طقس العرب - لازالت الولايات المتحدة الأمريكية تتعرض لتبعات الكتلة القطبية المتطرفة شديدة البرودة التي أثرت عليها خلال الأيام الماضية، والتي اندفعت مباشرة من القطب الشمالي نحو الولايات الشمالية وأكملت طريقها بشكل نادر نحو المناطق الجنوبية.
وبتطرف مناخي نادر الحدوث، وصلت الرياح القطبية نحو الولايات الواقعة على سواحل خليج المكسيك، هذه الولايات التي تتميز بمناخ مداري دافئ على مدار العام ومن الصعب أن تتساقط عليها الثلوج، لكن شائت الأقدار أن يمتد الهواء القطبي مباشرة من القطب الشمالي نحو تلك المناطق ليتلقي مع التيار الدافئ عبر خليج المكسيك، مما أدى لتساقط الثلوج بكثافة بحدث نادر ومتطرف.
وقد يتساءل البعض، هل تطرف المناخ يقتصر على القارة الأمريكية الشمالية أو القارة الاوروبية؟ الإجابة لا، حيث أثر تطرف المناخ من قبل على منطقة الحوض الشرقي للمتوسط بما فيها كافة دول بلاد الشام، وتساقطت الثلوج بالفعل على مستوى سطح البحر بل وتدنت عن ذلك وامتدت لمنطقة الأغوار والبحر الميت في الأردن، لكن كيف ذلك؟
تشير البيانات الأرشيفية أن منطقة بلاد الشام تعرضت بالفعل لحدث جوي متطرف للغاية في شباط/فبراير من العام 1950، وتحديداً بالفترة ما بين ال4 - 8 من نفس الشهر ، حيث أنه رغم ضعف البيانات الجوية المتوافرة آنذاك، إلا أن البيانات الجوية التي تم إنشاؤها عبر إعادة التحليل التي أجراها المركز الوطني للتخطيط البيئي، تؤكد تعرض منطقة بلاد الشام لاندفاع كتلة قطبية قارسة البرودة وضخمة عبر جنوب شرق القارة الأوروبية نحو المنطقة وبشكل مباشر.
بحسب البيانات الأرشيفية، اندفعت كتلة قطبية مباشرة من شرق القارة الأوروبية نحو جنوبها، واستقرت لعدة أيام فوق منطقة البحر الأسود وتركيا قبل أن تنزلق بشكل مباشر وبكامل قوتها نحو الحوض الشرقي للمتوسط، لتؤثر على منطقة بلاد الشام وسيناء وتركيا وقبرص وشمال السعودية في ال4 فبراير من عام 1950.
الكتلة القطبية ترافقت مع قيم قياسية من ناحية البرودة، ووصل العمق فيها الى ارتفاع أقل من 5240 متر في طبقة 500 هكتوباسكال ، وبلغت درجة الحرارة في طبقة 850 هكتوباسكال القريبة من السطح الى حوالي سالب 10 درجات مئوية، وهي قيم متطرفة جداً وكفيلة بتجميد كل شيء وتساقط الثلوج على مستويات متدنية تصل إلى مستوى سطح البحر وأقل من ذلك.
وبالفعل، حيث يظهر أرشيف الصور في بعض المناطق من بلاد الشام آنذاك إلى تساقط الثلوج على سواحل البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الأغوار الشمالية والبحر الميت الذي يعد أخفض بقعة في العالم إذ يبلغ ارتفاعه 400 متر دون مستوى سطح البحر بحدث نادر جداً، واستمر تساقط الثلوج على مدار أكثر من يوم وبلغ تراكم الثلوج 60 سم في منطقة صفد و 100 سم في القدس و 17 سم في حيفا و 12-19 سم في تل أبيب واللد، كما تساقطت الثلوج في الجبال المحيطة ببحيرة طبريا وفي النقب.
و في الأردن وصل عمق الثلوج إلى حوالي المتر في العاصمة الأردنية عمان، و امتد تساقط الثلوج إلى أخفض بقعة في العالم وهي منطقة البحر الميت ويقال أن البرودة الشديدة تسببت بوفاة 70 شخص من الأردنيين واللاجئين الفلسطينيين في الأردن، وتالياً صور أرشيفية من العاصفة الشهيرة :
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول