طقس العرب-اقتصاد الآن - تشهد الكرة الأرضية حاليًا تصاعدًا ملحوظًا في حدة الكوارث الطبيعية، حيث تتسارع وتيرة الأحداث الجوية المتطرفة بشكل غير مسبوق، فبعد عقود من الاعتياد على الأعاصير والجفاف وحرائق الغابات والفيضانات والرياح العاتية، نواجه الآن موجة جديدة من الدمار والتخريب، ففي العام الماضي فقط عانى العالم من سلسلة من الكوارث المناخية المدمرة، مثل إعصار إيداي الذي أودى بحياة الآلاف، وموجات الحر القاتلة في عدة مناطق، والفيضانات الشديدة في جنوب شرق آسيا، وهذه الأحداث لا تمثل سوى جزء من الاتجاه المتصاعد لأحداث الطقس المتطرفة التي أصبحت أكثر شدة وتكرارًا.
ويعود السبب في تصاعد هذه المخاطر إلى التغيرات المناخية العالمية، التي أدت إلى تفاقم الأزمات الجوية وتضخيم تأثيراتها، وارتفاع درجات حرارة الهواء والماء يعزز من تفاقم الكوارث الطبيعية، مثل زيادة مستوى سطح البحر وتفجر العواصف والجفاف الحاد، مما يجعل هذه الأحداث أكثر خطورة وتأثيرًا، ونتائج هذه الظواهر على الأرضية البشرية والبيئية مدمرة، مع زيادة أعداد المشردين والخسائر الاقتصادية والتهديدات البيئية التي تواجهها العديد من المناطق حول العالم.
في مارس 2019، اجتاح إعصار إيداي مناطق في زيمبابوي وملاوي وموزمبيق، مخلفًا وراءه أكثر من 1000 ضحية ودمر حياة الملايين من خلال فقدان المأوى والخدمات الأساسية، وبعد ستة أسابيع ضرب إعصار كينيث شمال موزمبيق، وهو منطقة لم تشهد مثل هذا الدمار منذ عصر الأقمار الصناعية، مما زاد من حجم المعاناة والدمار.
شهدت أستراليا بداية عام 2020 أسوأ موسم لحرائق الغابات في تاريخها، حيث أتت النيران على أكثر من 10 ملايين هكتار، مما أسفر عن مقتل 28 شخصًا وتدمير مجتمعات كاملة، وتسببت الحرائق في خسائر فادحة في الحياة البرية، حيث قُتل أكثر من مليار حيوان، مما أثر بشكل كبير على التوازن البيئي.
أدى الجفاف الممتد في منطقة القرن الأفريقي، المتفاقم بسبب تغير المناخ، إلى القضاء على المحاصيل والثروة الحيوانية في إثيوبيا وكينيا والصومال، وترك الجفاف 15 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، في حين لم يتم تمويل جهود الإغاثة بشكل كافٍ، مما زاد من معاناة السكان المحليين.
أجبرت الفيضانات والانهيارات الأرضية في الهند ونيبال وبنجلاديش 12 مليون شخص على النزوح من منازلهم، وشهدت المنطقة فيضانات شديدة، بعضها هو الأسوأ منذ 30 عامًا، مما أدى إلى تدمير ممتلكات وتهديد حياة الناس، والأمطار الموسمية المكثفة المدفوعة بارتفاع درجات حرارة سطح البحر ساهمت كذلك في تفاقم الفيضانات.
يعاني الممر الجاف في أمريكا الوسطى من أزمة جفاف مطولة، تفاقمت بسبب ظاهرة النينيو وتغير المناخ، حيث شهدت دول مثل غواتيمالا وهندوراس والسلفادور ونكاراغوا جفافًا يمتد لستة أشهر أو أكثر، مما أدى إلى فشل المحاصيل وترك 3.5 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية و2.5 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
شاهد أيضاً:
10 أشياء يجب أن تعرفها عن هونولولو
10 ألغاز للمحيطات تحير العلماء
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول