طقس العرب - الأُضْحِيَّةُ هي إحدى الشعائر الإسلامية التي يجب تعظيمها، وهي من أحب الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المؤمن لنيل رضا الله عز وجل فقال تعالى: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي منكم"، فيغتنم كل مسلم مُقتدر فرصة عيد الأضحى المبارك للتقرب إلى الله بذبح أضحية.
الحكمة من مشروعيّة الأضحية
شرعت الأضحية للعديد من الحكم، منها:
إحياء سُنّة نبيّ الله إبراهيم عليه السلام؛ حين أمرَه الله بذَبح ابنه، فامتثل لأمر الله تعالى، ففداه الله تعالى بِذبحٍ عظيمٍ.
في الأُضحية شُكر لله تعالى على ما أمَدّ عباده به من النِّعَم.
إدخال البهجة على قلوب الفقراء من خلال التصدق بجزء من الأضحيات.
إدخال السرور على أهل البيت من خلال الأكل من لحم الأضحية.
وقت الأضحية وشروطها
وقت الأضحية
يبدأ وقت الأضحية من بعد صلاة العيد وينتهي بغروب شمس ثالث أيام التشريق.
شروط الأضحية
نوع الأضحية:
اشترط الإسلام الأضحية من فئة معينة من الحيوانات، وهي خمسة أنواع: الإبل والبقر بنوعيه، والغنم من الضأن والماعز. أي أن الأضحية لا نصح بالدجاج أو الأرانب أو الغزلان أو غيرها.
سن الأضحية:
الإسلام اشترط للأضحية سن معينة، بحيث:
الإبل: لا تقل عن خمس سنوات
البقر: والجاموس لا يقل عن سنتين
الماعز: لا يقل عن سنة
الضأن: لاتقل عن سنة أيضًا، وفي بعض الروايات أجاز النبي أن يكون عندها 6 شهور، ولكن بشروط، بمعنى عند النظر إليها تحسبها أكثر من ذلك.
مواصفات الأضحية:
يُستحب أن تكون الأضحية سمينة، حيث يسَنُّ استسمان الأضحية واستحسانها، ولأن ذلك أعظم لأجرها وأكثر لنفعها. وأن تكون سليمة خالية من الإصابة بعيب في اللحم والشحم، كالمرض الواضح والعرج والعمى، ولا مكسورة القرن ولا ساقطة الأسنان ولا هزيلة ولا مقطوعة الذنب ولا منتنة الفم، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا)، وعلى المُضحّي أن يحرص على اختيار الأضحية الطيّبة، فيُقدّم الأضحية ذات الصفات المُستحَبّة.
شروط المُضحي، ومن يذبح الأضحية
أهم مواصفات المُضحّي، هي: الإسلام والعقل والحُرّية، حيث لا يُكلَّف غير المسلم، أو غير العاقل بالأضحية، كما أنّها لا تجب على العبد المَملوك
يُشترط امتلاك المُضحّي للأضحية بطريقة شرعيّة.
المُضحّي لا بد أن يعقد النية عند الذَّبح، على أن المُضحّي يمكنه عقد النية بقلبه أو بلسانه حين ذَبحها، والتلفُّظ بها باللسان ليس شَرطاً؛ فالنيّة تنعقد بالقلب.
يُستحب للمضحي أن يذبح الأضحية بنفسه، إن كان يحسن الذبح؛ لأنها عبادة، واقتداء بفعله صلى الله عليه وسلم، وإن كان لا يُحسن الذبح، فالأولى أن يوليها غيره، على أن يحضر الأضحية ويشهدها، إن لم يكن قادراً على الذبح بنفسه.
يجوز للمرأة العاقلة والمسلمة أن تقوم بعملية ذبح الأضحية بشرط العلم بأمور الذبح.
ما يندب للمضحي
يُستحبّ للمُضحّي أن يمتنع عن قصّ أظافره وشعره في عشر ذي الحجّة إلى أن يُضحّي، وهو ليس شرطاً.
يجب أن يحرص المُضحّي على اختيار الأضحية الطيّبة؛ لأنّها ستكون قُربة لله تعالى، والله طيّب، لا يقبل إلا طيّباً.
يستحب أن يكون الذابح حال الذبح متوجها إلى القبلة، ويستحب عند الذبح خمسة أشياء: التسمية، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- واستقبال القبلة بالذبيحة، والتكبير، والدعاء بالقبول.
يندب للمضحي أن ينحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى، وأما غيرها فالذبح على جنبها الأيمن.
يندب أن تكون آلة الذبح حادّة من الحديد.
يُستحب للمضحي بعد الذبح أمور منها ما يلي: أن ينتظر حتى تسكن جميع أعضاء الذبيحة فلا ينخع (أي: يتجاوز محل الذبح إلى النخاع، وهو الخيط الأبيض الذي في داخل العظم)، ولا يسلخ قبل زوال الحياة عن جميع جسدها.
يندب أن يأكل المضحي من الأضحية، وأن يتصدق، وأن يدَّخِر. لقوله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج: 28].