طقس العرب - طوال قرونٍ من الزمن، لعبت طبيعة الأرض دورًا حيويًا في تشكيل طبيعة سكانها، إذ استوحت بعض الشعوب سمات الضيافة الرفيعة من كرم الأرض وسخاء الطبيعة، مما أدى إلى تنوع مذاقات الطعام وبالتالي القدرة على تقديم تجربة فريدة للزوار. ولا بد من التأكيد على أن التنوع في المناظر الطبيعية يشجع المجتمعات المحلية والزوار على الانطلاق في رحلات استكشافية، حيث يمكنهم التمتع بسفاري رائعة ومشاهدة الطيور المهاجرة أثناء تجوالها السنوي ورصد الأنواع المهددة بالانقراض في بيئتها الطبيعية الأصلية، بالإضافة إلى البحث عن الزهور النادرة في الأودية والتلال والاستمتاع بركوب الخيل أو المشي في أرجاء المنطقة.
في الأردن، ستكون لديك الفرصة للاستمتاع بالتنزه سيرًا على الأقدام عبر الوديان، وتحدي جاذبية الشلالات وتسلق المنحدرات والجبال للاستمتاع بإطلالات ساحرة، بالإضافة إلى ركوب الدراجات الهوائية عبر الطرق التي سار عليها ملوك وحكام التاريخ!
تنهض متاهةٌ من المناظر الصخرية المتناغمة من أرض الصحراء بطول 1750 م لتشكّلَ تحدّياً لا يُستهان به أمام هواة تسلّق الجبال. بإمكان المتسلقين الاستمتاع بسَكينة المساحة الشاسعة من الخلاء واستكشاف الوديان والحفر المائية لاكتشاف رسومات في الصخر تعود لأربعة آلاف عام، والعديد من الكنوز المذهلة على امتداد هذه المنطقة البرية. كثيرة هي الخيارات المتاحة لاستكشاف وادي رم. على الزوار التوجه إلى مركز الزوار، حيث إضافةً إلى إمكانية استخدامهم لمختلف المرافق المتوفرة فيه، بوسعهم استئجار مركبة رباعية الدفع مع سائق أو مرشد سياحي للانطلاق في رحلة مدتها ساعتين أو 3 في أعماق الوادي لاستكشاف بعضٍ من أفضل المواقع المعروفة - بالإمكان أيضاً استئجار جمل مع مرشد للغرض ذاته. بالإمكان ترتيب برنامج الرحلة مسبقاً من خلال مركز الزوار، إضافة إلى إمكانية ترتيب المبيت في خيمة بدوية لتأمل نجوم الليل، حيث ستتمكن من تناول وجبة حول نار المخيم بينما تستمع إلى الموسيقى العربية.
في مادبا تجتمع ملامح الحياة الريفية مع مكوّنات السياحة الدينية لتشكلا مزيجاً يثير اهتمام الزائر. تُعرف مادبا باسم "مدينة الفسيفساء"، لكونها ثرية باللوحات الفسيفسائية البيزنطية والأموية، و تلك التي لا تزال تنتج محلياً إلى اليوم. يتيح لك موقعها الملائم المجال لإدراجها ضمن برنامج زيارتك للأردن، فهي ليست ببعيدة عن العاصمة عمّان، كما أنها قريبة على أهم المواقع الجغرافية الدينية البارزة.
يشتهر خليج العقبة بتنوع أشكال الحياة البرية المائية فيه. تقع العقبة على الشمال الشرقي للبحر الأحمر، ويمتد خليجها مسافة بطول 180 كم و 25 كم عرضاً، على خط ساحلي تشترك فيه مصر والسعودية والأردن وفلسطين المحتلة. يحتضن خليج العقبة أكبر نظام بيئي للمرجان البحرية على مستوى أقصى شمال الكرة الأرضية. بمعدل درجة حرارة مياه تبلغ 23 درجة مئوية، مع طقسٍ خالٍ من العواصف و تيارات معتدلة، يَنعُم خليج العقبة ببيئة مثالية لاحتضان المرجان البحرية و ازدهارها. كما أن اعتدال ملوحة مياهه جعل منه المكان الأمثل لمجموعة كبيرة ومتنوعة من الكائنات البحرية. يحتضن خليج العقبة 110 جنساً من المرجانيات الطرية و120 جنساً من المرجانيات الصلبة. تحوي الشعب المرجانية المتشعبة في الخليج ما يزيد عن ألف جنس من السمك والمرجانيات والقشريات والثدييات التي تعيش جميعها في مياهها. في ساعات الليل المظلمة، تظهر الحيوانات الليلية مثل السلطعون والقرديس والكركند. ومن الكائنات التي تزور العقبة موسمياً، سلحفاة البحر والدلفين وخروف البحر وقرش الحوت المسالم.
هنا حيث تجتمع عجائب الطبيعة مع عبقرية الهندسة المعمارية العسكرية لدى عرب العصور الوسطى، يتجلّى الجمال كله بفضل هذا المزيج الرائع. يحظى شمال الأردن باثنين من أهم المعالم البيئية والتاريخية في الشرق الأوسط: منطقة دبّين الغنية بأشجار الصنوبر الممتدة، وقلعة عجلون الشامخة على مرتفع، لتشهد على أحداث تاريخية منذ أن شيّدها الأيوبيون و دورها في مساعدتهم على هزم الصليبيين قبل ثمانية قرون مضت. عجلون منطقة محبّبة للأردنيين، إذ تمنحهم فرصة الاستمتاع بجمال الطبيعة الخضراء بعيداً عن صخب الحياة في المدينة، وكذلك التأمل والاندماج مع الطبيعة.
سواء كنت قادماً إلى الكرك عبر الطريق الملوكي شرقاً أو عبر البحر الميت غرباً، بمجرد أن تلمح عيناك ظلال هذه البلدة المحصّنة و قلعتها الشامخة، ستدرك عِظَم مكانتها، حيث لعبت دوراً في تحديد مصير ملوكٍ وأممٍ طوال ألف عام.
الكرك حصن صليبي قديم، و تقع على ارتفاع 900 م فوق سطح البحر، تتحصّن داخل أسوار المدينة القديمة. تحتضن المدينة اليوم حوالى 170 ألف نسمة وتتضمن عدداً كبيراً من الأماكن العثمانية المرممة التي تعود للقرن الـتاسع عشر، مِن مبانٍ إلى مطاعم وأماكن مبيتٍ و غير ذلك، لكن تبقى قلعة الكرك أهم وأبرز معالمها!
ضانا ملاذٌ لا مثيل له ينعم بالسَكينة والهدوء، وهو عالمٌ متميز بحد ذاته يحتضن كنوزاً طبيعية. تجربة ضانا هي المعنى الحقيقي لـ"العودة للطبيعة". قامت جمعية الطيور العالمية بإدراج محمية ضانا للمحيط الحيوي ضمن قائمة المناطق المهمة للطيور "IBA". بإمكانك هنا ممارسة التأمل وأنت في سكون تام بين الجبال أو النوم تحت النجوم أو الاستمتاع بالهواء العليل والنسمات الباردة أو تعقّب الأنواع المختلفة من الكائنات البرية التي تستوطن أراضي هذه المنطقة. ثمة برية واسعة في انتظار استكشافها مع ما تحتضنه من مجموعة غنية من الحيوانات والنباتات. إضافة إلى ذلك، بإمكان الزوار استغلال الفرصة لمقابلة سكّان ضانا المحليين والتعرف إليهم: عشيرة العطاعطة الطيبون الذين اتخذوا من المنطقة موطناً لهم منذ 400 عام - علماً أن هذه المنطقة مأهولة منذ أكثر من 6 آلاف عام.
محمية الموجب للمحيط الحيوي هي أخفض محمية طبيعية في العالم. وتقع في وادي الموجب العميق، على مسافة ليست ببعيدة عن شرق البحر الميت، وبعمق 410 م تحت سطح البحر. تمتد المحمية بمناظرها الطبيعية البديعة إلى جبال الكرك ومادبا شمالاً وجنوباً، حيث تصل إلى مستوى 900 م فوق سطح البحر في بعض الأماكن. يتمتع وادي الموجب بتنوع حيوي مذهل لا يزال يُستكشَف ويوثَّق إلى يومنا هذا، نتيجة لفرق ارتفاعاته الذي يصل إلى 1300 م وتدفق المياه في الوادي على مدار العام من سبعة روافد. تم توثيق ما يزيد على 300 جنس من النباتات وعشر أجناس من اللواحم والعديد من أجناس الطيور المهاجرة وغير المهاجرة. وتعد المحمية- تحديداً في بعض المناطق النائية التي يتعذر الوصول إليها في الجبال والأودية- ملاذاً آمناً لأجناس نادرة من السنوريات والماعز وحيوانات جبلية. تعدّ منحدرات وادي الموجب ذات الصخور الرملية موطناً مثاليّاً لواحد من أهم أنواع ماعز الجبال في العالم ألا وهو الوعل النوبي. ملحوظة: يتم إغلاق وادي الموجب وكافة الوديان في الأردن في شهور فصل الشتاء.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول