ما الأسباب التي أدت إلى وصول أزمة كورونا في الهند إلى مرحلة كارثية؟

2021-04-27 2021-04-27T10:38:49Z
رنا السيلاوي
رنا السيلاوي
محرر أخبار - قسم التواصل الاجتماعي

طقس العرب - تسجل الهند الآن أكثر من مليون حالة إصابة بفيروس كورونا كل ثلاثة أيام، ويُعتقد أن الأعداد أعلى من ذلك، إذ أن هناك حالات لا يتم فحصها وتسجيلها في بلد شاسع مثل الهند، حيث غالبًا ما تكون المتابعة الصحية العامة ضعيفة، كما تجاوز عدد الوفيات اليومية 2800 وفاة يوم الأحد ، ولكن يُعتقد أيضاً أن الأعداد أعلى من ذلك بعدة مرات، فما الأسباب التي أدت إلى أسوأ تفشي لفيروس كورونا في العالم؟

 

اقرأ المزيد | الهند تواجه كارثة حقيقية مع تسجل أرقاما قياسية بإصابات فيروس كورونا وامتلاء المستشفيات ومحارق الجثث

 

يعتقد علماء الأوبئة وغيرهم من الخبراء بأن العديد من العوامل قد تضافرت خلال الأشهر الماضية لتصل الهند إلى نقطة حرجة في أسوأ انتشار لـفيروس كورونا (Covid-19) في العالم، وفيما يلي أهم هذه الأسباب:

 

  • التحور التي حدث للفيروس

قد يكون التحور التي ظهر على فيروس كورونا في الهند أحد الأسباب التي جعلت الموجة الثانية هي الأشد عالميا، حيث ضمت النسخة المتحورة من الفيروس "طفرة مزدوجة" وأصبح قادراً على الانتشار بسهولة أكبر وعلى التهرب من جهاز المناعة في جسم الاإنسان، على الرغم من أن علماء الفيروسات لاحظوا أنه لا يبدو أن سلالة الفيروس المتحور هي السلالة السائدة في جميع أنحاء البلاد، ولم يتم أخذ عينات كافية من الفيروس للتأكد من مدى انتشاره، لكنه يبقى أحد الأسباب والعوامل التي ساهمت في تفاقم الأزمة.

 

  • الإخفاقات السياسية 

كانت الهند قد خففت إلى حد كبير من إجراءات التباعد الاجتماعي والحجر الصحي بحلول شهر مارس - وهو قرار يُنظر إليه الآن على أنه سوء تقدير كبير للسياسيين وأصحاب القرار في البلاد، فقد بدأت أعداد الحالات الرسمية في الهند في الانخفاض بشكل حاد منذ سبتمبر. كان من الممكن أن تكون فرصة لدعم نظام الرعاية الصحية في البلاد وبناء البنية التحتية للتطعيم قبل أن تضرب الموجة الثانية، والذي حذر العديد من العلماء من أنه أمر لا مفر منه.

(عدد الإصابات اليومية منذ بدء الجائحة حتى يوم 27 ابريل)
 

وبدلاً من ذلك ، واصل رئيس الوزراء الهندي ، ناريندرا مودي ، المضي قدمًا في تنظيم التجمعات الانتخابية ، حيث تفاخر بحجم الجماهير ، و مباريات الكريكيت التي تجري في ملعب جديد يحمل اسمه. وقد أعلن حزبه "بهاراتيا جاناتا" فير فبراير متفاخراً أن الهند تغلبت على فيروس كورونا.

 

ومن الأحداث التي سُمح لها في البلاد ما يسمى ب "Kumbh Mela"، أشهر المهرجانات الدينية في البلاد وأحد أكبر التجمعات في العالم ، والذي جذب ملايين الحجاج إلى ضفاف نهر الغانج على مدار عدة أسابيع، متجاهلين مخاطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا.

بالإضافة إلى استحالة تطبيق إجراء التباعد الاجتماعي بالنسبة للعديد من الهنود، الذين يعيشون في أحياء فقيرة مزدحمة أو يجبرون على العمل من أجل البقاء. بالرغم من أن هذا الاجراء ساعد كثيرا في إبطاء انتشار العدوى العام الماضي بين الهنود الذين تمكنوا من تطبيقه، وخاصة أفراد الطبقة المتوسطة في المدن الكبرى.

 

لكن بسبب القرارات السياسية الخاطئة، أخذ العديد من الهنود حذو قادتهم، وتخلوا عن هذه الإجراءات خلال فبراير ومارس ، وعادوا إلى المطاعم والصالونات ومراكز التسوق، فكان هذا قرارًا قاتلاً بالنسبة للبعض.

(عدد الوفيات اليومية منذ بدء الجائحة حتى يوم 27 ابريل)
 

 

  • ضعف النظام الصحي

يوجد في الهند العديد من المستشفيات والأطباء المتميزين، لكن يعتبر نظام الرعاية الصحية الحكومي أحد أكثر أنظمة الرعاية الصحية ضعفًا في العالم ، حيث يخصص له ما يزيد قليلاً عن 1% من الناتج المحلي الإجمالي، وهناك ما نسبته - طبيب واحد لكل 1000 شخص، وينخفض ​​هذا الرقم أكثر في المناطق الريفية والمناطق الفقيرة.

 

والنتيجة هي نظام صحي هش، يتضمن عدد أقل من الأسرة والإمدادات اللازمة من المعدات الطبية والأدوية والأكسجين التي لا يمكنها تحمل العدد الكبير من الاصابات. كما يعني أيضًا قدرة أقل على تتبع حجم الوباء. في المناطق الريفية على وجه الخصوص ، يُعتقد أن معظم الناس يموتون في المنزل ، وسبب وفاتهم غير مسجل.

(عدد الأسرة المخصصة لمرضى كورونا في المستشفيات حتى يوم 25 ابريل 2021 - اللون الرمادي عدد الأسرة الشاغرة - اللون الاحمر عدد الأسرة المستخدمة)
 

 

  • اللقاحات

بدأت الهند كأكبر منتج للقاحات في العالم، وتواصل إنتاج أكثر من 80 مليون جرعة في الشهر ، ولكن الصين والولايات المتحدة تتفوق عليها الآن، بعد أن استثمرتا بشكل كبير في تصنيع اللقاحات العام الماضي. وبالرغم من هذا الانتاج الكبير من جرعات اللقاح في الهند إلا أنها تعاني من النقص، على الرغم من أن الاقبال على أخذ اللقاح بين الهنود كان أقل من المتوقع ، حيث تلقى حوالي تسعة من كل 100 شخص جرعة واحدة على الأقل حتى الآن.

 

وبسبب حجم البلاد والعدد الكبير للسكان في الهند، لا تتوفر جرعات كافية من التطعيم، بالرغم من أنه يعتبر الطريقة الأفضل للخروج من الوباء، لتقدير العدد: منذ يوم السبت، تم إعطاء حوالي مليار جرعة من اللقاح في جميع أنحاء العالم، إذا تم استخدامها في الهند (جرعتين لكل شخص)، لكان العدد الإجمالي كافياً لتلقيح حوالي 500 مليون هندي، تاركاً حوالي 400 مليون شخص بانتظار جرعة واحدة من اللقاح.

See More
أخبار ذات صلة
اندفاع رياح قطبية نحو وسط المتوسط وثبات الأنماط الجوية على هذا الحال بقية الشهر

اندفاع رياح قطبية نحو وسط المتوسط وثبات الأنماط الجوية على هذا الحال بقية الشهر

رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟

رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟

تونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطق

تونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطق

ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة وطقس يميل للدفء في أغلب المناطق

ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة وطقس يميل للدفء في أغلب المناطق