إعصار ميلتون.. على رغم حجمه الصغير نسبيًا يحمل قوة تدميرية كبيرة ما السبب في ذلك؟

طقس العرب - قد يبدو إعصار ميلتون ضخماً على أرض الواقع ومن الفضاء، لكن يقول خبير الأرصاد الجوية الأمريكي سام برانت: "إن العامل الذي يساهم في قوة الرياح الشديدة في إعصار ميلتون هو حجمه الصغير نسبيًا مقارنة بالأعاصير الأخرى. ففي العواصف الصغيرة، يحدث انخفاض الضغط على مسافات أقصر، مما يزيد من تدرجات الضغط.

تفسير علمي لما يعنيه خبير الأرصاد الجوية برانت

لتوضيح كلام برانت، علينا فهم كيفية عمل الأعاصير فيزيائيًا. الأعاصير تتشكل نتيجة لانخفاض كبير في الضغط الجوي في مركزها، مما يدفع الهواء للتدفق بسرعة نحو هذا المركز. ولكن، يختلف تأثير هذه العملية بحسب حجم الإعصار.

في قلب الإعصار، توجد منطقة ضغط جوي منخفض جدًا. في الأعاصير الصغيرة، يكون هذا الانخفاض في الضغط مركّزًا في مساحة أصغر مقارنة بالأعاصير الكبيرة. يشير تدرج الضغط إلى الفرق بين الضغط المنخفض جدًا في مركز الإعصار والضغط المرتفع نسبيًا خارج العاصفة. تميل الأعاصير الصغيرة إلى أن يكون لديها هذا الفرق في الضغط على مسافات أقصر مقارنة بالأعاصير الأكبر، مما يؤدي إلى تدرج ضغط أكبر.

وفقًا لقوانين الديناميكا الجوية، كلما زاد تدرج الضغط، زادت سرعة الرياح. ذلك لأن الرياح تنتقل من مناطق الضغط العالي إلى مناطق الضغط المنخفض. عندما يكون التدرج أكبر، تكون القوة التي تدفع الرياح أكبر، مما يؤدي إلى رياح أسرع.

وفي الأعاصير الكبيرة، يكون الانتقال بين مناطق الضغط المرتفع والمنخفض تدريجيًا على مسافة أكبر، مما يجعل تدرج الضغط أقل مقارنة بالأعاصير الصغيرة. أما في الأعاصير الصغيرة، فإن هذا الانتقال يحدث بسرعة أكبر على مسافات أقصر، ما يؤدي إلى زيادة كبيرة في سرعة الرياح.

خلاصة القول

الحجم الصغير لإعصار "ميلتون" يجعل انتقال الضغط أسرع وأكثر حدة على مسافة قصيرة، مما يولد رياحًا أشد قوة مقارنة بعواصف أكبر حجمًا. ففي الأعاصير الصغيرة، يحدث انخفاض الضغط على مسافات قصيرة، ما يؤدي إلى تباين أكبر في الضغط بين المركز والحواف. هذا التباين الحاد يُولد تدرجات ضغط قوية، مما يعزز سرعة الرياح بشكل ملحوظ. وبالتالي، كلما كانت المسافة أقصر بين المركز والحواف مع وجود فرق كبير في الضغط، زادت شدة الرياح.

والله أعلم.