4 طرق يُساهم فيها تغير المناخ في حدوث الظواهر الجوية المتطرفة

2021-09-04 2021-09-04T05:54:49Z
رنا السيلاوي
رنا السيلاوي
محرر أخبار - قسم التواصل الاجتماعي

طقس العرب - يشهد العالم مؤخرا ظواهر جوية أكثر شدة من المعتاد، موجات الحر والفيضانات القاتلة وحرائق الغابات الهائلة، يبدو أن تأثير تغير المناخ أصبح جليا للعالم أكثر، لكن كيف يتسبب تغير المناخ بحدوث الظواهر الجوية المتطرفة؟

 

تسببت الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري (غازات الدفيئة) في حبس الحرارة في الغلاف الجوي منذ بداية العصر الصناعي، ونتيجة لذلك، ارتفع متوسط ​​درجات الحرارة في العالم بمقدار 1.2 درجة مئوية.

 

تتوزع هذه الطاقة الإضافية بشكل غير متساوٍ على الأرض، وتدفع بعض الظواهر الجوية إلى التطرف مثل تلك التي رأيناها هذا الصيف. وبدون تخفيض الانبعاثات العالمية، يستمر تكرار مثل هذه الأحداث.

 

وفيما يلي أربع طرق يساهم بها تغير المناخ في حدوث ظواهر الطقس المتطرفة:

 

1. موجات حر أكثر سخونة وأطول في مدة التأثير

بالرغم من أن التحول الذي حدث في متوسط درجات الحرارة في العالم طفيف، إلا أنه تسبب بأن تصبح موجات الحر أكثر تواترًا وتطرفًا.

 

في المملكة المتحدة، تضاعف طول فترات الدفء في الخمسين عامًا الماضية، وموجات الحر القياسية في غرب كندا والولايات المتحدة أصبحت أطول وأكثر حدة.

 

في بلدة ليتون الواقعة غرب كندا، وصلت درجات الحرارة إلى 49.6 درجة مئوية، محطمة الرقم القياسي السابق بنحو 5 درجات مئوية. كانت مثل هذه الموجة الحارة الشديدة مستحيلة فعليًا بدون تغير المناخ.

 

كانت موجات الحر في غرب كندا والولايات المتحدة بسبب ظاهرة مناخية تسمى "القبّة الحرارية"، حيث يتم دفع الهواء الساخن في منطقة الضغط العالي لأسفل وحبسه في مكانه، مما يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة فوق قارة بأكملها.

 

 

إحدى النظريات تقول أن درجات الحرارة المرتفعة في القطب الشمالي (بسبب تغير المناخ) تتسبب في إبطاء التيار النفاث (jet stream)، مما يزيد من احتمالية وجود قباب حرارية.

 

وقبل أسابيع، أدت عاصفة في المحيط الهادئ، تغذيها درجات حرارة البحر الأكثر دفئًا من المعتاد، إلى تعطيل التيار النفاث (jet stream). وعندما تقوم عاصفة بتشويه التيار النفاث، الذي يتكون من تيارات هواء سريع التدفق، فإن الأمر يشبه إلى حد ما شد حبل قفز طويل من أحد طرفيه ورؤية التموجات تنتقل على طوله.

 

تتسبب هذه الموجات في إبطاء كل شيء بشكل كبير ويمكن أن تتعطل أنظمة الطقس في نفس المناطق لأيام متتالية.

 

 

والحرارة الاستثنائية لم تقتصر على أمريكا الشمالية هذا الصيف، ففي روسيا تسببت موجة الحر في ارتفاع درجات الحرارة لتصل للرقم القياسي المسجل منذ 120 عامًا. كما حطمت أيرلندا الشمالية درجات الحرارة القياسية ثلاث مرات في نفس الأسبوع، في حين تم تسجيل ارتفاع جديد لدرجات الحرارة في القارة القطبية الجنوبية.

 

 

2. تفاقم موجات الحر والجفاف

مع ازدياد حدة موجات الحر وطولها، يمكن أن تتفاقم موجات الجفاف. إذ تسقط أمطار أقل بين موجات الحر، لذلك تجف رطوبة الأرض وإمدادات المياه بسرعة أكبر.

 

وهذا بدوره يعني ارتفاع درجة حرارة الأرض بسرعة أكبر، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الهواء فوق الأرض وارتفاع حرارة الجو.

 

(في الشكل خريطة للعالم توضح أعلى درجات حرارة تم تسجيلها خلال حزيران/يونيو 2021)

 

كما يؤدي الطلب على المياه للاستهلاك البشري والزراعي إلى مزيد من الضغط على إمدادات المياه، مما يزيد من نقص المياه والجفاف.

 

بحلول منتصف يوليو في أعقاب موجات الحر في أوائل الصيف، كانت أكثر من ربع الأراضي الأمريكية تعاني من جفاف "شديد" و "استثنائي".

 

 

3. المزيد من حرائق الغابات

يمكن أن تندلع حرائق الغابات بسبب تدخل بشري (مثل الافتعال أو الاهمال)، لكن العوامل الطبيعية تلعب دورًا كبيرا في حدوث الحرائق.

 

أحد العوامل الطبيعية هذه هي فترات الحر الشديد وطويلة الأمد الناتجة عن تغير المناخ، والتي تسحب المزيد من رطوبة الأرض والغطاء النباتي، فتوفر ظروف الجفاف هذه وقودًا مثالياً للحرائق، والتي يمكن أن تنتشر بسرعة لا تصدق.

 

وقد شوهد تأثير الموجة الحارة على تطور الحرائق بطريقة متفجرة في غرب كندا هذا الصيف. كما اجتاحت حرائق الغابات مناطق عدة هذا الصيف منها الغابات في سيبيريا وفي جنوب تركيا، محولة أرض الغابات إلى أشجارا محترقة ورماد.

تطورت الحرائق هذا الصيف بسرعة شديدة، وأوجدت نظام الطقس الخاص بها، حيث تشكلت السحب "البيروكومولونية"، وأنتجت هذه الغيوم الهائلة البرق، وأشعلت المزيد من الحرائق.

 

4. المزيد من أحداث هطول الأمطار الغزيرة

في دورة الطقس المعتادة، ينتج الطقس الحار الرطوبة وبخار الماء في الهواء، والذي يتحول إلى قطرات لتكوين المطر. وكلما ازدادت درجة الحرارة، زاد البخار الموجود في الغلاف الجوي، مما ينتج عنه المزيد من الأمطار الغزيرة، وأحيانًا يكون الهطول في فترات زمنية أقصر وعلى مساحة أصغر.

(يوضح الرسم كيف تسبب درجات الحرارة القياسية هطول أمطار غزيرة. 1) زيادة حرارة الشمس تسبب تبخرًا أكبر 2) المزيد من الرطوبة تشكل السحب 3) هطول أمطار غزيرة)
 

وقد كانت الفيضانات التاريخية في الصين وألمانيا وبلجيكا وهولندا، شاهداً على التأثير المدمر الذي يمكن أن تحدثه أحداث هطول الأمطار الغزيرة، وترتبط أحداث هطول الأمطار هذه بتأثيرات تغير المناخ في أماكن أخرى، فعندما تنمو مناطق الجفاف (كما حدث في سيبيريا وغرب الولايات المتحدة)، تتساقط هذه المياه في مكان آخر، وفي نطاق أصغر، مما يؤدي إلى تفاقم الفيضانات كما حدث في فيضانات ألمانيا وبلجيكا المدمرة.

 

في الختام، نحن ندرك أن الطقس في جميع أنحاء العالم متغير دائمًا، لكن تغير المناخ يجعل ذلك أكثر تطرفًا. والتحدي الآن لا يقتصر فقط على الحد من تأثير الإنسان بزيادة غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ولكن علينا أيضا محاولة التكيف والتعامل مع التطرف في أحداث الطقس، والذي أصبحنا نواجهه بالفعل.

 

اقرأ المزيد: 

ما مدى ارتباط الأحداث المتطرفة التي يشهدها العالم الآن بتغير المناخ.. وكيف ساهم الإنسان في حدوثها

 

كيف يمكن لـ1.5 درجة مئوية فقط من الإحترار أن تغير الحياة على الكوكب بأكمله؟!

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
المسند: 3 من منازل الوسم انتهت والمربعانية تحل في هذا الموعد

المسند: 3 من منازل الوسم انتهت والمربعانية تحل في هذا الموعد

الزعاق: أول 20 يومًا من المربعانية تشبه الوسم.. والبرد يدخل علينا فجأة

الزعاق: أول 20 يومًا من المربعانية تشبه الوسم.. والبرد يدخل علينا فجأة

مصر | تعمق تأثير الموجة الباردة السيبيرية الليلة واستمرار برودة الأجواء يوم الثلاثاء

مصر | تعمق تأثير الموجة الباردة السيبيرية الليلة واستمرار برودة الأجواء يوم الثلاثاء

6 وجهات سياحية في الرياض تستحق الزيارة

6 وجهات سياحية في الرياض تستحق الزيارة