الأردن: تقييم واقع فصل الخريف و الموسم المطري 2023/2022 حتى الآن

2022-12-17 2022-12-17T05:15:38Z
محمد عوينة
محمد عوينة
مُتنبئ جوي

طقس العرب - تدخل مربعانية الشتاء يوم الثاني و العشرين من كانون الأول، الذي يُصادف الانقلاب الشتوب فلكياً و بدء فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بحيث تُشكل المربعانية عادةً ما نسبته 30% من المجموع الموسم المطري العام على مُستوى المملكة. و تُشير بيانات الأرصاد الجوية بأن الأداء المطري الحالي و حتى تاريخه يُعاني من نقص في كميات الأمطار المُفترض أن تكون هاطلة لمثل هذا الوقت من العام في أغلب المناطق بإستثناء المناطق الجنوبية الشرقية.

 

و تُشير نتائج تحليل ذات البيانات أن المناطق التي تتركز بها السدود في الأردن (شمال و وسط المملكة) تُعاني بُرمتها من ضُعف في الأداء المطري عدا جرش و مأدبا، فمثلاً بلغ الأداء المطري في إربد حول 28%، بينما تراوح الأداء المطري في علجون و البلقاء و العاصمة و الطفيلة ما بين 59-66%،  في حين انخفض الأداء المطري بشكل كبير في الكرك مُسجلاً قيماً مُتواضعة للغاية بلغت 26%. و على غرار ذلك تشهد المناطق الجنوبية الشرقية موسماً مطرياً مُميزاً، فمثلاً تجاوزت محطة معان 70% من المُعدل الموسمي كاملاً (ما تحقق من كمية المطر الفعلية الهاطلة في هذا  الموسم المطري مع المُعدل السنوي المطري كاملاً و الذي ينتهي في شهر مايو/أيار)، أي بعبارة أخرى أن أكثر من ثُلثي المُعدل المطري قد هطل من المطر ما يهطل في ذات المنطقة على مدار أكثر من خمسة شهور.

 

 

و بالرغم من الأداء المطري الضعيف حتى تاريخه، إلا أن الوضع المطري الحالي لعام (2022/2023) يُعتبر أفضل نسبياً من وضع الموسم الماضي (2021/2022) في أغلب مناطق المملكة بحسب بيانات البنك المُناخي للأرصاد الجوية الأردنية، و أكد المُختصون في مركز "طقس العرب" بأن المجموع النهائي للموسم المطري لا يعتمد على الأمطار الهاطلة فقط خلال فصل الخريف، وأن هُناك العديد من المواسم المطرية كانت ضعيفة في فصل الخريف في حين أن مربعانية الشتاء عوضت هذا الجفاف و كانت المجاميع المطرية النهائية للموسم تنتهي بكميات أمطار حول أو حتى أعلى من المُعدلات الموسمية، إذ تُشكل المربعانية ما نسبته 30% من مجموع الموسم المطري العام على مستوى المملكة.

 

و يعود السبب الرئيسي لضعف الأداء المطري في الأردن خلال هذه الفترة هو غياب الحالات الجوية بِشقيها (المُنخفضات الجوية أو حالات عدم الاستقرار الجوي)، و ذلك بسبب تدفق لهواء قطبي شديد البُرودة نحو مناطق مُختلفة من القارة الأوروبية خلال الأيام الماضية و بخاصة الأجزاء الغربية منها، حيث تدنت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي (السالب) في العديد من العواصم الأوروبية و تساقطت الثلوج في أجزاء عديدة منها بما في ذلك العاصمة البريطانية لندن. و في المقابل و في مثل هذه الأنماط الجوية، تتأثر مناطق شرق القارة الأوروبية و غربي القارة الآسيوية بمُرتفعات جوية، و هذا الأمر أدى إلى عدم وصول الكتل الهوائية الباردة المُسببة للمُنخفضات الجوية و حالات عدم الاستقرار إلى منطقة بلاد الشام و ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من مُعدلاتها المُعتادة بكثير. 

 

و تبقى رحمة الله تعالى فوق كل شيء، و نسأل المولى عز وجل أن يرزقنا الغيث.

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
كتلة هوائية أبرد من المعتاد تؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزيادة متوقعة في برودة الأجواء

كتلة هوائية أبرد من المعتاد تؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزيادة متوقعة في برودة الأجواء

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة

تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة

تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة

اندفاع رياح قطبية نحو وسط المتوسط وثبات الأنماط الجوية على هذا الحال بقية الشهر

اندفاع رياح قطبية نحو وسط المتوسط وثبات الأنماط الجوية على هذا الحال بقية الشهر