طقس العرب - كان الناس يعلمون أن الزمن لا يمكن إيقافه، وأنه من المهم معرفته وحسن استخدامه، لذلك اجتهد الإنسان منذ أقدم العصور في اختراع أدوات قياس الوقت والتقويم والتي تطورت إلى الساعات، وقبل أن تظهر الساعات في شكلها الحالي كانت الحضارات القديمة تستخدم سبلاً مُختلفة لمَعرفة الوقت مثل: الاعتماد على الأجرام السماوية ومواد أخرى، فاستخدم الناس الساعات الشمسية، والساعات المائية، والساعات الرملية، والساعات الشمعية، والساعات البخورية، والساعات الميكانيكية ذات التروس والموازين، والساعات الفلكية.
كان للمسلمين دورٌ كبيرٌ في اختراع الساعة الرملية والساعة المائية، لما كان للوقت من أهمية خاصة لديهم وذلك لحاجتهم إلى معرفة أوقات الصلاة ورفع الأذان، ومواقيت الصيام والأعياد والحج، وقد بدأ الأمر قديماً بالساعة المائية البسيطة التي كانت تستخدم في مصر قبل عام 1500 ق.م. والتي كانت تتكون من طاسة اسطوانية مدرجة بأقسام تقيس كمية الماء النازل من ميزاب صغير في أسفلها.
أما الساعات المائية المعقدة فبدأت قصتها منذ القرن الثالث عشر، مع رجل عبقري يدعى إسماعيل بن الرزاز الجزري، من ديار بكر في جنوب شرق تركيا، كان مسلماً تقيا ومهندساً بارعاً، وبحلول عام 1206م كان الجزري قد صمم وصنع ساعات كثيرة من مختلف الأشكال والأحجام، وقد ألف كتابا في الهندسة الميكانيكية عنوانه "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل" ورَدَ فيه وصف لخمسين جهازاً ألياً موزعة على ست فئات بما فيها الساعات المائية.
@arabiaweatherjo ##weather ##ramadan ##رمضان ##explore ##اكسبلووووورررر ##اكسبلوووور ##clock ##ساعة ##time ##الوقت
كما ينسب للعالم عباس بن فرناس اختراع ساعة لقياس الوقت وأوقات الصلاة بشكل خاص، سميت بالميقانة، حيث كان لها شكل دائري مقسم إلى أقسام متساوية، والزوايا تشير إلى الدقائق والثواني، وكانت الميقاتة تعمل عن طريق قياس الظل وزواياه ودرجاته.
وكانت إحدى ابداعات الجزري ساعة الفيل الاسطورية، ففي نهاية القرن الثاني عشر الميلادي صنع الجزري هذه الساعة المعقدة، وجمع فيها علامات وأشكال تعبر عن تنوع الحضارات البشرية، ليظهر طبيعة عالمية الإسلام الذي كان يمتد وقتها من إسبانيا إلى أواسط آسيا، وكانت ساعة الفيل عِبارة عن ساعةٍ مائيّة على شكل فيلٍ ضخم، يعلوه بيت صغير، ويقود الفيل رجال آليون (روبوت)، ويوجد تنين وطائر العنقاء؛ حيث يُمثّل الفيل الحَضارة الهندية، ويُمثّل التنين الحضارة الآسيوية، أمّا طائر العنقاء فيُمثّل الحَضارة المصريّة القديمة، ورجلا آليا بعمامة (رمزا للحضارة العربية الإسلامية)، وسجادة فارسية. واستخدم الجزري في هذه الساعة تقنية الأوزان وسلسلة نقل الحركة الميكانيكية.
وفي بداية القرن الثاني عشر طوّر الفلكيّون المُسلمون الساعة الفلكية والمزاول واستَخدموها في المَساجد، ومن أشهر من ساهم في عمليّة تطويرها الجزري وابن الشاطر وأبو الريحان البيروني، فقد كانت مؤشرات الساعة القديمة ذات خطوط ساعات طولية، لذا كانت الساعات التي تقدرها غير متساوية، وكانت تتغير بحسب الفصول، بحيث يقسّم اليوم إلى 12 جزء بغض النظر عن كونه في أي وقت في العام هو، لذا فقد كانت الساعات أقل في الشتاء وأكبر في الصيف. وكانت الساعات المتساوية الطول من اختراع ابن الشاطر في عام 1371، والتي اعتمدت على التطورات التي أحدثها البتاني في علم حساب المثلثات.
أدرك ابن الشاطر أنه "عند استخدام عقرب مزولة موازي لمحور الأرض، فإنه ستكون لديه ساعة شمسية توضح قيم ساعات ثابتة على مدار العام". وتعد ساعة ابن الشاطر أقدم ساعة قطبية المحور، وثم انتقل هذا المفهوم إلى الغرب عام 1446.
وفي مجال الساعات الميكانيكية وصف المهندس تقي الدين الشامي في كتابه الكواكب الدرية في وضع البنكامات الدورية، الذي كتبه حوالي عام 1556، ساعة تتكون من قضيب وتروس متقاطرة ومنبه تتحرك تحت تأثير الوزن، وتوضح أطوار القمر . فكان المنبه يحدد بوضع وتد في عجلة المؤشر عند الوقت المحدد. وكانت ساعته تحتوي على ثلاث مؤشرات تشير إلى الساعات والدقائق والثواني. أنشأ تقي الدين الشامي بعد ذلك ساعة لمرصده في إسطنبول، كان ذلك ابتكارًا هامًا في القرن السادس عشر في علم الفلك التطبيقي، حيث أنه وحتى القرن العشرين، لم تكن الساعات دقيقة بما يكفي لاستخدامها في الأغراض الفلكية. كما صنع صانع الساعات ميشور شاه ديدي في عام 1702، ساعة تقدّر الدقائق.
تطور الساعات في العالم
استمر تطور الساعات وأدوات قياس الوقت حتى ظهرت ساعة البندول في القرن السادس عشر، وفي عام 1675، ابتكر كرستيان هوغينز ما يعرف بـ “نابض الاتزان”، وكان لهذا الاختراع أثر مهم في تطور صناعة الساعات، فتم صناعة الساعة صغير الحجم المحمولة في اليد بدلاً من الساعات كبيرة الحجم التى كانت تعلق بالحائط أو توضع على الأرض. لكن في منتصف القرن الـ 19، انتشر ساعات اليد على يد آروندينسون، وادوارد هوارد، حيث انتجا ما يزيد عن 1000 ساعة يد.
ثم ظهرت ساعات الكوارتز، وهي تطوير تم إدخالها على ساعة اليد، واعتمد هذا النوع من الساعات على الكهربية الانضغاطية لبلورات الكوارتز، التى اكتشفها العالمان بيير وجاك كوري في العام 1880، وقد صنعت أول ساعة من هذا النوع في كندا في بداية القرن الـ 20، ثم انتشرت على مستوى العالم، وما زالت تصنع حتى اليوم.
اقرأ المزيد في سلسلة - اكتشافات غيرت العالم | الكاميرا
اقرأ المزيد في سلسلة - اكتشافات غيرت العالم | الصابون
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول