الغذاء يساهم في رفع حدّة الاحتباس الحراري، إذ تٌنتج الزراعة إلى جانب الغابات نحو ربع انبعاثات الغازات الدفيئة كما وتزيد تربية الماشية والحيوانات نسبة غاز الميثان.
إن معظم التقارير الصادرة عن هيئات حكومية عالمية تتنبأ بمستقبل قاتم إذا لم يقلل البشر من تأثيراتهم السلبية على المناخ. إذا ما استمر ارتفاع متوسط درجات الحرارة في العالم بمقدار درجتين مئويتين، وإذا ما استمر الوضع على هذه الحال فسيصبح الطقس أكثر حرارة، الأمر الذي سيشكل خطراً كبيراً على الإمدادات الغذائية خصوصاً الزراعية منها، والتي يمكن أن تؤدي إلى نشوء أزمة غذائية عالمية كما توضح الدراسة.
تناقش الدراسة أن رغم خطورة الوضع المناخي إلا أن إجراء بعض التغييرات الطفيفة في حياة البشر اليومية خصوصاً لجهة تناول الطعام، أمر من شأنه أن يساعد في تخفيف الكثير من آثار تغير المناخ إذ يتطلب الأمر كمية أكبر من الذكاء في طريقة زراعة الغذاء واستخدامه. بحسب الخبراء فإنّ أنجح الحلول قد تكون في تطوير عادات أكثر إستدامة حول الغذاء، بالإعتماد مثلا على أنظمة غذائية أكثر نباتية والإعتماد على الحبوب المصنّعة في إطعام الحيوانات والماشية من دون إطلاقها للرعي طبيعياً، وذلك بهدف تخفيف الغازات المنبعثة منها من ضغوطها على البيئة.
يعرض الخبراء في هذه الدراسة عدة خطوات يمكن اتباعها في نظامنا الغذائي وذات تأثير ايجابي على المناخ
هذا نظام غذائي شبه نباتي، إذ تعدّ الخضروات والفواكه والحبوب والبقول هي الجزء الرئيسي من الوجبة. كما ويجب الإعتماد على اللحم الأبيض أي الدجاج والسمك أكثر من لحم البقر بحيث أن هذه الأنواع من اللحوم تٌعتبر صحيّة مستدامة، إذ وفقاً للمعهد الاميركي لأبحاث السرطان، فإن هذه الطريقة تحد من مخاطر الإصابة بالسرطان.
إن الطريقة الأبسط لتقليل استهلاك اللحوم هي في عدم استهلاكها في وجبات الافطار والتركيز على الحبوب الكاملة كدقيق الشوفان والفطائر المحشوة بالخضروات وغيرها من الخيارات الكثيرة.
إحدى الطرق الرائعة للحد من استهلاك اللحوم هي تكريس يوم واحد في الاسبوع لتناول الوجبات النباتية، وبالتالي فإن الالتزام بهذا اليوم لا يعني التزاما أبدياً بتحولك إلى النظام النباتي.
حمية البحر المتوسط هي واحدة من أصح الطرق لخفض استهلاك اللحوم، إذ يستبدل النظام الغذائي اللحوم بالسمك، الذي له تأثير بيئي أصغر وهو مفيد للقلب. هذه الحمية نباتية مليئة بالحبوب الكاملة والخضروات والفواكه والمكسرات والبذور والبقوليات، مع وجود كميات صغيرة فقط من الأسماك كبروتين حيواني رئيسي، ولا تحتوي الكثير من منتجات الألبان.
إن استبدال اللحوم بالفاصولياء والبازلاء والعدس كمصدر للبروتين، بحسب الخبراء، هو وسيلة صديقة للبيئة لتقليل استهلاك اللحم البقري. فعندما يزرع المزارعون أطعمة كاملة مثل الفول والعدس، فإنهم في الواقع يخصبون التربة ويقللون الحاجة الى استخدام الأسمدة التي تسبب دماراً هائلاً للمياه الجوفية. كذلك فإن البقوليات هي مصدر كبير للألياف والبروتيين.
تلعب الأغذية المصنعة دوراً في التأثير السلبي على المناخ، لذلك فإن الاعتماد على الأغذية الكاملة والمحلية التي ينتجها المزارعون في أراضيهم هي طريقة مثالية للحفاظ على المناخ.
يجب الحرص على تناول كميات أقل من الطعام، فعلى سبيل المثال إذا كان الشخص يتناول 200 سعرة حرارية أكثر مما يحتاج إليه في اليوم فهذا يعني أن هناك 200 سعرة حرارية من الأغذية لا ضرورة من انتاجها ولهذا انعكاسات بيئية سلبية.
ترتبط كمية السعرات الحرارية المثالية التي يجب تناولها خلال النهار ارتباطا وثيقا بممارسة الفرد للرياضة. فمثلا إذا الشخص لا يمارس الرياضة أبداً فيتم احتساب السعرات الحرارية الضرورية عبر ضرب معدل الأيض الأساسي، أي هي قيمة الطاقة التي يتطلبها الجسم خلال يوم واحد لإعادة صيانة وظيفته في حين يكون الجسم في حالة راحة تامة أو ما يعرف ب Basal Metabolic Rate ،(BMR) ب 1.2؛ أما الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل اليومي فيتم احتساب كمية السعرات الحرارية اللازمة عبر ضرب الBMR ب 1.9.
وذلك من خلال استخدام أجهزة خاصة لإعادة تدوير الفضلات وتحويلها إلى أسمدة ومواد مغذية حيوية للنباتات. فإنشاء صندوق للسماد العضوي في فناء المنزل أمر مذهل ولديه العديد من الفوائد.
يقع على عاتق كل شخص منّا مسؤولية الحفاظ على البيئة والمساهمة في إيجاد حلول للمشاكل المناخية التي أصبحت تهدد نوعية الحياة على كوكب الأرض.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول