التغير المناخي | على الرغم من بدء تطور ظاهرة اللانينا درجة حرارة المحيطات لا تزال مرتفعة مما ينذر بموسم أعاصير قوية

2024-07-28 2024-07-28T16:54:15Z
عامر المعايطة
عامر المعايطة
كاتب مُحتوى جوّي

طقس العرب - أظهرت دراسة أجرتها عدة منظمات مختصة أن محيطات العالم حطمت أرقامًا قياسية في ارتفاع درجات الحرارة على مدار العام الماضي، وذلك بفعل تغير المناخ الناتج من زيادة نسبة الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض وتزامن ذلك مع تنامي  ظاهرة النينيو المناخية التي ساعدت أيضًا في ارتفاع درجة حرارة البحار الموسم الماضي.

 

وأوضحت دراسات أن المحيطات تمتص  حوالي ربع ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه البشر بل وتمتص أيضاً 90٪ من الحرارة الزائدة، مما يسبب قلق برفع درجة حرارتها بشكل كبير الأمر الذي قد يؤثر أيضاً بشكل سلبي على طبيعة الحياة البحرية وليس فقط البيئة الخارجية.

 

وقال المختصون في مركز "طقس العرب"، أنه منذ مارس 2023 بدأت درجة حرارة سطح المحيطات العالمية في الارتفاع بشكل متزايد فوق المعدل الطبيعي طويل الأمد، حيث وصلت إلى مستوى قياسي جديد في أغسطس، حيث  تجاوز الارتفاع بدرجة حرارة المسطحات المائية المستوى السابق بنحو  0.34 درجة مئوية.

 

ويقول البروفيسور مايك ميريديث من هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي: "إنه في الحقيقة كل هذه الحرارة الزائدة  تذهب إلى المحيطات، مما يرفع درجة حرارتها بشكل أسرع مما كنا نعتقد،مما قد يسبب قلق شديد في المستقبل".

 

دراسة حديثة:  ارتفاع درجة حرارة المحيطات يؤثر  على الحياة البحرية العالمية وقد يؤدي إلى تغيير الدورة الموسمية لدرجات حرارة البحار.

 

وتشير دراسات، أن ارتفاع درجة حرارة البحار بشكل غير عادي كان سبباً في نفوق أحد أكثر المخلوقات البحرية المحبوبة في أبرد قارة وهو طائر البطريق الإمبراطوري، ويقول البروفيسور ميريديث: "كانت هناك أمثلة على انهيار الجليد البحري قبل أن تنضج فراخ طائر البطريق الإمبراطوري بشكل صحيح، كما أدى ذلك لغرق ونفوق أعداد كبيرة منها".

 

وفي المملكة المتحدة، أدى ارتفاع درجات حرارة البحر إلى اختفاء بعض أنواع القشريات البحرية تمامًا من المواقع الساحلية، وتقول الدكتورة ميزكوفسكا، عالمة الأحياء البحرية من جامعة ليفربول: "إن مشكلة تغير المناخ هي أنه يحدث بسرعة كبيرة بحيث لا تتمكن عملية التطور من مواكبته".

 

ظاهرة النينو العام الماضي ساهمت في ارتفاع درجات الحرارة عالمياً

 

وقال المتنبئون الجويون في مركز "طقس العرب"، أنه وإضافة إلى الانبعاثات البشرية للغازات المسببة للانحباس الحراري، كان من أحد العوامل المهمة التي جعلت العام الماضي أكثر حرارة  في البحار في جميع أنحاء العالم هو ظاهرة النينو المناخية، حيث تؤدي ظاهرة النينيو إلى ارتفاع درجة حرارة مياه  سطح المحيط الهادئ مما يؤدي إلى رفع متوسط درجة الحرارة ​​العالمي.

درجة حرارة المحيطات لا تزال مرتفعة ما ينذر بموسم أعاصير قوية

 

وبدأت ظاهرة النينيو في يونيو 2023 وبلغت ذروتها في ديسمبر، وعلى الرغم من أنها بدأت تتلاشى منذ ذلك الحين إلا أن مياه المحيطات الأخرى التي لا تتأثر عادةً بظاهرة النينيو شهدت أيضًا موجات حرارة بحرية قياسية مما سبب حيرة عند بعض العلماء، حيث كان المحيط الأطلسي أكثر دفئًا من المعتاد وهو نمط جوي لا يمكن ربطه عادةً بظاهرة النينيو، حيث لا تزال درجات الحرارة مرتفعة في عدة مناطق من المحيطات مما قد يؤدي إلى  تأجيج موسم الأعاصير وبشكل كبير خاصة بعد أن شهد العالم في الآونة الاخيرة تطور لإعصار جايمي ومن قبله إعصار بيريل والذي حطمو أرقاماً قيساية من ناحية القوة والأضرار التي نجمت عنهم.

 

إقرأ أيضاً دراسة مناخية : في ظل تطور ظاهرة اللانينا الشتاء القادم هل تشهد المملكة موجات برد وصقيع ودرجات حراره منخفضة

حول العالم | طقس العرب ينشر تقريراً يظهر مقارنة بين الإعصار جايمي في المحيط الهادي وبيريل في المحيط الأطلسي

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟

رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟

اندفاع متكرر لكتل هوائية شديدة البرودة نحو جنوب أوروبا تنتج منخفضات جوية مرفقة بالأمطار الغزيرة والثلوج

اندفاع متكرر لكتل هوائية شديدة البرودة نحو جنوب أوروبا تنتج منخفضات جوية مرفقة بالأمطار الغزيرة والثلوج

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة

كتلة هوائية باردة تترافق بانخفاض واضح على درجات الحرارة نهاية الأسبوع

كتلة هوائية باردة تترافق بانخفاض واضح على درجات الحرارة نهاية الأسبوع