طقس العرب - تأثرت دول شرق المتوسط، بما في ذلك بلاد الشام وشمال شبه الجزيرة العربية، في آخر أيام فصل الخريف بموجة شديدة البرودة ومبكرة للغاية مقارنةً بمثل هذا الوقت من العام. وقد تسببت هذه الموجة الباردة في انخفاض درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، مما جعلها تنخفض إلى مستويات شتوية مع تشكل الصقيع في عدة مناطق نتيجة انخفاض درجات الحرارة ليلاً إلى ما دون الصفر المئوي في مناطق واسعة.
على الرغم من أن موجة البرد التي تعرضت لها المنطقة كانت مبكرة للغاية بالنسبة لهذا الوقت من العام، فإنه لا يمكن الجزم بأنها تشير إلى شتاء قارس البرودة. فعند العودة إلى السجل المناخي، لا توجد علاقة مؤكدة بين تعرض المنطقة لموجة باردة مبكرة وبين شتاء أكثر برودة من المعتاد. فالموجات الباردة المبكرة تحدث نتيجة لأنظمة جوية معينة تؤدي إلى نزول الكتل الهوائية الباردة من المناطق السيبيرية، لكنها لا تمنح دلالة قاطعة على نمط الطقس في الشتاء ككل، الذي يمتد لعدة أشهر.
يتساءل الكثيرون عن العلاقة بين الموجات الباردة المبكرة وفرص تساقط الثلوج في فصل الشتاء. ووفقًا للمختصين في مركز طقس العرب، لا توجد علاقة مباشرة تربط بين الموجات الباردة وفرص تساقط الثلوج. إذ يعد تساقط الثلوج في منطقة شرق المتوسط حدثًا جوياً معقدًا يتأثر بالعديد من الظروف الجوية المحيطة. وتعتبر التنبؤات الموسمية والأنظمة الجوية في نصف الكرة الشمالي مرهونة بعدة عوامل رئيسية، مثل ظاهرة النينيو أو اللانينا التي تؤثر على أنماط الطقس العالمية.
بالإضافة إلى توزيع الضغوط الجوية في القطب الشمالي والمحيط الأطلسي، التي تؤثر على سلوك الأنظمة الجوية. أيضًا، تلعب الأنماط الجوية طويلة الأمد مثل التذبذب القطبي (AO) والتذبذب الشمالي الأطلسي (NAO) دورًا في التأثير على الظروف المناخية.
وفي النهاية، تعتبر الموجات الباردة المبكرة على الرغم من أنها قليلة الحدوث جزءًا من التقلبات الجوية الطبيعية التي تحدث بين الفصول الانتقالية، ولا يمكن اعتبارها دليلًا على أن الشتاء بأكمله سيكون أكثر برودة.
والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول