طقس العرب - عندما نفكر في شهر أكتوبر، يأتي إلى أذهاننا العديد من الأشياء المميزة، مثل بداية فصل الخريف ورائحة المطر، ولكن هناك حدثاً مهماً آخر يجب أن نتذكره في هذا الشهر، وهو شهر التوعية بسرطان الثدي، المعروف أيضًا بـ "أكتوبر الوردي" حيث إنه شهر مخصص لرفع الوعي حول هذا المرض الذي يمكن أن يؤثر في حياة النساء وأحيانًا الرجال أيضًا، وفي هذا المقال، سنتناول أهمية شهر أكتوبر الوردي وما يمكننا فعله للمساهمة في الوقاية والكشف المبكر عن سرطان الثدي.
سرطان الثدي هو نوع من أنواع الأمراض السرطانية التي تؤثر في الثدي، حيث يمكن أن يظهر في قنوات الحليب والغدد الثديية وعادةً لا تكون الأعراض واضحة في المراحل المبكرة من المرض، وهذا هو السبب في أهمية الكشف المبكر عنه ومع ذلك، قد تظهر بعض العلامات التحذيرية التي تشمل:
يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي مع تقدم العمر، ويمكن أن تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في زيادة خطر الإصابة به، حيث يمكن أن تصل نسبة الإصابة بين الأقارب من الدرجة الأولى، مثل الأم والأخت والبنت، إلى ما بين 5 إلى 10 في المئة وأيضا أخذ الهرمونات البديلة بعـد انقطاع الطمث مـدة تزيد عن 5 سنوات ممكن أن يزيد نسبة الإصابة.
يعتمد العالم في شهر أكتوبر من كل عام على اللون الوردي كلون أساسي ليرمز إلى شهر التوعية بسرطان الثدي على الصعيدين الوطني والعالمي وتاريخ بداية هذه الفعالية يعود إلى عام 1985، عندما تم اختيار شهر أكتوبر ليصبح شهرًا عالميًا للتوعية بسرطان الثدي، وذلك من خلال شراكة بين جمعية السرطان الأمريكية وقسم الصيدلة في شركة "Imperial" للصناعات الكيميائية، وتلقت هذه الفكرة دعمًا كبيرًا من منظمة الصحة العالمية، وتم تشجيع تنفيذها في بلدان العالم، وبدأ العمل بها على المستوى الدولي اعتبارًا من عام 2006.
تشدد منظمة الصحة العالمية على أهمية هذا الشهر، حيث يسهم إلى حد بعيد في زيادة الوعي بسرطان الثدي وتوفير الدعم الضروري للتوعية بأهميته، والتشجيع على الكشف المبكر والعلاج وأيضا يهدف إلى تقديم الرعاية المخففة لأثره في المصابين به.
سرطان الثدي يُعد واحدًا من أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين النساء في البلدان المتقدمة والنامية، ويُشير التقرير الأخير إلى ارتفاع معدلات الإصابة به في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، نتيجة زيادة معدلات العمر المتوقع وتبني أساليب حياة غربية.
تُشير المنظمة إلى أن هناك فرصًا كبيرة للشفاء من سرطان الثدي إذا تم اكتشافه في وقت مبكر وتوفير الوسائل اللازمة للتشخيص والعلاج ومع ذلك، إذا تم اكتشافه في وقت متأخر، فإن فرصة العلاج تقل إلى حد بعيد، وهذا يستدعي توفير الرعاية النفسية للمرضى وأسرهم للتخفيف من معاناتهم في هذه الحالة الصعبة.
اللون الوردي، وخاصة الشرائط الوردية، يُعتبر رمزًا قويًا للتوعية بسرطان الثدي والنضال من أجل البحث عن علاج لهذا المرض حيث يتم استخدام هذا اللون في جميع أنحاء العالم لتسليط الضوء على هذه القضية الهامة بغض النظر عن البلدان والثقافات واللغات. وعند التفكير في تأثير اللون الوردي على الجانب العاطفي والنفسي للإنسان، يصبح من الواضح تمامًا لماذا تم اختياره ليكون لون الوعي بسرطان الثدي.
إن اختيار اللون الوردي ليس مجرد ارتباط أنثوي، بل يعتمد أيضًا على فهم عميق للعواطف والنفسية البشرية، ويظهر اللون الوردي بمثابة تأكيد للحياة، ويوحي بالهدوء ويهدئ الأعصاب، ويُعتقد أيضًا أنه يمثل البهجة والسعادة، وقد أشارت مارغريت ويلش، مديرة جمعية الألوان في الولايات المتحدة، إلى أن الدراسات أظهرت أن اللون الوردي يمكن أن يكون مرتبطًا بمفاهيم مثل تأكيد الحياة وتهدئة العواطف وزيادة الهدوء وتخفيف التوتر، ويُعتقد أن اللون الوردي الفاتح، مثل اللون الذي يتم استخدامه في شريط التوعية بسرطان الثدي، ويُظهر أيضًا مفهوم العطاء الصحي والتضامن مع النساء اللاتي يعانين من هذا المرض الشديد.
هناك العديد من المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى مجموعات الدعم للمرضى التي تعمل جاهدة طوال العام على تنفيذ فعاليات وبرامج تسهم في مجال الوعي بسرطان الثدي والتوجيه والدعم للمصابين ومع ذلك، يشهد شهر أكتوبر تكثيفًا خاصًا للأنشطة والبرامج والفعاليات المخصصة لهذا الغرض.
في شهر أكتوبر، يتمنى المجتمع العالمي أن تلتفت النساء جميعهم دون استثناء إلى أهمية الرعاية بصحة الثدي، ويتم تشجيع النساء على الاهتمام بالفحص الذاتي للثدي في الأيام السادسة أو السابعة بعد بداية الدورة الشهرية وكذلك، يُشجع على الاستشارة بشكل دوري مع الأطباء لإجراء فحوصات الكشف المبكر وعمل أشعة الماموغرام اعتبارًا من سن الثلاثين، وذلك وفقًا للإرشادات الصحية الموصى بها.
وكما ذكرنا سابقاً أن سرطان الثدي يعتبر أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في العالم، سواء في البلدان المتقدمة أو النامية، وتلعب البرامج الوطنية لمكافحة السرطان والجهود المتكاملة للوقاية دورًا حيويًا في التصدي لهذا المرض والعمل على تقليل معدلات الإصابة به وزيادة فرص العلاج الناجح.
لذلك يجب أن نتذكر أن شهر أكتوبر الوردي ليس فقط شهرًا للتوعية بسرطان الثدي، بل هو فرصة لنكون أفضل داعمين ومشاركين في جهود مكافحة هذا المرض وتوجيه جهودنا نحو التوعية والتفهم والدعم، وبالتالي يمكننا أن نساهم في تحسين حياة الكثير من النساء وزيادة فرص شفائهن من هذا المرض.
اعرف أيضا:
سرطان الثدي. قاومه بأطعمة الشتاء التالية
تعرّف على أعراض سرطان الثدي عند النساء والرجال
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول