السلطعون "القفازي الصيني" العملاق يغزو بريطانيا

2023-10-14 2023-10-14T12:08:11Z
ندى ماهر عبدربه
ندى ماهر عبدربه
صانعة مُحتوى

طقس العرب - تم تثبيت أول مصيدة لاصطياد سرطان البحر القفازي الصيني في بريطانيا مع ازدياد أعداد هذه الأنواع الغريبة. حيث ظهرت مؤخرًا سرطانات القفاز، والتي ظهرت لأول مرة في المملكة المتحدة عام 1935، تتجول في مناطق متعددة من بريطانيا، بما في ذلك لندن وكامبريدجشير، وتجوب حتى حدائق في جنوب غرب العاصمة، وسدودًا في ويتليسي، وحدائق ريفية في بيتربورو.

كيف وصل السلطعون القفازي الصيني إلى بريطانيا؟

يُعتقد أن هذا النوع من سرطانات البحر، والذي يُعرف بمخالبه الفرائية، انتقل من شرق الصين إلى أوروبا وأمريكا الشمالية عبر الرواسب المتراكمة في قواعد سفن الشحن، ويُعتقد أيضا أن سرطان البحر القفاز الصيني استقر في نهر التايمز في عام 1973، وانتشر في مناطق أبعد منذ ذلك الحين، مثل نهري تاين وهامبر وميدواي ووارف وأوس وتمار ودي.

منذ عام 2016، تم تصنيف هذا النوع - الذي سمي على اسم مخالبه ذات الفرو - على أنه "منتشر على نطاق واسع" في جميع أنحاء المملكة المتحدة ووفقًا لمبادرة "Mitten Crab Watch" التابعة لمتحف التاريخ الطبيعي، تم تسجيل أكثر من 800 تقرير حتى الآن؛ مما يشير إلى انتشار هذا المخلوق في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وأظهرت الخريطة التفاعلية أن قد تم تأكيد مشاهدات سرطان البحر في مناطق متفرقة من بريطانيا، بما في ذلك لندن ونيوكاسل ومانشستر وسوانسي وجلاسكو وبرايتون.

 

خبير في مجال السرطانات القفازية الصينية يكشف عن أسرار أعدادهم المتزايدة

يمكن التمييز عن السلطعون من خلال لون جسمه الذي يتراوح بين الرمادي والأخضر حتى البني الداكن، والفراء الكثيف ذو اللون البني على مخالبه التي تحمل رؤوسًا بيضاء.

الدكتور بول كلارك وهو خبير في ميدان السرطانات القفازية الصينية، ويشغل منصب باحث في قسم علوم الحياة بمتحف التاريخ الطبيعي في مقابلة مع Mail Online، أشار إلى أن الأعداد الزائدة من السلطعون القفازي الصيني تتزايد بسبب دورة حياتهم الفريدة للغاية.

حيث إن بعد هجرتهم إلى مجرى النهر، يصبح لدى الإناث البالغات القدرة على إنتاج ثلاث بيضات في كل موسم تزاوج، ويمكن أن يتراوح عدد البيض في كل عملية تفريخ بين 500,000 ومليون بيضة، وهذا هو عدد اليرقات التي تنفصل عنها، وتفقس في مصب النهر وبالطبع، لن تتطور جميع تلك اليرقات لتصبح سلطعونات صغيرة قادرة على العودة إلى التيار مجددا، وأشار الدكتور كلارك إلى أنه بمجرد استقرار هذا النوع، يصبح من الصعب بشكل كبير التحكم في انتشاره.

 

مصيدة للسلطعون القفازي الصيني في بريطانيا

تم تثبيت أول مصيدة دائمة للسلطعون القفازي الصيني في Pode Hole بالتعاون مع Lincolnshire Wildlife Trust وWeland and Deepings Internal Drainage Board ومتحف التاريخ الطبيعي.

وقام ميك هينفري، الذي يعمل في مجلس الصرف الداخلي في ويلاند آند ديبينجز، ببناء المصيدة وكما تبرع مجلس Welland Board بحوالي 8000 جنيه إسترليني لإقامة هذا الجهاز، وتم تركيب المصيدة في 31 أغسطس، وحتى الآن لم يتمكنوا من اصطياد أي سلطعون صيني، وفيما يتعلق بذلك، يشير الدكتور كلارك إلى أن هذا قد يكون بسبب الطقس الدافئ، ولكنه غير متأكد،

تعمل المصيدة بشكل مشابه لصندوق بريد، حيث تحتجز السلطعون القفازي بالداخل حتى يتم استخراجهم ونقلهم للقيام دراستهم وبناءً على تقديرات الدكتور كلارك، إذا اتجه إلى تشيلسي إمبانكمينت في لندن، فقد يكون بإمكانه أن يلتقط حوالي 50 إلى 100 سلطعون صغير خلال ساعة واحدة.

ويرى الدكتور كلارك أن لدى السلطعونات القفازية الصينية "عددًا قليلًا جدًا من الأعداء الطبيعيين"، ربما بضعة كائنات غريبة وبعض الطيور، ولكنه يشك في أن هذا سيؤدي إلى تقليل أعدادهم.

 

 

هل تهدد السرطانات القفازية الطبيعة في بريطانيا؟

وعندما سُئل الدكتور كلارك عما إذا كانت السرطانات القفازية الصينية تمثل تهديدًا لأنواع السرطانات المحلية، أجاب:

"نعم، إنها تتغذى على الأنواع المحلية داخل وخارج المياه".

 

"كان لدينا قلق كبير بخصوص تأثيرها في بيض الأسماك، ولقد أطعمناهم بعض من بيض السمك، ولم يترددوا في التهامه".

وأضاف:

"قد يكون هناك تأثير سلبي على التنوع البيولوجي في نهر التايمز ومناطق أخرى، ولكن من الصعب التحقق منه في الوقت الحالي".

في الوقت الحالي، ليس من المعروف بشكل محدد على ماذا تتغذى السرطانات القفازية الصينية، وأشار الدكتور كلارك إلى أنه سيتم تجميد السرطانات التي يتم اصطيادها في المصيدة والاحتفاظ بها للقيام بتحليلها، مما يمكن أن يساعد على فهم نمط تغذيتها.

وأكد أنه لن يتم إعادة إطلاق أي سرطانات قفازيه مجددا في المنطقة. وأضاف:

"هناك احتمال على مدى السنوات القادمة أن نتمكن من الحد من تأثير هذه السرطانات في هذا المجتمع المائي".

وأكد متحف التاريخ الطبيعي أن السرطانات القفازية يمكن أن تصل إلى أحجام تصل إلى أحجام طبق العشاء، وأشار الدكتور كلارك إلى أنه كان يملك سرطان قفاز بعرض جسم يبلغ 85 ملم (8.5 سم) وهذا يدل على حجمهم الكبير.

 


 

يشكل السلطعون القفازي الصيني العملاق تحديًا بيئيًا لبريطانيا، وتتطلب مواجهته جهوداً مشتركة من قبل الحكومة والباحثين والجمهور والفهم الجيد لتأثيره للمحافظة على التنوع البيولوجي والبيئي في بريطانيا.

 

اعرف أيضا:

أسماك القرش البيضاء تهدد شواطئ كاليفورنيا

ظاهرة مد نادرة على شكل حراشف سمكية

 


المصادر:

dailymail

bbc

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
 ما قصة "المينا" ناقل الأمراض ومتلف المحاصيل الذي يجتاح الجزائر؟

ما قصة "المينا" ناقل الأمراض ومتلف المحاصيل الذي يجتاح الجزائر؟

10 من أندر الحشرات التي تعيش في أعماق الغابات النائية حول العالم

10 من أندر الحشرات التي تعيش في أعماق الغابات النائية حول العالم

تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة

تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة

تونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطق

تونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطق