طقس العرب - يمكن أن يؤدي الصقيع غير المتوقع إلى تدمير المزروعات بسرعة، ويكون مدمرًا بشكل خاص للشتلات الرقيقة التي تكون حساسة للانخفاض المفاجئ في درجة الحرارة، حتى المزروعات المنتجة، يمكن أن تتضرر وتصبح غير منتجة، ويتضرر كذلك المحصول الناتج مما يسبب خسائر كبيرة للمزارعين.
يُعرَّف الصقيع (Frost) بأنه طبقة رقيقة من الجليد تتشكل عندما يتحول بخار الماء من الحالة الغازية إلى الصلبة، وذلك عندما يتعرض لدرجات حرارة أقل من نقطة التجمد، وعندما يصيب الصقيع النباتات يتحول الماء في الخلايا النباتية إلى بلورات ثلجية، مما يعطل حركة السوائل ويتلف أنسجة النبات.
يعتبر الصقيع الذي يتشكل عندما تكون درجة الحرارة بين -2 و0 درجة مئوية خفيفاً ولا يؤدي إلى إحداث قدر كبير من الدمار على النباتات مثل الصقيع القاسي الذي يتشكل عند درجة حرارة تقل عن -2 درجة مئوية.
من المهم أولاً متابعة حالة الطقس وتوقعات الأرصاد الجوية التي تنبه من خطر تشكل الصقيع، وهناك بعض الظروف البيئية التي تزيد عادةً من فرص تشكل الصقيع، وهي:
السماء الخالية من الغيوم: حيث ترتفع فرص تشكل الصقيع في الليالي التي تكون فيها السماء صافية، فاحتمالية تشكل الصقيع في الليالي التي تكون فيها السماء ملبدة بالغيوم تكون ضعيفة جدا لأن الغيوم تحفظ حرارة الأرض وتعزلها عن التقلبات المفاجئة في درجات الحرارة، لكن السماء الصافية تسمح للحرارة بالهروب إلى الغلاف الجوي.
قد يكون الصقيع مميتًا للمحاصيل الزراعية، ولكن بعض العناية والتجهيزات يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حماية النباتات الحساسة من التجمد، وفيما يلي بعض النصائح المفيدة:
يمكن نقل النباتات الموجودة في أوعية إلى مكان دافئ بعيداً عن خطر الصقيع، مع الانتباه بأن لا يكون المكان دافئاً جداً لعدم تعريض النباتات إلى فارق كبير في درجة الحرارة، ويجب الانتباه للنباتات الموجودة في حاويات لأنها تكون أكثر عرضة لتلف الجذور في درجات الحرارة الباردة وأثناء حدوث الصقيع، بسبب عدم استفادتها من التأثير العازل للأرض مثل النباتات الموجودة في الأرض، وبمجرد زوال خطر الصقيع في الصباح، يمكن اعادة جميع النباتات للخارج.
قد يبدو الأمر غير منطقي ولكن الحفاظ على رطوبة التربة يمكن أن يساعد في حماية النباتات من الصقيع، فالتربة الرطبة لها تأثير عازل بحيث تحفظ حرارة النهار وتشعها إلى أعلى مع حلول الليل، وعند سقي النباتات قبل نوبة الصقيع، تأكد من القيام بذلك في منتصف النهار عندما تكون درجات الحرارة لا تزال دافئة إلى حد ما.
تساعد إضافة طبقة من النشارة حول المزروعات في حماية التربة من التقلبات المفاجئة في درجات الحرارة، حيث يمكن استخدام القش، أو رقائق الخشب، أو الطين المخلوط بأوراق النباتات الجافة، أو حتى مجرد كومة من الأوراق الجافة، وذلك لتوفير عزل لجذر النباتات تحت الأرض.
ويجب أن تكون النشارة كثيفة على عمق يتراوح بين 7 إلى 15 سم، لتشكل حاجزاً جيد العزل، ويجب ترك فتحات بقطر من 3 - 6 سم حول الساق المركزية للنبات، بحيث يمكن أن ينتقل دفء التربة لأعلى عبر النبات. وعلى الرغم من هذه تعتبر من أفضل الطرق التي يمكن القيام بها للحفاظ على النباتات من انخفاض درجة الحرارة، إلا أنه يجب ازالة بعضاً من هذا الغطاء الواقي عند ارتفاع درجة حرارة الطقس.
الوقاء هو عبارة عن غطاء على شكل جرس مصنوع من البلاستيك أو الزجاج يساعد في الحفاظ على النباتات الصغيرة دافئة ومرتاحة في الطقس البارد، يمكن شراء عبوات بلاستيكية أو إعادة استخدام عبوات المياه الفارغة.
كما يمكن يمكنك استخدام العديد من الأشياء كبديل، مثل دلو مقلوب أو وعاء زهور أو يمكن قطع قيعان الأباريق البلاستيكية ووضعها في التربة. وعند استخدام الأغطية للوقاية من الصقيع، يجب وضعها فوق النباتات قبل حلول الظلام مباشرة، والكشف عنها في الصباح حتى تستفيد من دفء الشمس وأشعتها.
لحماية مجموعة أكبر من النباتات، يمكن ببساطة تغطيتها بالبطانيات أو ملاءات الأسرة أو المناشف أو قطع القماش، وقبل وضع القماش يمكن وضع عدة أوتاد حول النباتات بحيث تشكل هيكلًا يشبه الخيمة عند تغطيتها، والوصول حتى التربة، مع الانتباه إلى عدم ربطها حول جذع أو ساق النبات، لأن ذلك سيمنع حرارة الأرض من الخروج إلى النبات.
ولضمان مقاومة الصقيع، يمكن إضافة طبقة نهائية من البلاستيك، مع الانتباه إلى عدم ملامسة أي جزء من الغطاء البلاستيكي لأوراق النبات لأن البلاستيك يمكن أن يتلفها، ويمكن تثبيت الزوايا والحواف بالحجارة الثقيلة أو الطوب لمنع الأغطية من التطاير في الليل، يمكن عمل ذلك قبل الغسق مباشرة ، لكن يجب إزالة هذه الأغطية أول شيء في صباح اليوم التالي.
قد تكون الأشجار الصغيرة، التي تتراوح أعمارها بين 1 و 4 سنوات ، أكثر حساسية لإصابة الصقيع ، والتي قد تقتلها تمامًا، كما أن براعم وأزهار أشجار الفاكهة المعرضة للصقيع في الربيع ستتلف ويؤدي ذلك إلى انخفاض الحصاد لبقية الموسم، وتتميز أشجار الحمضيات بأنها طرية وحساسة للصقيع بشكل خاص ويجب حمايتها عندما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون -2 درجة مئوية، ولحماية هذه الأشجار من الصقيع، يمكن لف جذوعها بالمناشف أو البطانيات أو الكرتون أو الخرق أو أنابيب العزل، كما يمكن استخدام لفائف من الخيش أو واقيات الشجرة الملبدة.
ويتم البدء باللف من قاعدة الجذع، مع التأكد من تداخل الطبقات أثناء اللف، والاستمرار باللف بهذه الطريقة حتى الوصول إلى الفروع الدنيا للشجرة، ثم يتم تثبيت الغلاف على الشجرة باستخدام بعض الخيوط أو بشريط مقاوم للعوامل الجوية، وإذا استمر الانخفاض في درجات الحرارة لفترة طويلة، يمكن إضافة طبقة من الأغطية البلاستيكية فوق هذا الغلاف لمزيد من الحماية من الصقيع.
عندما يهدد الصقيع مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، يستخدم المزارعون أساليب معينة لمحاكاة حركة الرياح، أحد هذه الأجهزة هو مروحة كبيرة في مدخنة تسحب الهواء البارد لأعلى بعيدًا بينما تسحب الهواء الأكثر دفئًا إلى الأرض، وهناك طريقة أخرى تتمثل في تكليف عدد من طائرات الهليكوبتر التي تحلق على ارتفاع منخفض بالتحليق فوق المحاصيل للحفاظ على تدفق الهواء.
ويمكن استخدام مفهوم حركة الهواء لدرء الصقيع على نطاق أصغر بكثير، حيث يمكن استخدام المروحة الكهربائية (في حال عدم وجود أمطار) لخلق نسيم صناعي على المساحات الصغيرة في الليالي الساكنة، أو يمكن استخدام منفاخ قوي مصمم للاستخدام في الهواء الخارج، عندها توضع المراوح في مكان داخلي لضمان سحب الهواء الدافئ، مع محاولة تحديد موقعها بحيث يتحرك النسيم فوق كل النبات في قطعة الأرض.
يظهر على النباتات بأنها تضررت بعد الصقيع عندما تتحول الأوراق والأغصان إلى اللون الأسود أو البني، عندها يجب الانتظار حتى يصبح الطقس أدفأ ويزول خطر الصقيع قبل القيام بالتقليم، حيث توفر الفروع والأغصان الميتة القليل من الحماية أيضًا ، لذا يمكن الانتظار قليلاً حتى يظهر نمو جديد قبل أن يتم قطع الأوراق التالفة.
يمكن أن توفر على نفسك الذعر والحسرة من فقدان الزهور والأشجار والمحاصيل بسبب الصقيع المفاجئ من خلال التخطيط لجعل المزرعة أو الحديقة أكثر مقاومة للصقيع، من خلال النصائح التالية:
كيف تعمل الملابس الشتوية على تدفئتنا؟
وهل الأفضل ارتداء عدة طبقات من الملابس الرقيقة أم ارتداء طبقة واحدة سميكة؟
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول