طقس العرب - حذر رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان خدام من جفاف كارثي لسد الملك طلال، حيث قال إن سد الملك طلال وصل مرحلة الطمي، وبيّن خلال لقاء مع قناة المملكة أن جفاف سد الملك طلال يُعد كارثة لمزارعي وادي الأردن.
والأمر لا يقتصر على سد الملك طلال وحسب، فخلال أشهر الصيف الحارة انخفضت مستويات المياه في عدد من السدود الأردنية وسط وجنوب المملكة، خاصة سدود منطقتي الوالة والموجب، نتيجة تراجع الهطول المطري والتغير المناخي وارتفاع نسب التبخر؛ مما أدى إلى جفاف آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية المروية من تلك السدود، ونفوق الأسماك، مما ينذر بكارثة بيئية، وتحويل أطراف وبقايا مياه السدود لمكرهة صحية، وفق مختصين.
ازاداد الاعتماد على مياه السدود في الأردن مع إتساع المساحات الزراعية المروية، وخاصة سد الملك طلال الذي يزود حوالي 80% من المساحات والوحدات الزراعية في وادي الأردن لغايات الري، والتي تشكل جزءا كبيرا من الأمن الغذائي الوطني في المملكة، كما وتشكل مصدر دخل للمزارعين، وأي شح إنتاجي في الخضار سيؤدي إلى رفع الأسعار في الأسواق بسبب إنخفاض العرض وزيادة الطلب.
بالفيديو | نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في سد الموجب
بحسب وزارة المياه والري، العجز المائي وصل إلى 15 مليون متر مكعب، وقال الناطق باسم وزارة المياه، عمر سلامة، إنّ "الواقع المائي حرج جدا والموسم المطري لم يسجل سوى كميات متواضعة لم تتجاوز 60%".
وأشار إلى أن "مخزون السدود منخفض بأقل من 80 مليون متر مكعب وبالأخص في السدود التي نستخدمها لغايات الشرب، سد الوحدة وسد الموجب، وبذلك سيكون هناك ضغط شديد علينا في تأمين مصادر المياه للمناطق وسيكون هناك عجز في بعض هذه المناطق نتيجة الحصص المتواضعة".
وبينت الأمينة العامة لسلطة وادي الأردن، منار محاسنة أن "أغلب السدود تعتمد على الموسم المطري، ومع الاستخدام اليومي للسدود يمكن الوصول إلى جفاف السد".
وقد نفذت مياه سد الوالة في أيلول/سبتمبر 2021، بسبب تراجع الهطل المطري، وفقا للمحاسنة.
وفيما يتعلق بسد الملك طلال، قالت: "استخدام سد الملك طلال حالة مختلفة عن باقي السدود، حيث إنه لا يعتمد على الهطل المطري فقط، بل يعتمد على المياه الداخلية من الخربة السمرا".
وحسب مصدر، "كمية المياه في سد الملك طلال، وهو أهم السدود وأخطرها في الأردن وصل إلى خط الخطر، حيث قلت المياه عن 40%"، ومن المتعارف في قطاع المياه أن الخط الأحمر الذي ينذر بالخطر لمستوى المياه في أي سد هو 40% من سعته.
السبب الرئيسي للانحباس المطري في الأردن خلال هذه الفترة هو غياب الحالات الجوية، وخاصة حالات عدم الاستقرار الجوي التي تزداد عادة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، وذلك بسبب غياب الكتل الهوائية الباردة في طبقات الجو العليا، والتي تأتي من أوروبا باتجاه المنطقة، حيث أدى طريقة توزيع الأنظمة الجوية في نصف الكرة الشمالي إلى اندفاع هذه الكتل الهوائية الباردة باتجاه دول المغرب العربي ووسط البحر الأبيض المتوسط، والتي شهدت هطولا غزيرا للأمطار خلال هذه الفترة (أعلى من المعدل).
هذا أدى إلى عدم وصول الكتل الهوائية الباردة المسببة للمنخفضات الجوية وحالات عدم الاستقرار إلى منطقة بلاد الشام والجزيرة العربية، وحتى اللحظة لا توجد مؤشرات على تغير الأنظمة الجوية خلال ال10 أيام القادمة، بطريقة تسمح لعودة هطول الأمطار إلى المملكة (والله أعلم)، ولكن بحسب النشرة الجوية الشهرية الصادرة من مركز طقس العرب، هناك تغييرات متوقعة بعد منتصف الشهر الحالي - بمشيئة الله.
يُشار إلى أن حالات الانحباس المطري تتكرر في الأرشيف المناخي للمملكة، حيث يمتاز مناخ الأردن بتذبذب الأمطار بين عام وآخر بسبب وقوعها بين مناخين؛ المناخ الصحراوي ومناخ البحر الأبيض المتوسط.
وتبقى رحمة الله تعالى فوق كل شيء، ونسأل المولى عز وجل أن يرزقنا الغيث.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول