طقس العرب - يُتابع المختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي مآلات الاحترار النهائي الذي يحدث في الدائرة القطبية الشمالية وما ينتج عنه من تشكل منطقة من الضغط الجوي المرتفع، والذي تسبب في انهيار الدوامة القطبية وتشتت في حركة الكتل الهوائية القطبية وما نتج عنه من حدوث أحوال جوية قاسية البرودة في الولايات المتحدة وكندا بالتزامن مع الاعتدال الربيعي والتي يتوقع استمرارها في الفترة القادمة بإذن الله.
يحدث انهيار الدوامة القطبية عندما ترتفع درجة حرارة الطبقة بين 10 و50 كم فوق سطح الأرض بمقدار 50 درجة في يومين فقط، ويُطلق على هذا الحدث اسم "الاحترار الاستراتوسفيري النهائي" (SFW). ,يؤدي هذا الاحترار إلى إضعاف الدوامة القطبية، مما يسبب حركة الهواء القطبي البارد جنوبًا ويؤدي إلى ظروف جوية قاسية.
وقد حدث هذه الظاهرة الجوية من منتصف مارس، مما يجلب درجات حرارة شديدة البرودة إلى بعض أجزاء كندا والولايات المتحدة. كما يُحتمل أن تؤثر هذه الظاهرة على المملكة المتحدة وأوروبا.
يؤثر الاحترار الستراتوسفيري على الدوامة القطبية، إذ يتسبب في تغير أنماط توزيع الهواء القطبي، وينعكس بشكل مُباشر على حركة التيارات النفاثة وأنماط الطقس في مُختلف مناطق النصف الشمالي للكرة الأرضية. ومن المُتوقع أن يتسبب المرتفع الجوي الناجم عن الاحترار في تشتت الكتل الهوائية القطبية.
ومن المتوقع أن يؤدي انهيار الدوامة القطبية إلى استمرار البرد القارس في أمريكا الشمالية وكندا. إذا حدثت اضطرابات في التيار النفاث القطبي، فقد تشهد مناطق في الولايات المتحدة وكندا انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة لتصل في بعض المناطق إلى حوالي 40 درجة مئوية تحت الصفر بالرغم من دخول الربيع مع تساقط الثلوج في مناطق واسعة، ما يعطل الحياة اليومية والسفر.
ومن جهة أخرى يتوقع أن تطال الموجات الباردة القارسة شمال أوروبا بما فيها المملكة المتحدة مما يجلب طقس قارس البرودة لتلك المناطق مع تساقط الثلوج على مناطق عدة ولاسيما الدول الاسكندنافية، كما يتوقع أن يستمر نشاط العواصف الأطلسية بقوة خلال الفترة القادمة والتي تصل بين الحين والآخر إلى غربي القارة الأوروبية وتسبب اضطرابات حادة على الطقس.
وقالت مواقع الطقس العالمية إن الانهيار المتوقع للدوامة القطبية سيكون الثاني من نوعه في 2025، بعد الانهيار الذي حدث في الشهر الماضي والذي تسبب في تجمد شديد واضطراب في السفر عبر أمريكا الشمالية.
وتسببت العواصف الثلجية والبرد القارس في تأثيرات كبيرة على ملايين الأمريكيين وأغلب أنحاء البلاد في فبراير الماضي. إذا كانت اضطرابات الدوامة القطبية القادمة ستؤدي إلى إضعاف التيار النفاث، فإن ذلك قد يتيح للهواء البارد من المناطق القطبية الانتقال إلى أمريكا الشمالية أو أوراسيا.
ويمكن وصف الاحترار الحاصل بأنه الاحترار النهائي وهو يحدث في نهاية فصل الشتاء وخلال فصل الربيع، حيث ترتفع درجة حرارة الستراتوسفير بشكل تدريجي. يمكن أن يؤدي هذا الاحترار إلى تغييرات في أنماط الطقس، مثل انقسام الدوامة القطبية، مما يؤثر على توزيع درجات الحرارة والأنظمة الجوية في نصف الكرة الشمالي.
والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول