اكتشاف مساحة خضراء مخبأة تحت الجليد

2023-10-29 2023-10-29T22:16:25Z
ندى ماهر عبدربه
ندى ماهر عبدربه
صانعة مُحتوى

طقس العرب - منذ قرون طويلة، تعتبر القارة القطبية الجنوبية واحدة من أكثر الأماكن قساوة وجفافًا على وجه الأرض، حيث يغطي الجليد السميك السطح، ويجعلها تبدو وكأنها عالم بارد وخال من الحياة ولكن الباحثين والعلماء يقومون بمهمة استثنائية في الكشف عن أسرار مذهلة تحت هذا الجليد المتجمد. ومنذ وقت قريب، تم اكتشاف شيء مدهش تحت سطح الجليد، مما يُفتح بابًا جديدًا لفهمنا للحياة والبيئة في هذا العالم المجمد.

 

الكشف عن عالم مفقود تحت الجليد... دراسة تكشف نتائج مدهشة

اكتشاف مساحات شاسعة من التلال والوديان الخضراء المخبأة تحت جليد القارة القطبية الجنوبية هو نتيجة دراسة نشرت نتائجها الأسبوع الماضي حيث يُعتقد من قبل الباحثين البريطانيين والأمريكيين الذين قاموا بالاكتشاف أن هذا المنظر الطبيعي قد استمر دون تغيير على مر الـ 34 مليون سنة ومع ذلك، قد أطلقوا تحذيرًا بشأن تأثيرات ظاهرة الاحترار المناخي التي تؤدي إلى ذوبان الجليد، والتي قد تعرض تلك المناطق الخضراء لخطر فقدان غطائها الجليدي المحافظ.

 

اكتشاف مشهد طبيعي جديد تحت الجليد لم يره أحد

وقال المعد الرئيسي للدراسة التي نُشرت في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" ستيوارت جاميسون من جامعة دورهام البريطانية لوكالة فرانس برس إنه

"مشهد طبيعي لم يسبق رصده من قبل بأي شكل."

 

ولم تكن هناك حاجة إلى الباحثين لاستخدام بيانات جديدة لاكتشاف هذا المشهد، بل تبنوا ببساطة نهجًا جديدًا في رصد هذه الأرض المجهولة تحت الغطاء الجليدي في شرق القطب الجنوبي حيث تتوفر عن هذه الأرض معلومات أقل بكثير مما تتوفر عن سطح المريخ ولرؤية ما يكمن تحت الطبقة الجليدية، تم استخدام إرسال موجات راديوية داخل الطبقة الجليدية، بينما قامت طائرة بالتحليق فوقها. ثم تم تحليل الأصداء باستخدام تقنية تُعرف بالفحص بالموجات فوق الصوتية الراديوية.

 

 

تحديات اكتشاف المشهد الطبيعي الجديد تحت الجليد القارة القطبية الجنوبية

لكن تنفيذ هذه العملية على نطاق القارة القطبية الجنوبية، التي تفوق مساحتها أوروبا بأكملها، يعد تحديا ضخما حيث أشار ستيوارت جاميسون إلى أن الباحثين قاموا بالاعتماد على صور أقمار صناعية متاحة مسبقًا لتحديد المنحدرات والأودية في عمق يزيد عن كيلومترين.

وباستخدام هذه البيانات، ومزجها مع معلومات المسح بالموجات فوق الصوتية، تم تكوين صورة لمشهد طبيعي يتضمن نهرًا وأودية عميقة وتلال ذات قمم حادة، وهي مشابهة لتلك التي نجدها حاليًا على سطح الأرض، وفي مقارنة قام بها عالم الجليد، شبّه هذا المشهد بالمناظر الجبلية التي يراها الأفراد عندما يطيرون فوق منطقة جبلية من خلال نافذة الطائرة، وقارنه بجبال منطقة سنودونيا في شمال ويلز.

 

 البيئات الخضراء القديمة وتأملات في التغيرات المناخية

ويُظهر أن هذه المنطقة الواسعة، التي تمتد على مساحة تبلغ 32,000 كيلومتر مربع، كانت في الماضي تحتوي على غابات، وربما كانت موطنًا للكائنات الحية قبل أن تغطيها الجليد، وبالرغم من صعوبة تحديد الزمن الدقيق لآخر مرة شهدت فيها المنطقة أشعة الشمس، إلا أن التقديرات تشير إلى أن ذلك حدث قبل على الأقل 14 مليون سنة، وعلى الرغم من ذلك، يتوقع البروفيسور جاميسون أن هذا الحدث يمكن أن يعود إلى أكثر من 34 مليون سنة مضت، وهو الزمن الذي بدأت فيه القارة القطبية الجنوبية بالتجمد.

وسبق لباحثين أن اكتشفوا بحيرة بحجم مدينة تحت الجليد في القارة القطبية الجنوبية، ويأمل الباحثون القائمون على هذه الدراسة في اكتشاف المزيد من المشاهد الطبيعية، وعلى الرغم من ذلك، يُمكن أن تشكل ظاهرة الاحترار المناخي تهديدًا لاكتشافهم الأخير ومع ذلك، ويُظهر المشهد الجديد الذي اكتشفوه ميزة مهمة حيث يقع بعيدًا عن حافة الجليد بعدة أميال، مما يمكن أن يحميه من تأثير أشعة الشمس في المستقبل.

وبالإضافة إلى ذلك، يُشجع على الاطمئنان بأن هذا العالم الخفي تحت الجليد لم يتأثر بالانحسار الذي شهده الجليد خلال فترات احترار المناخ في الماضي، مثل فترة البليوسين التي تعود إلى ما بين 3 و4.5 مليون سنة ولا يزال من غير المعروف بشكل تام متى ستحدث نقطة تحول مناخي قد تؤدي إلى انحسار الجليد بشكل غير متوقع.

إن اكتشاف المساحات الخضراء تحت الجليد هو إنجاز بارز في مجال البحث والاستكشاف البيئي، وإنه يسلط الضوء على عالم غامض تحت سطح الجليد، ويذكرنا دائمًا بأن الحياة تستمر في التحدث بلغة مذهلة في أماكن لم نتوقعها، وهذا الاكتشاف يعزز أهمية حماية البيئات الطبيعية، ويشير إلى أنه من الضروري مواصلة البحث والرصد لفهم تأثيرات التغيرات المناخية على هذه الأماكن البيئية الحساسة.

 

اعرف أيضا:

لماذا لا تتجمد البطاريق؟

ماذا يحدث لجسمك على قمة جبل ايفرست؟

 


المصادر:

alarabiya

hibapress

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
10 أنشطة بشرية دمرت البيئة

10 أنشطة بشرية دمرت البيئة

أكبر المشاكل البيئية التي ستواجهنا في عام 2025

أكبر المشاكل البيئية التي ستواجهنا في عام 2025

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة