طقس العرب - تَمَكّن مرصد الختم الفلكي التابع لمركز الفلك الدولي، فجر اليوم السبت 24 ديسمبر 2022م، من رصد وتصوير ظاهرة فلكية نادرة شوهدت من مناطق في دولة الإمارات، تتمثل في اختفاء نجم لمدة 8 ثوانٍ؛ بسبب مرور كويكب اسمه "ثولي" (279 Thule) أمام أحد نجوم برج الثور يسمى (HIP 20917)؛ حيث لا يمكن رصد هذه الظاهرة إلا من مناطق معينة تقع داخل شريط ضيق لا يتجاوز عرضه 130 كيلومترًا كان يعبر النصف الجنوبي من دولة الإمارات وبعض الدول المجاورة، ومنها أجزاء من سلطنة عمان وقطر والبحرين وشمال السعودية وجنوب الأردن وجنوب فلسطين. وقد تَصَادف مرور هذا الشريط الضيق فوق مرصد الختم الفلكي في منطقة الختم في إمارة أبوظبي.
وأوضح المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي في بيانٍ أورده لـ"سبق"، أن قُطر الكويكب "ثولي" يبلغ 126 كم فقط، وكان يقع وقت الاحتجاب على مسافة 474 مليون كم من الأرض؛ في حين يبعد عنا النجم 37 سنة ضوئية.
وأضاف "عودة": بيّنت الحسابات الفلكية المسبقة بالنسبة لموقع المرصد، أن الكويكب سيعبر أمام النجم ويبدأ الاحتجاب يوم السبت 24 ديسمبر في الساعة 3 فجرا دقيقة بتوقيت الإمارات، ويستمر الاحتجاب لمدة 8 ثوانٍ فقط، وخلال هذه الفترة يختفي النجم عن الأنظار بسبب مرور الكويكب الخافت أمامه.
وتابع: استعدادًا للاحتجاب، تم توجيه التلسكوب الرئيسي لمرصد الختم الفلكي والبالغ قطره 14 إنش، نحو النجم في الساعة الثالثة فجرًا، وفور توجيه التلسكوب نحوه شوهد من خلال الأجهزة بوضوح، وبقي النجم ظاهرًا إلى أن اختفى في الساعة 3 فجرًا و27 دقيقة و59.953 ثانية، واستمر الاحتجاب لمدة 8 ثوانٍ إلى أن عاد للظهور في الساعة 3 فجرًا و28 دقيقة و08.460 ثانية.
وأكد الفلكي "عودة" أن هذا الرصد يعتبر من الأرصاد الفلكية الصعبة لعدة أسباب؛ منها الخفوت النسبي للمعان النجم والكويكب، فالنجم يلمع من القدر 7.7، والكويكب يلمع من القدر 14.6، وهذه القِيَم تحتاج إلى كاميرا حساسة لتتمكن من تصوير النجم خلال مدة تعريض مقدارها 0.03 ثانية فقط. كما أن الاحتجاب حدث والنجم يقع على ارتفاع منخفض في السماء يبلغ 25 درجة فقط؛ مما يجعله أخفت ظاهريًا ويزيد من اضطرابات الغلاف الجوي عليه؛ مبينًا أن الاحتجاب حدث بعد مرور كتلة من السحب غطت المنطقة لعدة ساعات قبل الاحتجاب، وبقيت السماء صافية لفترة وجيزة وقت الاحتجاب، ليدخل بعد أقل من ساعة من الاحتجاب غطاء سحابي كبير.
وأشار إلى أن احتجاب النجوم من قِبَل الكويكبات عادةً ما تكون فورية؛ لأن النجوم مصادر نقطية لا قُطر يُذكر لها كما يشاهد من الأرض؛ إلا أنه وفي حالات قليلة لا يحدث الاحتجاب بشكل فوري ويختفي النجم تدريجيًّا، وهذا ما حدث في هذا الاحتجاب حيث احتاج النجم إلى حوالي ثانية واحدة تقريبًا ليختفي بشكل كامل، مما يشير إلى أن لهذا النجم قُطرًا ظاهريًّا ملموسًا.
وذكر مدير مركز الفلك الدولي أن الاحتجابات الفلكية من الظواهر الفلكية التي تقدم معلومات قيمة للعلماء؛ فمن خلالها تمت العديد من الاكتشافات، ومنها اكتشاف حلقات كوكب أورانوس ونبتون، وتحديد الأقطار الظاهرية لبعض النجوم، وتحديد شكل حواف القمر، وتحديد شكل وأحجام بعض الكويكبات، وتحديد وتنقيح مدارات كواكب وكويكبات المجموعة الشمسية، ومن أهم الاكتشافات التي تمت من خلال رصد الاحتجابات؛ اكتشاف أقمار لبعض الكويكبات؛ لذا يولي مركز الفلك الدولي أهمية كبرى لمثل هذه الظواهر، ويقوم بتزويد نتيجة أرصاده للجهات العالمية المعنية بهذه الأرصاد، ومنها منظمة توقيت الاحتجابات الفلكية في الولايات المتحدة.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول