طقس العرب - بالرغم ن الجهود الهائلة التي تبذلها الحكومة التركية لتخليص بحر مرمرة من الطبقة اللزجة الكريهة من "الصمغ البحري" التي تلوث السواحل وتعطل الموانئ وتسد شبكات الصيادين وتخنق الحياة البحرية، إلا أن هناك مشاهد تظهر توسع الطبقة لتصل إلى البحر الأسود.
الصمغ البحري هو طبقات من المخاط اللزج تعرف بالعامية باسم "مخاط البحر" (Sea Snot)، ينتج هذا المخاط من افرازات العوالق النباتية التي تنمو إلى أعداد خارجة عن السيطرة عندما تخلّ المستويات العالية من النيتروجين والفوسفور بالتوازن البيئي للمحيط. وعلى الرغم من أن المخاط نفسه ليس خطيرًا ، إلا أنه يمكن أن يحمل كائنات دقيقة سامة وبكتيريا خطرة، لذلك يُفضل عدم لمسه.
يعلل العلماء ظهور طبقة الصمغ البحري في بحر مرمرة إلى تدفق مياه الصرف الصحي غير المعالجة والجريان السطحي للمياه من الأراضي الزراعية وأشكال التلوث الأخرى هي المسؤولة عن هذه الظاهرة بسبب محتواها المرتفع من النيتروجين والفسفور الذي يحفز نمو العوالق النباتية، بالإضافة لذلك كان لارتفاع درجات حرارة المياه الناجم عن تغير المناخ دوراً في ازدهار العوالق النباتية أكثر وزيادة افراز المادة المخاطية.
أطلقت السلطات التركية عملية تنظيف ضخمة لازالة طبقات الصمغ البحري من بحر مرمرة، الواقع بين البحر الأسود وبحر إيجة، باستخدام شاحنات صهريجية مزودة بخراطيم شفط، تقف على طول الخط الساحلي وتعمل بشكل فعال كمكانس كهربائية عملاقة. لكن الخوف من امتداد هذه الطبقات إلى البحر الأسود، عندها ستكون المشكلة هائلة.
قال المسؤولون إن المخاط الذي تمت إزالته من بحر مرمرة سيتم نقله بالشاحنات إلى مرافق التخلص من النفايات ، على الرغم من أن بعض المجتمعات تختبر تجفيفه على الأرض لمعرفة ما إذا كان يمكن استخدامه كسماد أو علف للحيوانات.
وتقوم وزارة البيئة التركية بنشر مئات العمال في كل مقاطعة على حدود بحر مرمرة في أكبر جهد تنظيف بحري شهدته البلاد على الإطلاق. ولمنع تكرار المشكلة، سيتخذ المسؤولون خطوات للحد من التلوث وتحسين معالجة مياه الصرف الصحي.
بينما أشاد بعض العلماء بالخطة ، قال آخرون إنه كان على الحكومة التركية اتخاذ إجراءات صارمة ضد التلوث منذ عقود. قال عالم الأحياء البحرية ميرت كوكالب لصحيفة جمهوريت التركية إن عدد الأشخاص الذين يعيشون في اسطنبول ومدن أخرى على طول بحر مرمرة قد انفجر. "لماذا واصلنا حياتنا دون التفكير في طرق غير ملوثة لتصريف نفاياتنا؟"
حذر علماء البحار من أن مجرد إزالة الطبقة العليا من "مخاط البحر" لن يحل المشكلة ، لأن مجموعات المخاط السميكة تطفو تحت سطح الماء وتستقر في قاع البحر ، حيث تشكل خطرًا على الشعاب المرجانية والأحياء البحرية الأخرى. ليس من الواضح كيف يمكن إزالة المخاط تحت الماء ، لكن المسؤولين في اسطنبول اقترحوا الشهر الماضي أنه قد يكون من الضروري إحضار قوارب التجريف.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول