الدوامة القطبية تعيد تماسكها وهي المسبب الرئيسي بعد مشيئة الله لموجات البرد والمنخفضات الجوية

طقس العرب - تشير التحليلات الأخيرة في مركز طقس العرب إلى أن الدوامة القطبية، وهي نظام جوي يتواجد حول القطب الشمالي ويعمل كحزام ضخم من الهواء البارد منخفض الضغط، تستعيد قوتها وتماسكها بعد احترارها مؤقتاً. وهي السبب الرئيسي، بعد مشيئة الله، وراء اندفاع موجات من الهواء البارد نحو العديد من المناطق حول العالم.

ما هي الدوامة القطبية وكيف تعمل؟

الدوامة القطبية هي نظام دائري من الرياح الباردة في طبقات الجو العليا، يحيط بالقطب الشمالي. تعمل هذه الدوامة كحاجز يمنع الهواء البارد من الانتقال جنوباً نحو المناطق المعتدلة والدافئة. تكون هذه الدوامة شديدة التماسك في فصل الشتاء عندما تشتد البرودة في القطب الشمالي.

المرتفع الجوي السيبيري يتعاظم بصورة أعلى من المُعتاد، فكيف يؤثر مُناخياً على شرق المُتوسط؟

عندما تكون الدوامة القطبية قوية، تدور التيارات الهوائية بشكل محكم حول القطب، مما يحافظ على برودة الهواء محصورة في تلك المنطقة. ولكن في بعض الأحيان، يحدث خلل أو ضعف في قوة الدوامة، مما يؤدي إلى اندفاع الهواء البارد نحو مناطق ذات خطوط عرض أدنى، ما يسبب انخفاضاً كبيراً في درجات الحرارة في مناطق عدة.

ماذا يحدث عندما تتماسك الدوامة القطبية؟

عندما تتماسك الدوامة القطبية، فإنها تعزز من تدفق الهواء البارد جنوباً بشكل أكثر انتظاماً، وخصوصاً باتجاه أمريكا الشمالية وشمال أوروبا وآسيا، مما يؤدي إلى زيادة في فرق الضغط بين المناطق القطبية الباردة والمناطق المعتدلة الأكثر دفئاً.

عند وصول الهواء البارد نحو المسطحات المائية، تتشكل منخفضات جوية، حيث تتصاعد الرياح الباردة المحملة بالرطوبة نحو طبقات الجو العليا، مما يؤدي إلى تكوّن سحب ركامية وهطول أمطار غزيرة وثلوج. ومن هنا، يُصبح الطقس بارداً وعاصفاً وقد يُؤدي إلى عواصف ثلجية وصقيع في بعض الأحيان، خاصةً في المناطق الجبلية والمناطق الشمالية من الدول المتأثرة.

كيف يتسبب تماسك الدوامة القطبية باندفاع المنخفضات الجوية الباردة؟

في السياق، يجعل التماسك في الدوامة القطبية الهواء البارد أكثر تركيزاً وقوة، مما يؤدي إلى زيادة شدة فروق الضغط الجوي. هذا التماسك يعزز من اندفاع رياح باردة نحو خطوط العرض المتوسطة والدنيا، ويتسبب في موجات باردة قوية تأتي مع رياح نشطة وتيارات هوائية تهبط بدرجات الحرارة بشكل حاد.

التأثيرات الموسمية المتوقعة بسبب الدوامة القطبية

تؤدي هذه التغيرات إلى أنماط مناخية واضحة تشمل انخفاضاً شديداً في درجات الحرارة، وزيادة في احتمالات تساقط الثلوج والعواصف الثلجية في مناطق واسعة من شمال أمريكا، أوروبا، وأجزاء من آسيا. من المتوقع أيضاً أن يشهد البحر المتوسط تأثيراً غير مباشر، حيث تزداد فرص الهطولات المطرية نتيجة لامتداد الأحواض العلوية الباردة.

وتجدر الإشارة إلى أن استمرار تماسك الدوامة القطبية قد يساهم في تكرار موجات البرد على مستوى شمال الكرة الأرضية.

والله أعلم.