يمكن للعلماء الآن قراءة أفكارك: الذكاء الاصطناعي يحول أفكار البشر إلى نصوص فورية

2023-05-03 2023-05-03T13:48:44Z
رنا السيلاوي
رنا السيلاوي
محرر أخبار - قسم التواصل الاجتماعي

طقس العرب - لطالما كانت أفكار الأشخاص لغزاً غامضاً يسعى الإنسان لفهمه حتى يتمكن من قراءة أفكار غيره، وهذا ما كشفت عنه دراسة جديدة عن تكنولوجيا قراءة الأفكار، حيث تمكن العلماء من نسخ أفكار الأشخاص في الوقت الفعلي بناءً على تدفق الدم في أدمغتهم، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

 

وشملت تجارب الدراسة وضع 3 أشخاص في أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس سرعة تدفق الدم، فيما تم الاستماع إلى ما يدور في أدمغتهم من أفكار وتفسيره بواسطة "وحدة فك ترميز"، تضم نموذجاً حاسوبياً لتفسير نشاط دماغ الأشخاص وتكنولوجيا معالجة اللغة المشابهة لتقنية روبوت الدردشة ChatGPT للمساعدة في إنشاء كلمات محتملة.

 

وبالفعل نجحت التقنية الجديدة في قراءة النقاط الرئيسية لما دار في عقول المشاركين. وإن لم تكن القراءة مطابقة بنسبة 100%، إلا أنها تعد المرة الأولى من نوعها، بحسب ما ذكره الباحثون من جامعة تكساس، التي يتم فيها إنتاج نص متداول، وليس مجرد كلمات أو جمل مفردة، دون استخدام غرسة دماغية.

مخاوف بشأن الخصوصية العقلية

يُثير هذا الاختراق مخاوف بشأن "الخصوصية العقلية" لأنها قد تكون الخطوة الأولى في القدرة على التنصت على أفكار الآخرين، خاصة وأن التقنية تمكنت من تفسير ما كان يراه كل مشارك يشاهد أفلاماً صامتة أو من كان يتخيل أنه يقوم برواية قصة.

لكن الباحثين أوضحوا أن الأمر استغرق 16 ساعة من التدريب، مع أشخاص يستمعون إلى البودكاست أثناء وجودهم في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث تمكن برنامج الكمبيوتر من فهم أنماط أدمغتهم وتفسير ما يفكرون فيه.

 

وقال جيري تانغ، المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة تكساس في أوستن، إنه لا يستطيع إثبات "شعور زائف بالأمان" بأن التكنولوجيا قد لا يكون لديها القدرة على التنصت على أفكار الناس في المستقبل، وقال إنه يمكن "إساءة استخدامها" الآن.

 

لكنه قال: "نحن نأخذ على محمل الجد المخاوف من أنه يمكن استخدامه لأغراض سيئة، ونريد تكريس الكثير من الوقت لمحاولة تجنب ذلك". وتابع: "نريد أن نتأكد من أن الناس يستخدمونها فقط عندما يريدون ذلك ، وأن ذلك يساعدهم."

 

كذلك أعرب عن اعتقاده أنه "في الوقت الحالي، وبينما التقنية في مثل هذه الحالة المبكرة، فمن المهم أن يكون هناك وضع استباقي وأن يتم البدء، على سبيل المثال، بسن سياسات تحمي الخصوصية العقلية للبشر، وتعطي كل إنسان الحق في أفكاره وبيانات الدماغ، وألا يتم استخدامه في غير غرض مساعدة الشخص نفسه".

تطبيق التقنية على شخص سراً

فيما يتعلق بالمخاوف من إمكانية استخدام التكنولوجيا على شخص ما دون علمه، يقول الباحثون إن النظام لا يمكنه قراءة أفكار الفرد إلا بعد تدريبه على أنماط تفكيره، لذلك لا يمكن تطبيقه على شخص ما سراً.

وقال كبير الباحثين المشاركين في الدراسة من جامعة تكساس، ألكسندر هوث، إنه "إذا كان الشخص لا يريد فك تشفير فكرة ما من دماغه، فيمكنه ببساطة التحكم في ذلك باستخدام إدراكه فقط - يمكنه التفكير في أشياء أخرى، ثم ينهار كل شيء"، مشيراً إلى أن بعض المشاركين قاموا بالفعل بتضليل التقنية من خلال استخدام طرق مثل سرد أسماء الحيوانات عقلياً، لمنعها من قراءة أفكارهم.

 

إلى ذلك تعتبر التقنية الجديدة غير مألوفة نسبياً في مجالها، أي في مجال قراءة الأفكار دون استخدام أي نوع من زراعة غرسات بالدماغ، وتتميز بأنه لن تكون هناك حاجة لعملية جراحية.

 

وإن كان الأمر بالمرحلة الحالية يتطلب جهازاً ضخماً ومكلفاً للتصوير بالرنين المغناطيسي، لكن من الممكن أن يرتدي الأشخاص في المستقبل رقعاً على رؤوسهم تستخدم موجات من الضوء لاختراق الدماغ وتوفير معلومات عن تدفق الدم، مما قد يسمح باكتشاف أفكار الأشخاص أثناء تنقلهم.

 

التقنية قد تساعد بعض الأشخاص

يأمل الباحثون في أن الاختراق يمكن أن يساعد الأشخاص، أصحاب الهمم أو ضحايا السكتات الدماغية أو مرضى العصبون الحركي، ممن يكون لديهم وعي عقلي، لكنهم غير قادرين على الكلام.

 

وعلى عكس تقنيات قراءة الأفكار الأخرى، تعمل التقنية عندما يفكر الشخص بأي كلمة، وليس فقط مضاهاة الأفكار بتلك الموجودة في قائمة محددة. حيث تعتمد التقنية على اكتشاف النشاط في مناطق تكوين اللغة في الدماغ، على عكس التقنيات الأخرى المماثلة التي تكتشف عادة كيف يتخيل شخص ما تحريك فمه لتكوين كلمات محددة.

 

وقال هوث أنها "قفزة حقيقية للأمام مقارنة بما تم القيام به من قبل، خاصة وأنها لا تحتاج إلى إجراء عملية جراحية، ولا تقتصر على تفسير مجرد كلمات أو جمل غير مترابطة".

 

اقرأ أيضا: 

كيف يمكن لبعض الروائح أن تحيي فينا ذكريات معينة

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟

رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟

مربعانية الشتاء.. ماذا تعني في الموروث الجمعي في المشرق العربي؟

مربعانية الشتاء.. ماذا تعني في الموروث الجمعي في المشرق العربي؟

تحديث جوي : سحب ممطرة على مقربة من شمال المملكة وفرصة لزخات من الأمطار الساعات القادمة

تحديث جوي : سحب ممطرة على مقربة من شمال المملكة وفرصة لزخات من الأمطار الساعات القادمة

كتلة هوائية أبرد من المعتاد تؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزيادة متوقعة في برودة الأجواء

كتلة هوائية أبرد من المعتاد تؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزيادة متوقعة في برودة الأجواء