طقس العرب- يشمل مصطلح المطر الحمضي أو الترسيب الحمضي أي شكل من أشكال الهطول المطري الذي يحتوي على مكونات حمضية، أشهرها حمض الكبريتيك وحمض النتريك، وفقًا لوكالة حماية البيئة (EPA).
والهطول المطري لا يشمل فقط الأمطار الرطبة أو السائلة، بل يشمل التعريفُ الثلج الحمضي والضباب والبرد إضافًة للغازات والغبار.
وينقسم الترسيب الحمضي للترسيب الرطب الذي يحتوي على ماء، وللترسيب الجاف المتكون من الغبار أو الغازات.
تتعدد الأسباب المؤدية لتشكّل الأمطار الحمضية، حيث تلعب الأنشطة الحضارية دورًا هامًا في زيادة الملوثات الجوية الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري والمخلفات البشرية
ولا يعد الإنسان المسؤول الوحيد عن تشكل الأمطار الحمضية، إذ تعدّ الكوارث الطبيعية عاملًا أيضًا، حيث تعد البراكين مثالًا واضحًا للكوارث الطبيعية الملوثة، تعمل على إطلاق الملوثات بكميات كبيرة نحو الجو خصوصًا المُركبات المحتوية على الكبريت.
ويعد ثاني أكسيد الكبريت (SO2) وأكاسيد النيتروجين (NOx) المنطلقين في الهواء، والناتجين من محطات الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري ووسائل النقل والمركبات ومصافي النفط، السبب الأكبر للأمطار الحمضية اليوم، وفقًا لوكالة حماية البيئة.
يختلط ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين مع الماء والأكسجين والمواد الكيميائية الأخرى في الغلاف الجوي محدثةً تفاعلًا كيميائيًا تتحول خلالها الأكاسيد لأحماض الكبريتيك والنتريك التي تختلط بدورها مع مياه الأمطار مشكلة ما يسمى بالمطر الحمضي.
الاحتباس الحراري يهدد بإغراق جزيرة توتي السودانية
يؤثر المطر الحمضي على كل شيء تقريبًا، خاصّة الإنسان والبيئات الحيوية المختلفة، إضافًة لامتداد تأثيره للمباني والمنشآت العمرانية والتماثيل
وتعد البيئات المائية، مثل الجداول والبحيرات والمستنقعات والبحار وغيرها، الأكثر تضررًا بالأمطار الحمضية ، إذ تعمل على تغييّر تركيبتها، ، ما قد يُضر بالأسماك والكائنات المائية وغيرها من الحيوانات البرية الأخرى.
ويحتوي المطر الحمضي على النيتروجين الذي يسبب تلوثًا جزئيًا في المياه الساحلية مما يتسبب في انخفاض أعداد الأسماك والمحاريات في تلك المناطق.
ويعمل المطر الحمضي على ترشيح الألومنيوم من التربة، والذي يعد عنصرًا ضارًا للنباتات والحيوانات.
كما تزيل هذه الأمطار المعادن والمواد المغذية التي تحتاجها الأشجار للنمو من التربة.
وتعد الأشجار الميتة من المشاهد الشائعة في المناطق المتضررة بالأمطار الحمضية، إضافًة لإضعاف قدرة الأشجار الموجودة على تحمل درجات حرارة التجمد في المناطق المرتفعة، حيث يُجرّد الأوراق من العناصر الغذائية وبالتالي تصبح الأشجار أقل قدرة على امتصاص أشعة الشمس.
ويتسبب الترسيب الجاف في إتلاف أسطح التماثيل والمباني وغيرها من الهياكل التي يصنعها الإنسان. إذ يؤدي إلى تدهور الطلاء والحجر بسرعة أكبر وتلّوث أسطح المباني والهياكل الأخرى مثل الآثار بالغبار.
وعواقب هذا الضرر ، يُمكن أن تكون مكلفة حيث تحتاج المواد التالفة إلى إصلاح أو استبدال مما يزيد من تكاليف الصيانة، وفقدان التفاصيل على التماثيل الحجرية والمعادن والمعالم الأثرية وشواهد القبور.
ويؤثر المطر الحمضي على صحة الإنسان وأعضائه الحيوية، فقد يتفاعل ثاني أكسيد الكبريت وأكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي لتكوين جسيمات كبريتات ونترات دقيقة تصل إلى الرئتين عبر التنفس.
وأظهرت العديد من الدراسات العلمية وجود علاقة بين هذه الجزيئات والتأثيرات على وظائف القلب، مثل النوبات القلبية، إضافًة للتأثيرات على وظائف الرئة، مثل صعوبة التنفس للأشخاص الذين يعانون من الربو.
ماذا سيحدث للأرض لو توقفت عن الدوران؟
كتابة: ولاء المناصير
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول